نظرية أخرى تقول إن الطائر يشبه طيورا أخرى تأتي من
تركيا إلى أوروبا فأطلق عليه البحارة اسم «
تركي الهندي» نسبة إلى الهنود الحمر ثم تم اختصار الاسم فيما بعد إلى «تركي». وفي كل الأحوال فهناك رابطة تركية في وصول هذه
الطيور من أميركا إلى أوروبا والشرق
الأوسط في القرون
الوسطى.
وفي بعض بلدان
الشرق الأوسط يعرف الديك الرومي باسم «الديك الهندي»، وهو يعرف أيضا بهذا الاسم الهندي في
روسيا وبولندا وفي
تركيا نفسها. ويعود ذلك إلى الاعتقاد بأن كولومبوس وصل إلى الهند عن طريق الغرب ولم يكتشف القارة الأميركية كما استقر عليه الرأي العلمي فيما بعد.
وما زالت بعض الحفريات تثبت أن للديك الرومي تاريخا طويلا في القارة الأميركية وأن بعض فصائله الأولى اندثرت بفعل التغييرات المناخية بعد العصر الجليدي الأول من ناحية وبسبب نشاط الصيد الذي مارسه المستوطنون الأوائل في القارة الأميركية.
وفي البداية كانت طيور الديك الرومي برية وتعيش في مجموعات بعيدة عن البشر. وتم استئناس الديك الرومي من قبائل الهنود الحمر بداية من عام 800 قبل الميلاد. وكان أهم استخدام لهذه
الطيور هو من أجل ريشها المزخرف. وهناك ست سلالات من الديك الرومي تختلف قليلا في حجمها وشكلها.
وتحول استخدام الديك الرومي إلى طعام بداية من عام 1100 بعد الميلاد أيضا من القبائل الهندية الأميركية. وبالمقارنة مع الديوك البرية كانت
الطيور المستأنسة أكبر حجما وأفضل مظهرا. وبلغ من شهرة الديك الرومي في أميركا أن الرئيس بنيامين فرانكلين أراده أن يكون الرمز الرسمي للولايات المتحدة قبل أن يقع الاختيار على النسر.
وفي بريطانيا ينسب حضور الديك الرومي من أميركا إليها مباشرة إلى البحار البريطاني ويليام ستريكلاند في عام 1550. وحصل بفضل ذلك على وسام ملكي عليه صورة الديك الرومي. وكان الإسبان قد سبقوه بإحضار الديك الرومي إلى إسبانيا في عام 1519. وقد اكتسب الطائر اسم «تركي» لأنه، في نظرية أخرى، كان يشبه طائرا أفريقيا مماثلا يأتي إلى أوروبا من الإمبراطورية العثمانية في القرون
الوسطى.
وتطور الأمر إلى تصدير الديك الرومي الأوروبي إلى مستعمرات بريطانية وأوروبية في شرق القارة الأميركية في القرن السابع عشر مع احتفاظ الطائر باسمه الأوروبي (تركي).
وفي القرن التاسع عشر كان الديك الرومي يعد من أنواع الطعام الفاخر الذي يحظى به فقط علية القوم وفي المناسبات الكبرى فقط، أما اللحوم السائدة فكانت الإوز والأبقار. وفي روايات تشارلز ديكنز كان الفقراء في إنجلترا يتناولون الإوز في أعياد الكريسماس لعدم قدرتهم على شراء طيور الديك الرومي التقليدية. وفي تلك الحقبة كانت قطعان الديك الرومي تساق إلى أسواق لندن من المقاطعات الشمالية لكي يتم بيعها قبل أعياد الكريسماس كل عام.
وفي العصر الحديث، تحول الديك الرومي إلى ما يمكن اعتباره طعاما احتفاليا خصوصا في القارة الأميركية، حيث يتناوله الأميركيون في عيد الشكر في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام بينما يتناوله الأوروبيون عادة في أعياد الميلاد في نهاية كل عام.
