الى ذلك، اعتبرت ان المتغير البريطاني B1.1.7 هو مقلق والأكثر قدرة على الانتشار، تقريباً بنسبة ٥٠٪. وفي كلّ اسبوع تتضاعف نسبة الحالات المصابة به.
أما بالنسبة للمتغيران
الجنوب أفريقي والبرازيلي، وان كانا مختلفين، انما يتشاركان بعض الطفرات، بحسب الدكتورة أصالة، أحدها N501Y، التي تخص البروتين الشوكي الذي يسمح للفيروس بالاتصال وبالدخول الى الخلية، وهي
احدى الطفرات الاساسية المشتركة أيضا مع المتغير البريطاني.
وأضافت: "الخاصية الأساسية لهما، أن
احدى الطفرات E484K قد تلعب دوراً في التخفي عن جهازنا المناعي، ما يرفع احتمال الاصابة مرة أخرى مثلا بعد الاصابة الأولى، وما يجعلنا نخشى أيضا فعالية اللقاح."
في سياق متّصل، اعتبرت أن " ظهور الطفرات نفسها في أماكن مختلفة أمر متوقع، ويدلّ على أن الفيروس يتعرض لما نسميه selection pressure، وأن هذه الطفرات تحدث لأنها تقدم له شيئاً ايجابياً"، مضيفة أن "ما يخيفنا تحديداً هو حدوث عدة طفرات في متغير واحد واكسابه عدة خاصيات في الوقت نفسه."
فعالية اللقاح ضد "كورونا المتحور"
عن فعالية اللقاحات ضد هذه الطفرات المختلفة، أكدت الدكتورة أصالة، أن اللقاحات ستبقى فعالة، انما احتمال انخفاض فعاليتها أمر موجود.
منذ أيام أعلنت فايزر أن لقاحها يبقى فعالا ضد المتغير البريطاني والجنوب أفريقي، بناء على دراسة للشركة تم فيها استخدام أجسام مضادة من أشخاص تلقوا سابقاً جرعتين من لقاح فايزر، ودراسة قدرتها على القضاء على فيروسات صممت في المختبر، ومدى تحمل الطفرات البريطانية والجنوب أفريقية.
في حين ان اللقاح اثبت فعاليته ضد المتغير البريطاني، الا ان الباحثون احتاجوا الى كميات اكبر من الأجسام المضادة ضد المتغير
الجنوب أفريقي، وهذا ما يدل على انخفاض محتمل لفعالية اللقاح ضد هذا المتغير، بحسب ما نشرته الدكتورة أصالة.
النتائج نفسها وصلت اليها موديرنا، انما في الحالتين بقيت نسبة الأجسام المضادة بعد اللقاح أعلى من النسبة المطلوبة لمنع الاصابة.
في السياق عينه، أضافت أن " لقاح نوفافاكس أعلن عن نتائجه منذ أيام وهي ممتازة ضد الفيروس الأساسي (بنسبة فعالية ٩٥.٦٪)، انخفضت قليلاً تجاه المتغير البريطاني لكنها بقيت ممتازة(٨٥.٦٪)، في حين انخفضت بشكل مقلق تجاه المتغير
الجنوب أفريقي (٤٩.٤٪_٦٠٪)."
فكما أظهرت الدراسات، توضّح د. أصالة فعالية اللقاح تجاه الفيروس المتحور، باعتبار ان "حتى ولو كانت المتغيرات تستجيب للقاحات عموماً، من الواضح أن المتغير الحنوب أفريقي والبرازيلي على الأرجح، يبدوان أكثر مقاومة للقاحات، " وترجع السبب الى "الطفرة E484k."
في دراسة أجرتها جامعة سياتل، درست فيها قدرة ١١سيروم في القضاء على فيروس حامل لطفرات مختلفة، هذه المرة من أشخاص سبق وأصيبوا بالكوفيد بشكل طبيعي، تبيّن أن فعالية الأجسام المضادة ضد الطفرات المختلفة تراوحت بين٦٣ و٩٩٪ بحسب العينة". وقالت د. أصالة "انما في ٩ من أصل ١١ عينة، شكلت طفرة محددة هي الE484k عائقا مهمّا على الأجسام المضادة، مخفّضة قدرتها في القضاء على الفيروس بـ١٠ مرات. "
وشددت الباحثة على أن "ظهور هذه الطفرة في المتغير البريطاني يقلق، لأنه سينتج عنه فيروس لديه خصائص سرعة الانتشار التي يملكها المتغير البريطاني، والذي يتوقع انه عاجلا او آجلاً سيصبح الشكل الغالب في معظم الدول، بالاضافة الى امتلاكه خصائص التخفي المناعي بسبب الطفرة E484K."
استناداً على تقرير جامعة كامبريدج، يبدو ان عدد الحالات الحاملة لهذا المتغير لا يزال قليلاً مسجلاً ١١ اصابة، في حين تتم مراقبته عن كثب. واكدت د.أصالة ان "الباحثون درسوا فعالية اللقاح على هذا المتغير الجديد، عبر تشكيل pseudoviruses في المختبر يحتوي الـ ٨ طفرات الخاصة بالمتغير البريطاني في البروتين الشوكي+ E484K." ثم وضعوا هذا الفيروس بوجود سيروم اخذ من أشخاص سبق وتلقوا لقاح فايزر. فتبين ان "اضافة هذه الطفرة الى الفيروس جعلتنا نحتاج الى كميات اعلى من سيروم الأجسام المضادة للقضاء على الفيروس".
خلص البحث الذي نشرته الدكتورة أصالة عبر الانترنت، الى ان فعالية اللقاحات يمكن أن تنخفض، انما لن تصبح غير فعالة تماماً. وطمأنت الناس بالقول "من حسن الحظ أنه لدينا لقاحات فعاليتها بالأساس عالية جداً."
وشددت على ان موديرنا وفايزر تدرسان اعطاء جرعات تحفيزية اضافية للمناعة في حال الطفرات. ودعت لعدم الخوف من التقدم التكنولوجي والطبي، معتبرة ان " المهم هو أن تقنية اللقاحات الجديدة الرائعة التي لا تعجب البعض ستسمح بتطوير لقاحات جديدة خلال ٦ اسابيع عند الحاجة".
وفي النهاية اعتبرت ان الاهم كسب السباق مع الفيروس والحد من انتشاره سريعاً عبر تسريع حملات التطعيم. وختمت بالقول: "كلما انتشر الفيروس، كلما زادت احتمالات تحوره، وكلما ربح أشوطاً علينا، رغم كل التقدم الذي أحرزناه."
يذكر أن د. أصالة كانت قد حذرت من تناول دواء الأزيتروميسين عند الاصابة بكورونا، استنادا على ابحاث ودراسات أثبتت ان لا فائدة له، داعية الى استشارة الطبيب .