واشتهرت بلقب "سيدة الغناء العربي" وحققت نجاحات كبيرة جعلتها أيقونة لا تُنسى في عالم الفن والموسيقى.
وبدأت أم كلثوم مسيرتها الفنية في سن مبكرة، حيث كانت في العاشرة من عمرها عندما بدأت في الغناء بهدف مساعدة أسرتها مادياً.
ومع مرور السنوات، تطورت مسيرتها الفنية حتى أصبحت
المصدر الرئيسي لدخل العائلة، مسجلةً اسمها كرمز بارز في تاريخ الفن
العربي.
من أبرز المحطات في مسيرة أم كلثوم كان إحياؤها لليلة الإسراء والمعراج في قصر عز الدين باشا، حيث قدمت أداءً مميزاً أثار إعجاب الحاضرين.
في تلك الليلة، أهداها صاحب القصر خاتماً ذهبياً، وكان أجرها ثلاث جنيهات، وهو مبلغ كبير بمقاييس ذلك الزمن.
وفي عام 1921، قررت أم كلثوم الانتقال نهائياً إلى القاهرة بعد أن أقنعها الشيخ زكريا أحمد وأبو العلا محمد بذلك.
وكان هذا الانتقال نقطة تحول حاسمة، حيث بدأت مسيرتها تتخذ منحى أكثر تألقاً وشهرة. وفي عام 1923، غنت في حفلات استضافها كبار القوم، ولفتت الأنظار بأدائها الاستثنائي.
لقاء أحمد رامي وتطور مسيرتها
وفي عام 1924، تعرفت أم كلثوم على الشاعر الكبير أحمد رامي، الذي كان له تأثير كبير في حياتها الفنية، حيث أسهم في إبرازها بشكل أوسع من خلال قصائده وأعماله الشعرية.
في نفس العام، بدأت تعاونها مع طبيب أسنان محب للموسيقى قام بتلحين أولى أغانيها الخاصة.
ومع ذلك، لم يستمر هذا التعاون طويلاً بسبب اختلاف أسلوبه، الذي اعتمد على زخارف موسيقية مبالغ فيها، ما لم يتناسب مع رؤيتها الفنية.
طقوس أم كلثوم
واشتهرت أم كلثوم بعدد من الطقوس التي ميزتها عن فنانات جيلها. كان المنديل الذي تحمله دائماً أثناء الغناء أحد تلك الطقوس التي أثارت فضول جمهورها.
في مقابلة إذاعية قديمة، كشفت أم كلثوم أن السبب وراء ذلك هو التوتر الذي كانت تشعر به أمام الجمهور.
قالت: "كلما كبر الفنان، كلما ازداد خوفه من الجمهور احتراماً له، أمسك المنديل لأن يدي تتعرق من شدة التوتر".
أما النظارات السوداء التي كانت ترتديها باستمرار، فقد أصبحت جزءاً من هويتها. ارتداؤها للنظارات كان بسبب إصابتها بخلل في الغدة الدرقية أدى إلى جحوظ عينيها، مما دفعها لاستخدام النظارات كحل جمالي.
كما اعتادت أم كلثوم الجلوس على كرسي أثناء حفلاتها. كانت تبدأ الحفل بتحية الجمهور ثم تجلس لتأمل الوجوه وتألفها، مما يمنحها الراحة قبل أن تبدأ بالغناء.
إرث خالد وتأثير مستمر
أم كلثوم لم تكن مجرد فنانة، بل رمزاً ثقافياً وأيقونة للطرب الأصيل. أثرت أغانيها في قلوب الملايين، وظلت قصائدها وألحانها مصدر إلهام للأجيال المتعاقبة.
اليوم، لا يزال صوتها يصدح في القلوب والعقول، شاهداً على إرثها الفني الخالد.