ثم قادته آمال والده وطموحاته نحو الابتعاث للولايات
المتحدة الاميركية ليدرس الإعلام وكذلك الطيران ثم عاد لبلاده عام 1982م محملًا بالخبرات والمعارف من
دولة كبرى يسكنها العديد من الأعراق فعمل أولًا باحثًا بإدارة الإعلام الخارجي بوزارة الإعلام.
ثم في عام 1985م جذبه شغف الطيران فحلق في سماء الأرض وحقق 1000 ساعة طيران
مدني فكان طيارًا مدنيًا ثم حربيًا وتدرب على جميع أنواع الطائرات النفاثة وتدرج بالرتب العسكرية حتى تقاعد برتبة عقيد من سلاح الجو الملكي السعودي ونال من الطيران الدقة والتركيز وضبط النفس ورباطة الجأش.
في السباق الفضائي الطاحن بين الولايات
المتحدة والاتحاد السوفيتي في أواخر الستينات الميلادية، نشأة ثورة الاقمار الصناعية وكان لابد من وجود الاتصالات الاذاعية والتلفزيونية وغيرها في أقاليم الدول العربية التي تبلغ 14 مليون كيلو متر مربع فتم إطلاق قمر عربسات 1A ولكن سرعان ما فشل.
ولما بدأت ثورة المكوكات الفضائية تسابقت الدول العربية لإيجاد حل والبحث مع وكالة الفضاء "ناسا" ولكنه من غير المألوف أن يذهب على متن مكوك الفضاء التابع لهم أشخاص من جنسيات غير أمريكية وقد سمحت وكالة الفضاء بذلك حيث تم ترشيح صاحب السمو الملكي الامير
سلطان بن سلمان آل سعود.
فهو لم يذهب بصفته أميرًا بل إن وكالة الفضاء "ناسا" كانت معايير قبول الشخص صارمة وتخضع لفحوصات واختبارات مشددة وصعبة لضمان سلامة سير المكوك والحفاظ قبلها على سمعتها، ويتمتع الأمير
سلطان بن سلمان بسجل حافل من الخبرات في مجال الطيران وكان حينها برتبة رائد في سلاح الجو السعودي.
وكان الملك فهد قد أبدى تردده حيال ذهاب ابن أخيه، وكان والده الملك سلمان مؤمنًا بما لدى
سلطان من إمكانات وأنه الكُفءُ لها فأقنع أخيه الملك فهد.
وفي الولايات
المتحدة خضع الأمير
سلطان لتدريبات مكثفة على مدى شهرين ونصف وفي أماكن تنعدم فيها الجاذبية وطبق فرضيات قد تحدث هناك.
وكانت أهم مهام الأمير سلطان:
1- إطلاق القمر الصناعي العربي عربسات B1
2- القيام بالعديد من التجارب الفضائية التي ينتظر نتائجها علماء سعوديون.
3- التقاط صور فضائية للمملكة لأغراض بحثية.
وفي الساعة 7:33 صباحًا بفلوريدا يوم الاثنين 29 رمضان 1405 هـ (1985م) انطلق المكوك (ديسكفري STS-51G )، وعلى متنه طاقم من 7 رواد فضاء من ثلاث جنسيات: سعودية وأمريكية وفرنسية، أحدهم أول رائد فضاء
عربي مسلم، هو الأمير الشاب
سلطان بن سلمان الذي ذهب بصفته "أخصائي حمولة"
استغرقت هذه الرحلة في الفضاء «7» أيام، دار فيها المكوك حول الأرض «112» دورة، وكانت تشرق الشمس 16 مرة خلال 24 ساعة.
واستفتى الأمير
سلطان العلامة ابن باز بخصوص الصلاة والصيام والقبلة هناك وقد صام أخر يوم برمضان هناك، وكان إذا أتم ما عليه يقرأ القرآن حتى ختمه هناك في خمسة أيام.
بالنسبة للصلاة في الفضاء فقد كان يؤديها في أوقاتها داخل المكوك، وكان عليه أن يثبت قدميه في مثبت خاص حتى لا يسبح داخل المكوك نتيجة انعدام الجاذبية، وكان السجود يصعب فقط بسبب الدوار الناجم من انعدام الجاذبية.
وبالنسبة للنوم فإنه لابد من وضع أنفسهم في أحزمة بسبب انعدام الجاذبية.
وقد تشرف الامير
سلطان بتلقي مكالمة فيديو وهو في الفضاء من الملك فهد -رحمه الله - ليطمئن عليه، ويشكره.
وكان المشهد الأبوي الآسر للقلوب حينما شاهد الأمير
سلطان بن سلمان والده الملك سلمان -حفظه الله- وقد ذكر الامير
سلطان فيما بعد أن دموعه انهمرت حينما تحدث مع والده.
بعد إتمام الأيام السبعة، وتنفيذ مهمات وتجارب رواد الفضاء السبعة، هبط المكوك في الـ9:11 صباحًا في كاليفورنيا واستقبله أقاربه بكل شوق وحفاوة.
وقد ضجت الصحف والقنوات العالمية بهذا الحدث وبالأخص مرافقة الرائد السعودي العربي المسلم معهم.