وعادة ما يحتفل العراقيون بليالي رأس السنة عبر إطلاق المفرقعات النارية في الهواء، بل يصل الأمر في الكثير من الأحيان إلى استخدام الأعيرة النارية عشوائياً، حتى بات
العراق يسجل إصابات مباشرة وغير مباشرة ناتجة عن هذه الاحتفالات.
وأعلنت وزارة الصحة في 1 كانون الثاني من العام الجاري، تسجيل إصابة 150 شخصا، بسبب الألعاب النارية وإطلاق النار العشوائي خلال الاحتفال بليلة رأس السنة (2023) في
العاصمة بغداد لوحدها.
*تحذيرات الدفاع المدني
ولتفادي تكرار ما حدث من إصابات خلال الاحتفال بالسنوات السابقة، أصدرت مديرية الدفاع المدني، توجيهات خاصة بإطلاق الألعاب النارية.
ودعت المديرية، بحسب بيان ورد لـ
السومرية نيوز، "المواطنين الى اتباع إرشادات الدفاع المدني الخاصة بإطلاق الألعاب النارية بمناسبة احتفالات رأس السنة الميلادية وعدم إطلاقها في أزقة المناطق السكنية والأسواق التجارية، مشيرةً الى أنها تؤدي إلى اشتعال حوادث الحريق التي يذهب ضحيتها الأبرياء من المواطنين".
وتضمنت إرشادات الدفاع المدني الخاصة بإطلاق الألعاب النارية، ما يأتي:
1-عدم اطلاق الألعاب النارية من قبل الأطفال نهائياً (إذ أن فقدان السيطرة على اطلاق الألعاب النارية قد يسبب بوقوع الإصابات البشرية).
2-عدم إطلاق الألعاب النارية بشكل أفقي او مائل (مما يسبب بقصر مدى ارتفاعها ويؤدي الى نزولها وهي ما زالت مشتعلة).
3-عدم إطلاق الألعاب النارية قرب الأعمدة والأسلاك الكهربائية (اذ قد تؤدي الى قطع او احتراق الأسلاك الكهربائية وتسبب التماس الكهربائي).
4-عدم إطلاق الألعاب النارية قرب النخيل والأشجار (لمنع اندلاع الحرائق في المتنزهات او الحدائق).
5-عدم إطلاق الألعاب النارية من داخل العجلات سواء متحركة أو متوقفة (إذ يسبب بوقوع الحوادث المرورية وإرباك حركة السير على الطرق).
6-عدم إطلاق الألعاب النارية قرب محطات الوقود أو صهاريج نقل المنتجات النفطية (لمنع اندلاع حوادث الحريق نتيجة التماس مع أبخرة المنتجات النفطية).
7-عدم إطلاق الألعاب النارية قرب الأسطوانات الغازية وكذلك قناني الأوكسجين.
8-عدم اطلاق الألعاب النارية قرب المولدات الكهربائية ( نظراً لوجود خزانات الوقود والأسلاك الكهربائية).
9-عدم إطلاق الألعاب النارية قرب المستشفيات (لمنع إزعاج المرضى الراقدين).
10-عدم إطلاق الألعاب النارية في الأماكن المغلقة (كقاعات الأعراس والمناسبات لمنع اندلاع حوادث الحريق)
11-في حالات الطوارئ تذكر أهمية سرعة الاتصال بسيطرة الدفاع المدني.
وأهابت الدفاع المدني "بعدم شراء الألعاب النارية نظراً لكونها مصدراً لثلاث أخطار أساسية:
أولاً/ مخاطر الحرائق: حيث تعد من أسباب اندلاع حوادث الحريق حسب إحصائيات مديرية الدفاع المدني السنوية.
ثانياً/ مخاطر التلوث البيئي: تسبب تلوث الهواء والضوضاء وتؤثر سلبا على البيئة وراحة السكان وتسبب الخوف والهلع للأطفال.
ثالثاً / مخاطر صحية: منها الحروق (الكدمات/ إصابات العيون/ إصابات سمعية)".
*رسالة من الصحة
في السياق، أطلقت وزارة الصحة، اليوم الأحد، تحذيراتها من خطورة الألعاب النارية، فيما دعت الأهالي الى التعاون ومنع أطفالهم من شراء تلك الألعاب.
وقال المتحدث باسم الوزارة سيف البدر للوكالة الرسمية، "على الأهالي التعاون ومنع أطفالهم من شراء الألعاب النارية الخطرة مع حلول أعياد رأس السنة، لما تشكله من تهديد حقيقي على سلامتهم وتسبب بمئات الإصابات سنوياً "، مبيناً أن "هذه الألعاب والرمي العشوائي وغيرها تسبب ضغطاً كبيراً على مؤسساتنا
الصحية خصوصاً بردهات الطوارئ".
