وذكر القيادي إلى أن الرئيس الأميركي،
دونالد ترامب، منذ ولايته الأولى "يهدّد بورقة العقوبات، ليس فقط على العراق، بل على مختلف دول المنطقة بهدف ابتزازها وسرقة نفطها من خلال تخويفها، فضلاً عن أنه لوّح عام 2021 بفرض عقوبات على شخصيات وحسابات مالية تابعة لسياسيين"، بحسب ما نقلت صحيفة الاخبار اللبنانية.
ويرى أن "نية تحجيم دور الفصائل في
العراق تندرج ضمن استراتيجية
ترامب في المنطقة عموماً، ولذا نحن لا نتفاجأ بتصرفاته وسياسته تجاه العراق، ونحن أُتخمنا بهذه العقوبات التي لا تؤثر على عمق المقاومة وقوّتها، بل هي تزيدها صلابة في مواجهة الاحتلال". كما يؤكد أن المقاومة "لن تتوقّف، وسلاحنا بيدنا ولا نخاف العدو. ونحن الآن في موقع الفاحص والمتابع لكل ما يجري في
العراق وخارج حدوده من تحوّلات، ولا نأخذ أوامرنا من أحد".
وقد نشر عضو مجلس النواب الأميركي، جو ويلسون، أخيراً على موقع "إكس"، رسالة وقّعها مع عشرة أعضاء آخرين من الكونغرس موجّهة إلى وزير الخارجية، للمطالبة بتصنيف "بدر" كمنظمة إرهابية إلى جانب عدد من الفصائل المسلحة العراقية.
يأتي ذلك فيما تتضاعف المخاوف في الأوساط العراقية من أن
ترامب سوف يحاصر الاقتصاد
العراقي بحزمة من العقوبات والإجراءات الصارمة، مع توقّع أن يشهد فصل الصيف المقبل أزمة كبيرة في التيار الكهربائي، بعد إلغاء واشنطن إعفاء
العراق من حظر استيراد الغاز الإيراني.
وفي ظل هذه التطورات، تسعى الحكومة العراقية إلى تجنّب الدخول في مواجهة مباشرة مع واشنطن، بينما تحاول في الوقت ذاته الحفاظ على الاستقرار الداخلي من خلال وقف نشاط الفصائل المسلحة التي تنوي إدارة
ترامب وضعها على لائحة العقوبات.
وفي هذا السياق، يرى القيادي في الإطار التنسيقي، علي حسين، أن "قضية فرض عقوبات هي فقط في الإعلام، ولم يكن هناك موقف رسمي صادر من الإدارة الأميركية الجديدة. ونعتقد أن الحكومة العراقية لديها تواصل جيد مع الحكومة الأميركية للاتفاق على عدة أمور اقتصادية وأمنية".
ويشير حسين، إلى أن "الفصائل ملتزمة تماماَ في الوقت الراهن بكل توجيهات الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة، وليس لديها أي نشاط مسلّح قد يؤدي إلى خلق نوع من الارتباك الداخلي أو الإقليمي".
ويضيف أن "الحكومة تخوض حوارات ميسّرة مع الفصائل للاتفاق على عدة أمور تخصّ عملها وأماكن وجودها، وربما خلال الأيام المقبلة ستكون هناك نتائج متطورة بهذا الصدد"، متوقعاً أن "يكون هناك اجتماع لجميع القوى الفاعلة لمناقشة التحديات المستقبلية واتخاذ التدابير في حال فرضت الولايات المتحدة عقوبات على مصارف أو هيئات أو شخصيات، على الرغم من أن هذا مستبعد".
ويتابع أن "ائتلاف إدارة الدولة لديه سلسلة اجتماعات لمناقشة الوضع الراهن، بما في ذلك احتمال تطبيق العقوبات ووضع بعض الفصائل على لائحة الإرهاب".
بدوره، يلفت علي سباهي، وهو مسؤول في مركز "الرفد"، إلى أن "الفصائل في الوقت الحالي لا تتواجه مع الأميركيين، وليس لديها عمليات عسكرية ضد العدو، بالإضافة إلى تمتّعها بعلاقات إيجابية مع الحكومة، في وقت تحاول فيه واشنطن فرض عقوبات أو شيطنة المقاومة كجزء من مخططها لنشر الصهيونية في المنطقة".
ويؤكد، أن "فرض عقوبات أو وضع شخصيات على لائحة الإرهاب لن يؤثر على المقاومة، وذلك حدث سابقاً في عهد
ترامب السابق ولم يقلّل من ثبات المقاومة أو مواصلتها حربها ضد العدو"، متابعاً أن "المقاومة في حالة متطورة وتعرف كيف تلتفّ على أساليب العدوّ ومنها ورقة العقوبات".