السومرية نيوز/
بغداد
أكد رئيس
المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم، الجمعة، رسائل الصحف
السعودية "البائسة" وصلت، معتبرا أن وجود فكر متطرف يسعى لـ"إشعال
الفتنة" ساعد تلك الوسائل الإعلامية على نشر "الأكاذيب والادعاءات
الباطلة".
وقال عمار الحكيم خلال خطبة صلاة العيد التي أقيمت بمقر
المجلس الأعلى
الإسلامي وسط بغداد، إن "
العراق لن يرضى لأي
دولة أن تسمح لبعض الجهلة بنشر
الأكاذيب والفتن والتلاعب بمستقبل شعوب المنطقة"، مبينا أن "رسائل بعض
الصحف السعودية البائسة لقد وصلت".
وأضاف الحكيم مخاطبا القيادة السعودية أن هذه "الوسائل الإعلامية ما
كان لها أن تتجرا لولا وجود فكر متطرف يسعى لإشعال الفتنة وخلق الأزمات واتهام
الآخرين بالباطل"، مبديا شكره "لجميع الأصوات الوطنية في
العراق
والمنطقة التي نددت واستنكرت مثل هذه الأكاذيب المفبركة والاتهامات الباطلة".
وكانت صحيفة عكاظ السعودية نشرت في عددها 4142 الصادر في 19
تشرين الأول الحالي، مقالا أكدت فيه الكشف عن أسلحة وذخائر ومعدات للتفجير في
صهريج يقله أشخاص كانوا يحاولون تصديرها إلى مدينة القطيف شرق المملكة السعودية
والتي يتمركز فيها الشيعة، مضيفة أن من يقف خلف تسريب هذه الأسلحة إلى المملكة هو
عمار الحكيم.
فيما رد زعيم
المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم، في الـ22 من تشرين الأول
2012، على تلك الاتهامات، معتبرا أن ذلك هو مشروع لإثارة الفتنة بين الشعبين
العراقي والسعودي، داعية الجهات السعودية المسؤولة إلى اتخاذ الإجراءات القانونية
الرادعة بحقها، فيما أكد احتفاظه بحق الرد واتخاذ الإجراءات القانونية والسياسية
والدبلوماسية ضد الصحيفة
ولاقت هذه الاتهامات ردود فعل من قبل السياسيين العراقيين، حيث اعتبرت كتلة
المواطن المنضوية في التحالف الوطني، في (21 تشرين الأول الحالي)، توجيه
السعودية الاتهام لرئيس
المجلس الأعلى عمار الحكيم بتهريب أسلحة للقطيف يهدف
لإرباك الوضع في المنطقة، نتيجة لدوره الكبير في التهدئة وعلاقاته الطيبة بدول
الجوار، مؤكدا وجود أجندة خارجية تقف خلفها إسرائيل لإبقاء حالة التوتر.
كما استنكرت الكتلة البيضاء في مجلس واسط, في الـ23 من تشرين الأول 2012,
اتهام صحيفة عكاظ السعودية زعيم
المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم بتهريب أسلحة
إلى القطيف, وفي حين اعتبرته "إذكاءً للفتنة"، طالبت الإعلام السعودي
بالاعتذار للشعب العراقي.
وهاجم القيادي في
المجلس الأعلى الإسلامي العراقي جلال الدين الصغير، في
(22 تشرين الأول 2012)، الأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية متهما
إياهم بالسعي لـ"إثارة الفتنة" في المنطقة برمتها بعد إفلاسهم السياسي،
ومعتبرا اتهام السعودية لزعيم
المجلس عمار الحكيم بتهريب أسلحة للقطيف "يخفي
أجندة طائفية مقيتة،
وكانت وزارة الخارجية العراقية أكدت، في (28 ايلول 2012)، حرص الحكومة
العراقية على بناء أسس التعاون والتشاور والتواصل مع المملكة العربية السعودية.
واعلن رئيس الحكومة نوري المالكي، في (آذار 2012 )، أن
العراق يسعى إلى
إجراء حوار مباشر مع المملكة العربية السعودية بهدف بحث القضايا العالقة وتوطيد
العلاقات، واعتبر أن التقارب بين البلدين سيؤدي إلى "كسر الخنادق
الطائفية"، فيما أكدت الحكومة في (3 آذار 2012) أن المملكة العربية السعودية
لم تمل أي شروط على
العراق لتحسين علاقاتها به، فيما أكدت أن هذا الانفتاح لن يكون
على حساب
دولة أخرى.
وأعلنت وزارة الداخلية العراقية، في (29 آذار 2012)، عن الاتفاق مع
السعودية على مرحلة جديدة من التعاون الأمني في مكافحة "الإرهاب"
والمخدرات والتهريب عبر الحدود.
يذكر أن العلاقات السعودية العراقية بدأت تشهد تحسناً بعد منتصف شباط
المنصرم عقب تسمية الرياض سفيراً غير مقيم لدى
بغداد بعد أكثر من 20 سنة من
القطيعة الدبلوماسية.