السومرية نيوز/ النجف
دعا
المجلس الأعلى الإسلامي، الجمعة، إلى احتواء
الأزمة بين الحكومة المركزية وإقليم
كردستان العراق"بعقول كبيرة"، وفيما
انتقد مقايضات بعض
الدول العربية لحضور قمة
بغداد نهاية شهر آذار الحالي، أتهم تنظيم
القاعدة بالسعي لإفشال القمة عبر التفجيرات.
وقال القيادي في
المجلس صدر الدين القبانجي خلال
خطبة صلاة
الجمعة التي أقيمت في الحسينية الفاطمية بالنجف، إن "الأزمة بين المركز
وإقليم
كردستان غير مرضية للجميع لأنها تعكر صفو العيش للعراقيين"، داعيا إلى
"التفكير بعقل كبير لاحتوائها".
وأضاف القبانجي أن "الكرد يعرفون أن عزهم
وغناهم هو في ظل عراق عزيز وغني"، مؤكدا أن
"العرب لا يستغنون عن الكرد وهم لا يستغنون عنا".
وكان رئيس إقليم
كردستان العراق مسعود البارزاني
انتقد بشدة، في 20 آذار 2012، تشكيل جيش مليوني في البلاد "يدين بالولاء لشخص
واحد جمع السلطة بيديه"، وشدد على أنه "كفى" لذلك الشخص الذي يحمل صفة
القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والداخلية ورئيس المخابرات وغيرها من المناصب،
معتبراً أن
العراق يتجه نحو "الهاوية" بسبب فئة بالسلطة تريد جره إلى
"الدكتاتورية"، كما هدد بإعلان دولة
كردستان المستقلة.
ولاقت هذه التصريحات سلسلة ردود فعل، فقد وصف
ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي تصريحات رئيس إقليم
كردستان بـ"غير المتزنة"
واعتبرها "لا ترتقي إلى رجل مسؤول"، فيما دعت النائبة عن ائتلاف دولة القانون
حنان الفتلاوي من وصفتهم بالسياسيين الكبار إلى الترفع عن المهاترات الكلامية وتركها
لمراهقي السياسة، معتبرة أنها لا تليق بهم، فيما شددت على ضرورة التوجيه صوب حل مشاكل
البلاد بدلا من التأجيج، في وقت اعتبر عرب محافظة كركوك أن التصريحات تهدف إلى عرقلة
قمة
بغداد إلى جانب تحركات القائمة العراقية والتصعيد الأمني الذي ينفذه تنظيم القاعدة،
ودعوا البارزاني إلى الاعتراف بحقوق المحافظة قبل التحدث عن الدكتاتورية والاستبداد،
واعتبرت الكتلة البيضاء بدورها أن الكرد يهدفون إلى حصاد أعلى نسبة من الثروات وتحقيق
مصالحهم قبل إعلان دولتهم المستقلة، كما أنهم سيصرون على ذلك حتى لو أعطيناهم كل ما
في خزينة الدولة، فيما وصفت تصريحات رئيس إقليم
كردستان بـ"الهجوم الانفعالي غير
المبرر".
كما قال البارزاني، في 15 آذار 2012، إن هناك
"فاشلين لم يقدموا للعراق ما نقدمه لشعبنا بكردستان ويريدوننا أن نكون مثلهم"،
مؤكداً أن الإقليم سيستمر في سياسته، فيما اعتبر أن حكومة
بغداد جاءت نتيجة تضحيات
الكرد وهم "شركاء في بغداد"، مشدداً في الوقت نفسه على أنهم لا يقبلون أن
تقول لهم الحكومة نحن نقدم لكم هذا ولا نعطيكم هذا.
على صعيد آخر أشار القيادي في
المجلس الأعلى
الإسلامي إلى أن "عقد القمة
العربية في
بغداد فيه منفعة للعراق والعرب معا"،
مؤكدا على ضرورة "مساهمة
الدول العربية الجادة في إنجاح قمة بغداد".