وتشتهر عدة مناطق أميركية بمزارع تربية الديك الرومي بينما تشتهر منطقة نورفولك البريطانية بمنشأ صناعة بيع طيور الديك الرومي المعدة للطهي في أعياد الكريسماس. وتتم تربية الديك الرومي في الغرب تجاريا على نطاق واسع نظرا لتدني التكلفة بالمقارنة إلى كمية اللحوم المنتجة. ويفضل تربية الديك الرومي أبيض الريش تجاريا بينما الأنواع القروية المتاحة للاستهلاك تشمل طيورا ذات ريش أسود أو ذهبي اللون.
وتتم الآن تربية الديك الرومي على نطاق صناعي مما ساهم في انخفاض الأسعار وانتشار الاستهلاك. كذلك ساهم نشاط التبريد والتجميد على وجود طيور الديك الرومي للاستهلاك على مدار العام.
ويمكن شراء الديك الرومي طوال أشهر العام في الولايات المتحدة ولكن إنتاجه يبلغ الذروة في الربع الثالث من العام احتفالا بعيد الشكر في شهر نوفمبر من كل عام.
وهناك أنواع من الديك الرومي ما تزال تعيش في الغابات الأميركية وهي أنواع برية تعيش بمعزل عن الإنسان. وهي تتغذى على الحبوب والحشرات وأحيانا الضفادع أيضا. وعند شعورها بالخطر يمكنها العدو السريع إلى حيث المواقع الآمنة في الغابات أو حتى الطيران لمسافات قصيرة قد تصل إلى 400 متر، وبسرعة تصل إلى 70 كيلومترا في الساعة. وهي الآن تعيش في محميات ويمنع صيدها للحفاظ على أنواعها من الانقراض.
وتعيش طيور الديك الرومي في مجموعات من ذكر واحد وعدة إناث وتضع الأنثى ما بين خمس وثماني بيضات تفقس بعد 28 يوما. ولا تستطيع
الطيور الوليدة الطيران لمدة أسبوعين على الأقل وتمكث الأم معهم على الأرض طوال هذه المدة.
وتعتمد
الطيور البرية على ريشها الأسود في التخفي داخل الغابات ويتغير لون رأس الديك الرومي من الرمادي إلى الأحمر والأزرق عند الشعور بالخطر. وتقضي طيور الديك الرومي البرية لياليها على فروع الأشجار.
ولكن
الطيور المستأنسة تزن ضعف
الطيور البرية ولذلك فهي غير قادرة على الطيران بالمرة.
حقائق عن الديك الرومي
- صوت الديك الرومي المعهود يأتي من الذكور، أما الإناث فصوتها منخفض ومختلف.
- كل طائر له صوت مختلف وينفرد به عن
الطيور الأخرى.
- طيور الديك الرومي ذكية وحساسة ويرتبط بعضها ببعض في ود ملحوظ يشبه تقارب الكلاب بعضها من بعض.
- تنفش ذكور الديك الرومي ريشها بشكل مماثل لما تفعله ذكور طائر الطاووس، وذلك من أجل جذب الإناث.
- إضافة إلى الطيران لمسافات قصيرة تستطيع طيور الديك الرومي السباحة أيضا.
-
الطيور الوليدة تبقى مع الأم لمدة عام كامل. وتظل الأم معهم على الأرض حتى يمكنها الطيران والبقاء مع بقية المجموعة على فروع الأشجار. ولا يتدخل الذكر في العناية بالطيور الوليدة.
- لون رأس ذكور الديك الرومي يدل على حالتها النفسية فالذكور المستعدة للقتال يتغير لون رؤوسها إلى اللون الأحمر.
- لكل طائر ديك رومي ما بين 5000 و6000 ريشة.
- للديك الرومي أعداء طبيعيون في البيئة الأميركية مثل القطط البرية وحيوان الراكون والذئاب التي تعرف باسم «كايوتيس». ومن الجو تصطاد النسور والبوم صغار الديك الرومي.
- رغم تحريم صيده فإن الديك الرومي يقع في المركز الثاني بعد الغزلان في نشاط الصيد داخل الولايات المتحدة.
- كان طائر الديك الرومي يعتبر مقدسا لقبائل أميركا اللاتينية مثل الانكا والأزتيك.
- يتم تناول لحوم الديك الرومي حاليا في كل أنحاء العالم.
- يبلغ تعداد طيور الديك الرومي في العالم 7.8 مليون طائر 89 في المائة منها في الولايات المتحدة.