ولمدة 18 ساعة الاثنين والثلاثاء، شهدت
العاصمة بغداد ومحافظات أخرى احتجاجات واشتباكات مسلحة وفوضى أمنية ما خلّف ضحايا وجرحى في محيط المنطقة الخضراء، قبل دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أنصاره إلى الانسحاب وفك الاعتصام.
وفي الإبان دعا رئيس الجمهورية برهم صالح، أمس الثلاثاء، إلى إجراء انتخابات مبكرة ضمن "تفاهم وطني"، فيما دعا الإطار التنسيقي إلى الإسراع بتشكيل "حكومة خدمة وطنية".
صف عراقي واحد
وقالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، إنها "تتابع ببالغ القلق والاهتمام تطورات الأحداث الجارية في
جمهورية العراق الشقيقة"، معربة عن "أسفها لما آلت إليه التطورات".
ودعا البيان "جميع الأطراف والقوى السياسية في
العراق إلى الوقوف صفاً واحداً للحفاظ على مقدرات ومكتسبات
العراق وشعبه"، مؤكدا "دعم المملكة كافة الجهود الرامية إلى تجنيب
العراق وشعبه الشقيق ويلات الانقسام والصراع الداخلي".
كما حثت المملكة "جميع الأطراف والقوى السياسية في
العراق إلى اللجوء للحلول السلمية لمعالجة مطالب الشعب العراقي الشقيق، بما يضمن الأمن والاستقرار والازدهار للبلاد وشعبها".
وفي السياق، أجرى ملك الأردن عبد الله الثاني اتصالين هاتفيين مع الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس حكومة تصريف الاعمال مصطفى الكاظمي، مؤكدا "دعم الأردن الكامل للعراق في الحفاظ على أمنه واستقراره، ووحدة شعبه العزيز"، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الأردنية الرسمية.
وشدد على "ضرورة تجاوز الظروف الحالية عبر الحوار وتغليب المصلحة الوطنية للمضي قدما في مسيرة التقدم والازدهار والاستقرار".
وفي بيان لها، أعربت وزارة الخارجية الأردنية، عن أملها أن "يتجاوز الأشقاء في
العراق هذه الأزمة عبر الحوار الوطني، حمايةً لأمن
العراق واستقراره ومكتسباته وسلامة مواطنيه ومصالحهم".
كما دعت دولة قطر "كل الأطراف العراقية إلى وقف التصعيد وتغليب صوت الحكمة وممارسة أقصى درجات ضبط النفس".
ودعت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، إلى "حل الخلاف القائم بالحوار السلمي بما يحقق تطلعات العراقيين"، وأكدت دعم الدوحة لأمن
العراق ووحدته وسيادته.
فيما، أعربت مملكة البحرين في بيان لوزارة خارجيتها، عن "بالغ قلقها وأسفها إزاء تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في العراق".
بدورها، دعت الخارجية البحرينية "جميع القوى والأطراف السياسية إلى وقف التصعيد وضبط النفس وتغليب الحكمة والمصلحة الوطنية العليا والمشاركة الفاعلة في حوار وطني شامل وجامع بما يسهم في تجاوز الأزمة الراهنة".
وحثت "جميع القوى والأطراف السياسية العراقية إلى استكمال المسار الدستوري والديمقراطي وتلبية تطلعات الشعب العراقي في الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية والسلم الأهلي والتنمية المستدامة".
وفي الكويت، قالت وزارة الخارجية إنها تتابع "بقلق بالغ تطورات الأحداث الجارية في العراق"، داعية كافة الأطراف إلى "ضبط النفس ونبذ العنف وتغليب لغة الحوار والمصلحة العليا لبلدهم حفاظا على مكتسباته وحقنا لدماء شعبه الشقيق".
وشددت الوزارة، في بيان، على تضامن دولة الكويت مع
العراق حكومة وشعبا وأملها بأن يسود الأمن والاستقرار ربوعه.
إشادة بدعوات التهدئة
من جهته، أشاد رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، بـ"الجهود المخلصة من الأطراف العراقية ودعوات التهدئة من مختلف القوى السياسية بالبلاد لوقف التصعيد وأعمال العنف"، موضحا أن تلك الجهود "أدت إلى احتواء سريع للأزمة الأخيرة في العراق".
وتمنى أن "يتم استثمار تلك الجهود الصادقة للبناء عليها لتعزيز مسار الحوار بين الجميع من أجل سلامة
العراق والحفاظ على مقدراته".
وفي سياق متصل، قالت الخارجية المصرية، في بيان، إنها بلادها "تهيب بكافة الأطراف العراقية بالاستمرار في الدفع قدماً نحو التهدئة ووقف التصعيد".
وأكدت "دعمها التام لكل خطوة من شأنها خفض حدة التوتر الجاري والبحث عن حلول سياسية تفضي إلى تحقيق الاستقرار"، وفق البيان ذاته.
كما أفادت وكالة الأنباء الإماراتية، بأن وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، بحث مع نظيره العراقي فؤاد حسين، تطورات الأوضاع بالعراق، خلال اتصال هاتفي بينهما.
وأكد وزير خارجية الإمارات "وقوف بلاده وتضامنها مع
العراق في ظل التحديات التي يمر بها، ودعمها لأمنه واستقراره ووحدة وسيادة أراضيه".
ترحيب أممي
وفي السياق، رحبت الأمم المتحدة بدعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أنصاره للانسحاب ووقف العنف، كما تجددت التصريحات الدولية من دول عربية وأجنبية لدعوة كافة الأطراف في
العراق إلى التهدئة والحوار.
وأثنت بعثة الأمم المتحدة في
العراق بالإعلان الأخير للصدر ووصفته بالمعتدل، وأضافت -في تغريدة على تويتر- أن ضبط النفس والتهدئة ضروريان لكي يسود "صوت العقل".
من جانبه، عبّر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن قلقه العميق إزاء التقارير المتزايدة عن سقوط قتلى وجرحى وسط الاشتباكات العنيفة في بغداد، وناشد جميع الأطراف المعنية لاتخاذ خطوات عاجلة لتهدئة الوضع لصالح الشعب العراقي.
الدول الغربية
وفي واشنطن، قال فيدانت باتل نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن حكومة بلاده اطلعت على تطورات العنف والخسائر المحتملة، وهي تدين أعمال العنف بكافة أشكالها، مضيفا "حان الوقت الآن للحوار والمفاوضات".
بدورها، دعت الخارجية الفرنسية جميع القادة السياسيين في
العراق إلى تأكيد حرصهم على الإطار الدستوري والانخراط في حوار وطني وبنّاء لمصلحة العراقيين.
كما دعت الخارجية الهولندية إلى دخول جميع الأطراف العراقية في حوار وطني سلمي يشمل الجميع.
ودعت النرويج إلى مشاركة بناءة من جميع الأطراف لإيجاد حل عادل ينهي الأزمة السياسية في البلاد.