وأضاف أن "الإصابة بهذه الألعاب قد تؤدي الى إصابات دائمة أو فقدان لأطراف أو للعين أو غيرها"، لافتاً الى أن "جميع مؤسسات الوزارة مستعدة للتعامل مع أي طارئ صحي".
ودعا البدر "الجهات المعنية ذات العلاقة الى ضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة ومحاسبة المخالفين للحد من انتشار تلك الألعاب الخطرة وبيعها في الأسواق المحلية"، مشدداً على "أهمية تعزيز الجهد الحكومي ومنظمات المجتمع المدني بالإضافة الى تعاون وسائل الإعلام المختلفة للعمل المشترك وبما يسهم بشكل فاعل في القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد سلامة المجتمع بمختلف فئاته".
*إجراءات مشددة
من جهتها، شددت وزارة الداخلية، من إجراءاتها لمنع حوادث الألعاب النارية، مع اقتراب العام الجديد وبدء العد التنازلي لاحتفالات ليلة رأس السنة الميلادية.
وأكد سكرتير ومقرر اللجنة الوطنية لتنظيم الأسلحة وحصرها بيد الدولة العميد منصور علي سلطان، أن الوزارة شددت من إجراءاتها للتقليل من حوادث الألعاب النارية، عبر تشكيل لجنة بعضوية مديرية الدفاع المدني تقوم بحملات تفتيش ومراقبة المحال التي تتاجر بالألعاب النارية المحظورة، منبها على إحالة عملية مراقبة استخدام الألعاب النارية إلى لجنة حصر السلاح، بعد أن أصبحت تشكل خطرا كبيرا، لا سيما بعد تسجيل 200 إصابة خلال النصف الأول من العام الحالي، بينما بلغت الإصابات المسجلة خلال العام الماضي 198 إصابة.
وأشار إلى، أن اللجنة أعدت ضوابط لاستخدام تلك الألعاب تجنبا لحوادث الإصابات أو الحريق، مطالبا في الوقت نفسه بضرورة الالتزام بتلك التعليمات، خاصة في وقت الاحتفالات العامة برأس السنة الميلادية، الذي يشهد استخدامها بشكل مكثف.
*حظر
ويحظر
العراق استخدام الألعاب النارية، إذ أقر مجلس النواب في العام 2012 قانوناً ينص على "حظر ومنع الالعاب المحرضة على العنف".
ويقول الخبير القانوني، علي التميمي، في حديث لـ
السومرية نيوز، إن "قانون حظر الألعاب المحرضة على العنف رقم 2 لسنة 2012 منع الاستيراد أو تصنيع أو تداول أو بيع الألعاب المحرضة على العنف اي الألعاب النارية فعاقب بالحبس 3 سنوات وبالغرامة 10 ملايين دينار على من فعل ذلك".
وبين التميمي، أن "قانون الأسلحة رقم 51 لسنة 2017 عاقب في المادة 24 منه على حمل السلاح دون رخصة بالحبس والغرامات وهو يحتاج إلى التطبيق، وايضاً عاقب القانون 570 لسنة 1982 بالحبس 3 سنوات كل من يطلق العيارات النارية في المناسبات".
*خطة الاحتفال
ولا تتضمن خطة الاحتفال برأس السنة الجديدة أي قطوعات في الطرقات، كما أكدت وزارة الداخلية، التي أشارت إلى تكثيف دورياتها في الشوارع والأماكن العامة.
وقال مدير دائرة العلاقات والإعلام في الوزارة اللواء خالد المحنا، إن "الأجهزة الأمنية ركزت في خطتها بشأن احتفالات رأس السنة على بعض الجوانب منها الألعاب النارية والازدحامات المرورية والسلوك الشاذ عند البعض من خلال إزعاج العوائل، وبالتالي فإن الخطط والواجبات وضعت بحسب التشكيلات".
وأوضح، "تم وضع خطة خاصة بالمرور وخطة للدفاع المدني وذلك من خلال نشر مفارز استعداداً لحدوث حرائق، فضلاً عن زيادة أعداد الدوريات الراجلة والآلية وكذلك توزيع أفراد الشرطة المجتمعية وتكثيف دورياتها في الأماكن العامة والمناطق التي يرتادها المواطنون لمنع حدوث أي حالات لإزعاج العوائل".
وأكد، على "عدم وجود إغلاق للشوارع، بل سيكون هناك تواجد للأجهزة المرورية من أجل انسيابية الطرق والتعامل مع الزخم المروري المتوقع".