سنة بعد اخرى تزداد نسبة الطلاق في
العراق لتصل الى حد لم يسبق له مثيل في بلاد ما زال أهلها يتشبثون بمتانة العلاقات الأسرية. وبعد التغيير الذي شهده
العراق , ارتفعت نسبة الطلاق من عشرين الفاً وستمئة وتسعة واربعين حالة في عام الفين وثلاثة, إلى واحد وأربعين ألفاً وخمسمئة وستة وثلاثين في عام
ألفين وسبعة أي ما يقرب من الضعف, بحسب
المجلس القضائي
الأعلى الذي يشرف على محاكم
العراق. غير ان
المجلس لم يتوفر بعد على احصاءات حول العام
ألفين وثمانية.
اسباب مادية واجتماعية
وبهدف البحث في أسباب هذا الظاهرة, التقت
السومرية الدكتورة فريدة جاسم , الناشطة في منظمة حقوق الانسان واستاذة علم النفس في
جامعة بغداد, فذكرت اسباباً عدة منها الأزمات التي عانى منها
العراق اقتصادياً وسياسياً, الى جانب مشكلة الزواج السريع المبكر, كما
ساعد الانفتاح الكبير الذي حصل في
العراق في زيادة حالات الطلاق.
وفيما يتعلق بسبل الحد من نسب الطلاق قالت الدكتورة جاسم أن امراً من هذا النوع يتطلب تنازلات متبادلة من قبل الزوجين , ومناقشة خلافاتهم بهدوء, كما يتطلب الأمر ان يكون الرجل قادراً على تحمل المسؤولية تجاه زوجته, الى جانب ذلك لا بد من تطوير التشريعات التي تحمي مصالح الرجل دون المرأة.
الطلاق سيد الدعاوى في المحاكم
من جهته, ذكر المحامي مازن العوادي, ان قضايا الطلاق تحتل المرتبة الاولى في الدعاوى التي ترد الى المكتب وتتجاوز نسبتها العشرين في المئة. والسبب الرئيسي للطلاق على حد قوله هوجهل الطرفين بحقوق كل منهما وواجباته تجاه الآخر. واضاف العوادي ان الدعاوى التي كانت ترد في السابق الى مكتبه تتعلق بغالبيتها بخلافات ناتجة عن اختلاف المذهب أو الطائفة.اما
الان فمعظمها يعود الى مشاكل الزوجة مع أهل زوجها, أو الفوارق في السن بين الرجل والمرأة, الى جانب حالات من الضعف الجنسي.
مشاكل العائلة المركبة
بدوره اكد المحامي عمر جواد كاظم, ان السبب الاول في قضايا الطلاق هو تدخل الاهل في الحياة الشخصية للزوجين ، واقدام الشاب أو الفتاة على الارتباط دون فهم المعنى الحقيقي لما يعنيه الرابط المقدس ،ومنهم من ينظرالى الزواج على انه وسيلة لاشباع الغريزة ليس إلا.
الحماة والكنة: صراع ابدي
السومرية سألت بعض الأشخاص عن ظروف طلاقهم فقال (ناجي س .) وهو ضابط في الجيش أن سكنه بعد الزواج مع اهله تسبب بمشاكل بين زوجته وعائلته فاضطر للانتقال الى بيت آخر. غير ان وضعه المادي لم يسعفه في البقاء في بيت مستقل , فعاد الى منزل الأهل لتنشب المشاكل مجدداً بين الطرفين. واضاف س. سبباً جديداً لإقدامه على الطلاق وهو عدم قدرة زوجته على الانجاب.
رفض الواجبات الزوجية
اما المطلقة التي عرفت عن نفسها باسم (سماح ع) فتحدثت عن امتناع زوجها عن القيام بواجباته الزوجية لمدة سبعة اشهر,عقب اقترانهما عام الفين وثلاثة رغم تمتعه بقدرته الجنسية. وكانت كلما طالبته بالطلاق يضربها بقساوة حتى تمكنت اخيراً وبعد خمس سنوات من العذاب من الحصول على الطلاق.
الطلاق ضريبة عن ازمات
العراق
وفي النهاية : تعددت الأسباب والطلاق واحد! لكن مما لا شك فيه ان قساوة الظروف التي مر بها
العراق سياسياً واجتماعياً وأمنياً وما رافقها من تدهور الاوضاع المادية لدى فئات واسعة من العراقيين ارخت بظلالها على العلاقات الزوجية فأثقلتها بالمشاكل , وأدت بها الى \" أبغض الحلال\" !
امجد عباس الربيعي -السومرية -بغداد