اعتبر اختصاصيو
السلامة الالكترونية أن تطبيق تيك توك يستغل الأطفال جنسيا. وكشفت سوزان ماكلين في هذا السياق، وهي اختصاصية
السلامة الإلكترونية سابقا في
الشرطة الفيكتورية في استراليا، أن تطبيق تيك توك حصل على
أكبر غرامة في تاريخ الولايات المتحدة، لجمعه بيانات عن الأطفال وبيعها.
انتشر التطبيق الصيني، الذي يسمح للمستخدمين بإنشاء مقاطع
فيديو قصيرة ومشاركتها، بشكل واسع في أوائل عام 2018 بعد أن حصل على حوالي 45.8 مليون مستخدم. اكتسب التطبيق شعبية بين الأطفال، خاصةً الذين دون سن 16 عامًا، نظرًا لواجهته الخاصة بالفيديو فقط، على عكس
فيسبوك وتويتر.
يتطلب التطبيق، الذي تجاوز شعبية سناب شات، أن يكون عمر الشخص 13 عامًا أو أكثر للتسجيل به وللحصول على حساب. هذا يعرض الأطفال الصغار لخطر الاستغلال الجنسي من قبل أشخاص
أكبر منهم يستطيعون عرض صورهم والاتصال بهم ما لم يكن الحساب خاصًا.
وأضافت سوزان ماكلين أن ثمة مخاوف كبيرة ومتزايدة في موضوع الخصوصية على هذا التطبيق، يجب مواجهتها لأن تيك توك ليس تطبيقًا آمنًا، والمخاوف المحيطة به أقلها التنمر والانتهاكات الجنسية من قبل أشخاص بالغين.
وفي حديثها إلى صحيفة ديلي ميل أستراليا، حذرت كذلك ماكلين من أن "أي تطبيق يسمح بالتواصل يمكن أن يستخدم من قبل المتحرش جنسيا والتي وصفته بالـ "مفترس".
الى ذلك، وجد تحقيق حديث أجرته BBC News أن تيك توك فشل في إزالة حسابات الأشخاص الذين يرسلون رسائل جنسية إلى المراهقين والأطفال. من خلال هذا التحقيق الذي استمر ثلاثة أشهر، تمكن المنفذ من جمع مئات التعليقات الجنسية المنشورة على مقاطع الفيديو على تيك توك، والتي تم تحميلها من قبل المراهقين والأطفال.
على الرغم من أن الشركة الخاصة بالتطبيق نجحت في حذف معظم هذه التعليقات المسيئة، إلا أنها فشلت في تعليق حسابات المستخدمين الذين قاموا بنشر التعليقات في المقام الأول، وبالتالي خرقوا مباشرة قواعد تطبيق تيك توك الخاصة بالمحتوى الجنسي الموجه للأطفال.
وأوضحت ماكلين، أن تطبيق تيك توك لا يتمتع بشروط
السلامة نفسها التي تمتلكها بعض التطبيقات الأكثر شهرة، ولا يقوم بشكل دوري بإزالة الحسابات التي تم الاشارة اليها على أنها خطيرة أو "مسيئة".
وتابعت ماكلين قائلة، ان المتحرش بالأطفال أو ما يعرف بالـ "بيدوفايل" أي "مشتهي الأطفال"، يحب مشاهدة الأطفال وهم يغنون ويرقصون حتى يحتفط بمقاطع الفيديو ويتمكن من مشاركتها أو مشاهدتها لاحقا. وشددت على ان جمع البيانات يعدّ مصدر قلق كبير، وإذا كانت الحكومة قلقة في هذا الشأن، فعليها منع الأطفال من استخدام هذا التطبيق.
في سياق متصل، فان موقع تيك توك يشرح على الويب كيف بإمكان الآباء تفعيل وضع الخصوصية على حسابات أطفالهم. إلا أنه يعترف أيضًا بأنه حتى مع وجود حساب خاص للاطفال، فستكون معلومات الملف الشخصي، بما في ذلك صورة الملف الشخصي واسم المستخدم والسيرة الذاتية، مرئية لجميع المستخدمين. كما يحث الآباء أيضا على توعية أطفالهم لعدم الكشف عن معلوماتهم الشخصية مثل الكشف عن عمرهم أو عنوان سكنهم أو رقم الهاتف.
وقال متحدث باسم تطبيق تيك توك، دفاعًا عن سياسة الخصوصية الخاصة به، ان تيك توك هو تطبيق للمستخدمين الذين تزيد أعمارهم عن 13 عامًا، وأضاف: "منحنا التطبيق تصنيف متجر 12+ حتى يتمكن الآباء من حظره من هاتف الطفل، باستخدام أجهزة التحكم والمراقبة القائمة على الجهاز.
وأضاف: "في مركز الأمان الخاص بنا، نقدم ارشادات تعليمية للشباب وعائلاتهم، بما في ذلك مقاطع
فيديو تعليمية خاصة بالسلامة وسلسلة مدونات الأمان.
وختم بالقول: "نشجع الآباء على مراقبة حسابات أطفالهم، ومراجعة إعدادات الخصوصية الخاصة بهم وضبطها، ومساعدتهم على الإبلاغ عن أي سلوك غير لائق، وإجراء حوار مفتوح مع المراهقين حول كيفية تحمل المسؤولية والأمان في جميع مواقع الإنترنت."
وكان التطبيق المعروف سابقاً باسم "Musical.ly" تطبيقاً موسيقياً، ثم تحول لاحقا إلى تطبيق
فيديو اجتماعي يسمح للمستخدمين بمشاركة مقاطع
فيديو قصيرة مدمجة بفلاتر وملصقات رقمية.
يتيح تطبيق "تيك توك" الصيني، تحميل فيديوهات قصيرة لا تتعدى مدتها 15 ثانية، ويسمح تداولها مع الأصدقاء، كما يمكن للجميع مشاهدتها من دون أي إعدادات خصوصية أو أمان.