وكان هذا العام الأكثر سخونة على الإطلاق، بمثابة تذكير صارخ بأن أزمة المناخ تتسارع، ومع استمرارنا في حرق الوقود الأحفوري وإهدار الطعام وتدمير النظم البيئية، يصبح مستقبل الأرض أكثر غموضا، ويركز هذا التقرير على أهم 6 مشكلات بيئية نواجهها اليوم وتتطلب تحركا فوريا.
1- الاحتباس الحراري والوقود الأحفوري
ذكرت خدمة كوبرنيكوس للتغير المناخي أن صيف 2024 في نصف الكرة الأرضية
الشمالي من يونيو/حزيران إلى أغسطس/آب هذا العام تجاوز الصيف الماضي ليصبح الأشد حرارة في العالم.
وتزيد هذه
الحرارة الاستثنائية من احتمالات أن يتجاوز عام 2024 عام 2023 ليصبح
الأعلى حرارة على الإطلاق على كوكب الأرض.
وهذه الظاهرة ناتجة عن الاستمرار في حرق الوقود الأحفوري (الفحم، النفط، والغاز الطبيعي) الذي يطلق
ثاني أكسيد الكربون (CO2) في الغلاف الجوي. وتتجاوز مستويات
ثاني أكسيد الكربون الآن 420 جزءا في المليون، مما يؤدي إلى آثار مدمرة مثل الحرائق في أستراليا والولايات المتحدة وموجات
الحر الكارثية في القارة القطبية الجنوبية. بدون تغييرات فورية لتقليل الانبعاثات والانتقال إلى الطاقة المتجددة، سيكون مستقبل الكوكب في خطر.
2- وباء هدر الطعام
يُهدر ثلث الطعام المُنتج للاستهلاك البشري، أي حوالي 1.3 مليار طن سنويا، مما يسهم في ربع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عالميا.
وفي الدول المتقدمة، يحدث الهدر غالبا على مستوى المستهلك، بينما في الدول النامية، يحدث بعد الحصاد نتيجة ضعف البنية التحتية.
3- آفة التلوث البلاستيكي
التلوث البلاستيكي يخنق الكوكب، حيث يُنتج العالم أكثر من 419 مليون طن من البلاستيك سنويا، منها 14 مليون طن ينتهي بها المطاف في المحيطات، وفق تقرير حديث نشرته مجلة "نيتشر".
ووجد التقرير أنه إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء، فإن أزمة البلاستيك ستنمو إلى 29 مليون طن متري سنويا بحلول عام 2040، وإذا أضفنا البلاستيك الدقيق إلى الرقم، فقد يصل إجمالي كمية البلاستيك في المحيط إلى 600 مليون طن بحلول عام 2040.
4- فقدان التنوع البيولوجي
شهدت السنوات الخمسون الماضية نموا سريعا في الاستهلاك البشري والسكان والتجارة العالمية والتحضر، مما أدى إلى استخدام البشرية لموارد الأرض أكثر مما يمكنها تجديده بشكل طبيعي.
ووجد تقرير صادر عن الصندوق العالمي للحياة البرية، أن أحجام الثدييات والأسماك والطيور والزواحف والبرمائيات شهدت انخفاضا بمعدل 68٪، ويعزو التقرير هذا الفقدان في التنوع البيولوجي إلى مجموعة متنوعة من العوامل، ولكن بشكل أساسي تغيير استخدام الأراضي، وخاصة تحويل الموائل، مثل الغابات والمراعي وأشجار القرم، إلى أنظمة زراعية، وتتأثر الحيوانات مثل البنغول وأسماك القرش وفرس البحر بشكل كبير بالتجارة غير المشروعة في الحياة البرية، كما أن البنغول معرض للخطر بشكل خطير بسبب ذلك.
وعلى نطاق أوسع، وجد تحليل حديث أن الانقراض الجماعي السادس للحياة البرية على الأرض يتسارع، وأن هناك أكثر من 500 نوع من الحيوانات البرية على وشك الانقراض ومن المرجح أن يتم فقدها في غضون 20 عاما، ونفس العدد فقد على مدار القرن الماضي بأكمله.
5- إزالة الغابات
في كل ساعة، يتم قطع غابات بحجم 300 ملعب كرة قدم. وبحلول عام 2030، قد لا يحتوي الكوكب إلا على 10% من غاباته، وإذا لم يتم إيقاف إزالة الغابات، فقد تختفي جميعها في أقل من 100 عام.
والدول الثلاث التي تشهد أعلى مستويات إزالة الغابات هي البرازيل وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإندونيسيا، كما تعد غابات الأمازون، أكبر غابات مطيرة في العالم ، والتي تمتد على مساحة 6.9 مليون كيلومتر مربع (2.72 مليون ميل مربع) وتغطي حوالي 40% من قارة أمريكا الجنوبية، وهي واحدة من أكثر النظم البيئية تنوعا بيولوجيا، وهي موطن لحوالي ثلاثة ملايين نوع من النباتات والحيوانات.
على الرغم من الجهود المبذولة لحماية أراضي الغابات، لا تزال إزالة الغابات القانونية منتشرة، وحوالي ثلث إزالة الغابات الاستوائية العالمية تحدث في غابات الأمازون في البرازيل، والتي تبلغ مساحتها 1.5 مليون هكتار كل عام.
وتعد الزراعة السبب الرئيسي لإزالة الغابات، وهي واحدة من أكبر المشاكل البيئية التي تظهر في هذه القائمة، و يتم تطهير الأراضي لتربية الماشية أو لزراعة محاصيل أخرى تباع، مثل قصب السكر وزيت النخيل.
وبالإضافة إلى عزل الكربون، تساعد الغابات في منع تآكل التربة، لأن جذور الأشجار تربط التربة وتمنعها من الانجراف، مما يمنع أيضًا الانهيارات الأرضية.
6- تلوث الهواء
تظهر بيانات منظمة الصحة العالمية أن ما يقدر بنحو 4.2 إلى 7 ملايين شخص يموتون بسبب تلوث الهواء في جميع أنحاء العالم كل عام وأن تسعة من كل 10 أشخاص يتنفسون هواء يحتوي على مستويات عالية من الملوثات.
وفقًا لأحدث الدراسات في2024، فإن تلوث الهواء في جنوب آسيا، إحدى أكثر المناطق تلوثًا في العالم، يقلل من متوسط العمر المتوقع بنحو 5 سنوات، وتفتقر معظم البلدان في آسيا وأفريقيا، والتي تساهم معا بنحو 92.7٪ من سنوات العمر المفقودة عالميا بسبب تلوث الهواء، إلى معايير جودة الهواء الرئيسية اللازمة لتطوير سياسات مناسبة، علاوة على ذلك، فإن 6.8٪ و3.7٪ فقط من الحكومات في القارتين، على التوالي، تزود مواطنيها ببيانات جودة الهواء الطلق بالكامل.