السومرية نيوز/
دهوك
كشفت
حركة مسيحية في محافظة دهوك، الأربعاء، عن تعرض
إحدى الكنائس في
المحافظة للسرقة والتحطيم
من
قبل مجهولين، وطالبت السلطات المحلية بالكشف عن الفاعلين وتقديمهم للعدالة،
محذرة من أن هكذا أعمال تستهدف التآخي والتعايش السلمي والشراكة في إقليم
كردستان.
وقالت الحركة الديمقراطية الآشورية فرع
دهوك في بيان
صدر، اليوم، وتلقت "
السومرية نيوز"، نسخة منه، إن "أيادي المجرمين تطال
مرة أخرى مقدسات أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري"، مبينة أن "كنيسة
مار خنانا في مجمع ديرالوك تعرضت في ليلة 24 / 25
نيسان 2012 لاعتداء
سافر والعبث بمحتوياتها
وسرقة بعض ممتلكاتها وتحطيم ضريح المرحوم الاب ايرميا توما من قبل مجهولين".
ورجحت الحركة أن "يكون الفاعلين من ذات المجموعة
التي أحرقت المحلات التجارية واعتدت على ممتلكات المواطنين قبل بضعة اشهر"، مشيرة
إلى أن "هذه الجريمة تأتي لتضاف إلى جرائم سابقة وممارسات لا قانونية طالت ممتلكات
ومقدسات أبناء شعبنا".
وأضافت الحركة الديمقراطية الآشورية أن "هذه المرة
وصل الاعتداء على الأماكن المقدسة ومرقد الاب المرحوم ايرميا توما الذي خدم ابناء المجمع
والمنطقة لعقود وبدون تمييز"، لافتة إلى أن "مجمع ديرالوك شهد اعتداءات مختلفة
في الماضي القريب، حيث سرقت على أثرها كنيسة مار خنانا مرتين و تم العبث بالمقبرة وحرقت
محلات تجارية وتكررت الحالة ثلاث مرات متتالية اخرها كان بتاريخ 2/12/2012".
واعتبرت الحركة أن "جريمة الاعتداء على
الكنيسة تعد الأخطر وفقا للمعايير الدينية والدنيوية من بين جرائم الاعتداء وإحراق
وتخريب ما يقارب الأربعين محلا تجاريا في كل من زاخو وسميل وقرية شيزي ومركز
المحافظة
مرورا بزاويتا وديرالوك"، مشددة على أن الحادث يعد "خرقا وتعديا خطيرا على
القيم والمبادئ المقدسة التي احترمها المجتمع تاريخيا"."
وأبدت الحركة استغرابها وقلقها من أن "جميع الجرائم
والاعتداءات السابقة سجلت ضد مجهول"، مؤكدة أن "عجز السلطات عن كشف هذه الجرائم
يشجع الخارجين عن القانون والعابثين بامن وكرامات المواطنين بتكرار هذه الجرائم وارتكاب
أخرى ومن نوع اكبر".
وطالبت الحركة "السلطات المحلية بتحمل مسؤولياتها
تجاه مكونات المجتمع المتآخية والكشف عن الفاعلين وتقديمهم للعدالة واتخاذ الإجراءات
اللازمة"، مشددة على ضرورة "إنزال القصاص العادل بالمتجاوزين لقطع دابر الفتنة
التي يخطط لها المتربصين".
وحذرت من أن "أي تهاون أو تقصير من لدن
السلطات الرسمية في التصدي ومواجهة هكذا عصابات منفلتة يقود إلى الخراب والتخريب
واستهداف لروح التآخي والتعايش السلمي والشراكة في الإقليم وبالتالي نسف الأمن والاستقرار
والعملية السياسية برمتها تنفيذا لأجندات خارجية لا يسرها الواقع القائم".
ويقع مجمع ديرالوك على نحو 20 كم شرق مركز قضاء العمادية،
(70 كم شمال محافظة دهوك)، الذي يسكنه نحو عشرة الاف مواطن بينهم مسيحيين ويتميز القضاء
بمواقع سياحية وطبيعية يقصدها آلاف السياح من مختلف مناطق العراق.
يذكر أن عدد المسيحيين في العراق بلغ في ثمانينيات القرن
الماضي نحو مليون إلى مليوني نسمة، وانخفضت هذه النسبة خلال فترة التسعينيات بسبب توالي
الحروب وتردي الأوضاع الاقتصادية، فيما هاجر القسم الأكبر منهم بعد عام 2003 بسبب أعمال
العنف التي طالت المسيحيين في مناطق مختلفة من العراق.
ويضم العراق أربع طوائف مسيحية رئيسية هي الكلدان أتباع
كنيسة المشرق المتحولين إلى الكثلكة، والسريان الأرثوذكس، والسريان الكاثوليك، وطائفة
اللاتين الكاثوليك، والآشوريين أتباع الكنيسة الشرقية، إضافة إلى أعداد قليلة من أتباع
كنائس الأرمن والأقباط والبروتستانت.
وتقع محافظة
دهوك، 460 كم شمال العاصمة بغداد، ضمن إقليم
كردستان الذي يضم بالإضافة إليها، محافظتي
اربيل والسليمانية، ويتمتع باستقرار امني واضح على خلاف العديد من المحافظات العراقية
الأخرى وخصوصا العاصمة التي تشهد بين حين وآخر أعمال عنف تستهدف المدنيين والقوات الأمنية
على حد سواء.