وانتقد القبانجي "صدور إشارات من بعض
الدول
العربية بينها مصر والسعودية وغيرها بطلب مقايضات من
العراق كملف السجناء السعوديين
وتعويضات المصريين"، داعيا "
الدول العربية إلى ضرورة التعامل مع قمة
بغداد
بأكبر من هذه المستويات".
واعتبر القبانجي أن "التفجيرات الأخيرة
تهدف إلى منع انعقاد القمة
العربية في بغداد"، متهما "تنظيم القاعدة بالسعي
عبر هذه التفجيرات لإعاقة عقد القمة العربية".
ولفت القيادي في
المجلس الأعلى إلى أن
"القاعدة كانت تتهم
العراق بالارتماء في أحضان الإيرانيين"، متسائلا
"لماذا تقفون بالضد من احتضانه للعرب واحتضان العرب له".
وشدد القبانجي أن "تنظيم القاعدة لا يعادي
الاحتلال الأميركي أو إسرائيل كما يقول إنما يعادي التحول الذي حصل في
العراق وإسقاط
نظام صدام".
ومن المقرر أن يستضيف
العراق القمة
العربية التي
تجمع رؤساء وملوك
الدول الأعضاء في الجامعة العربية، في 29 آذار الحالي، وتعد هذه الخطوة
الحدث الدولي الأكبر الذي تنظمه البلاد منذ عام 2003، حيث شكلت أمانة
بغداد لجنة لتهيئة
وتأمين المتطلبات الخاصة بمؤتمر القمة
العربية وتقديم الرؤى والأفكار والتحضيرات المطلوبة
لتحسين وتطوير الواجهة العمرانية لمدينة بغداد، بما يتناسب مع تاريخها ومكانتها بالتنسيق
مع الوزارات والجهات المختصة.
وشهد العراق، الثلاثاء (20 آذار 2012) سلسلة
هجمات منسقة تزامنت مع التحضيرات للقمة، بلغ عددها 17 هجمة استخدمت فيها السيارات المفخخة
والأسلحة الرشاشة والعبوات الناسفة واستهدفت مناطق متفرقة من محافظات
بغداد وكربلاء
وبابل وصلاح الدين والأنبار وكركوك ونينوى، وأسفرت عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن
250 شخصاً، فيما أعلنت قيادة عمليات بغداد، عن إبطال مفعول ست سيارات مفخخة في مناطق
متفرقة من العاصمة، مؤكدة اعتقال "إرهابيين" اثنين يستقلان سيارتين مفخختين
غرب
بغداد.
وتبنى تنظيم القاعدة في العراق، في 21 آذار
2012، مسؤوليته عن تلك التفجيرات، مؤكداً أنها هدفت إلى ضرب خطة القمة الأمنية.
ولاقت هذه التفجيرات سلسلة مواقف منددة واتهامات،
أبرزها من قبل رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي الذي اعتبر أن "الأعمال الإجرامية"
تهدف إلى إفشال عقد المؤتمر الوطني والقمة العربية، والقيادي في كتلة الأحرار التابعة
للتيار الصدري حاكم الزاملي الذي اتهم بعض السياسيين الذين قال إنهم لا يرغبون بنجاح
العملية السياسية في العراق، والبعث الصدامي وبعض الخلايا النائمة من القاعدة في
العراق
بالوقوف وراءها، فضلاً عن النائب عن القائمة العراقية طلال الزوبعي الذي طالب رئيس
الوزراء نوري المالكي بتقديم استقالته على خلفية التفجيرات واتهم الحكومة بالعجز عن
تقديم أي خدمات للشعب، في وقت رد القيادي في ائتلاف دولة القانون بزعامة الأخير ولفت
إلى أن تفجيرات ليست منفصلة عن الوضع السياسي وانعقاد القمة
العربية في بغداد، معتبراً
أن "الإرهاب" يلتقي في مسعاه مع بعض القوى السياسية لإظهار
العراق بأنه بلد
غير آمن لتعطيل القمة.