السومرية نيوز/
بغداد
أعلنت
وزارة الخارجية والمغتربين السورية، الخميس، عن إعفاء سفيرها في
العراق نواف الفارس من منصبه على خلفية التصريحات التي أدلى بها أمس ضد نظام الرئيس بشار الأسد، مؤكدة في الوقت نفسه استمرار العلاقات الثنائية مع
بغداد.
وقالت الوزارة في بيان نشرته
وكالة سانا السورية الرسمية، إن "السفير السوري في
بغداد نواف الفارس أدلى يوم أمس بتصريحات إعلامية تتناقض مع واجبه الوظيفي بالدفاع عن مواقف القطر وقضاياه الأمر الذي يستوجب المساءلة القانونية والمسلكية"، مضيفة أنه "كان قد غادر مقر عمله من دون الحصول على موافقة مسبقة من
وزارة الخارجية والمغتربين كما تنص التعليمات المعمول بها في السلك الدبلوماسي وبعثاتنا الدبلوماسية".
وأكدت الوزارة أن "الفارس أعفي من مهامه ولم يعد له أي علاقة بالسفارة أو بوزارة الخارجية والمغتربين"، مشددة على أن "سفارة الجمهورية العربية السورية في
العراق ستواصل عملها المعتاد وبالكفاءة المعهودة لخدمة مصالح الشعبين الشقيقين".
وكان السفير السوري في
العراق نواف الفارس أعلن، في شريط فيديو نشر على عدد من المواقع الإلكترونية أمس الأربعاء، عن انشقاقه عن نظام الرئيس بشار الأسد، واصفاً الأخير بـ"الدكتاتور"، فيما دعا عناصر الجيش النظامي والشباب السوري إلى الالتحاق بالثورة وعدم السماح للنظام بزرع الفتنة.
لكن
وزارة الخارجية العراقية أكدت، اليوم الخميس، عدم علمها بانشقاق السفير السوري وأنه لم يصلها أي شيء ملموس بهذا الشأن.
ويعد انشقاق الفارس الأول من نوعه لدبلوماسي
سوري عن نظام
الأسد منذ اندلاع الاحتجاجات في
سوريا في آذار عام 2011، إذ جاءت غالبية الانشقاقات من المؤسسة العسكرية التابعة للأسد وبعض المسؤولين في دوائر الدولة.
ويعتبر الفارس، الذي عين عام 2008، أول سفير
سوري في
العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، وكان قد شغل مناصب عدة منها محافظ دير الزور عام 1994، ومحافظ اللاذقية من عام 1998 حتى عام 2000، وفي العام نفسه عين محافظاً لإدلب حتى 2002، وبعدها محافظاً للقنيطرة حتى 2008.
وتأتي هذه الخطوة بعد يوم واحد من زيارة المبعوث الخاص المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة كوفي أنان إلى
بغداد لإجراء مباحثات مع المسؤولين العراقيين بشأن الأوضاع في
سوريا.
وأكد أنان خلال الزيارة أن الجميع متفق على إيقاف القتل في سوريا، بينهم طهران ورئيس الحكومة نوري المالكي، داعياً إلى الضغط بشكل أكبر على الأطراف المتنازعة في
سوريا لإيقاف أعمال العنف.
يذكر أن
سوريا تشهد منذ 15 آذار 2011، حركة احتجاج شعبية واسعة بدأت برفع مطالب الاصلاح والديمقراطية وانتهت بالمطالبة بإسقاط النظام بعدما ووجهت بعنف دموي لا سابق له من قبل قوات الامن السورية وما يعرف بـ"الشبيحة"، أسفر حتى اليوم عن سقوط ما يزيد عن 17 ألف قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان في حين فاق عدد المعتقلين في السجون السورية على خلفية الاحتجاجات الـ25 الف معتقل بحسب المرصد، فضلاً عن مئات آلاف اللاجئين والمهجرين والمفقودين، فيما تتهم السلطات السورية مجموعات "إرهابية" بالوقوف وراء أعمال العنف.
وتعرض نظام دمشق لحزمة متنوعة من العقوبات العربية والدولية، كما تتزايد الضغوط على
الأسد للتنحي من منصبه، إلا أن الحماية السياسية والدبلوماسية التي تقدمها له روسيا والصين اللتان لجأتا إلى استخدام حق الفيتو مرتين ضد أي قرار يدين ممارسات النظام السوري العنيفة أدى إلى تفاقم النزاع الداخلي الذي وصل إلى حافة الحرب الأهلية.