وكان مصدر أمني، قد افاد، يوم أمس الاثنين، باستشهاد وإصابة 15 شخصاً بتعرض مسلح على سيارات مدنية في محافظة
ديالى.
وقال
المصدر لـ
السومرية نيوز، إن "مجموعة مسلحة يعتقد لتنظيم
داعش شنت، تعرضا على عجلات مدنية ضمن منطقة التحويلة في ديالى".
وأضاف
المصدر أن "التعرض أسفر عن استشهاد 7 اشخاص واصابة
ثمانية اخرين بجروح".
* تعرضات متزامنة
تعرض
ديالى لم يكن
الأول من نوعه، بل شهد مثلث "الموت" أي المحافظات صلاح الدين، كركوك، بالإضافة الى منطقة الطارمية شمالي العاصمة بغداد، اعتداءات مماثلة خلال المدة الحالية، والتي راح ضحيتها كوكبة من القوات الأمنية والمدنيين، فبدأ هجوم "داعش" على مدينة الطارمية بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية تابعة للجيش العراقي مما اسفر عن استشهاد امر فوج ضابط برتبة مقدم ركن واصابة مساعده ومنتسب اخر بجروح خطيرة، وبعدها تحركت العصابات الإرهابية نحو محافظة كركوك عبر تفجير عبوة ناسفة على دورية تابعة لقوات الشرطة الاتحادية، والتي أدت الى استشهاد ضابط برتبة رائد وعدد من المنتسبين، الحادث الأخير الذي شنه
داعش حصل في محافظة
ديالى عبر تعرض مسلح استهدف عجلات مدنية، أدى الى استشهاد وإصابة 15 شخصا مدنياً.
وفي وقت سابق من اليوم، وصل وفد أمني رفيع الى قاطع عمليات
ديالى للوقوف على تفاصيل الحادث الاجرامي الاخير.
وذكرت وزارة الدفاع في بيان ورد لـ
السومرية نيوز، إن "رئيس اركان الجيش الفريق اول قوات خاصة الركن عبد الامير رشيد يارالله، ونائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن قيس خلف المحمداوي، يصلان الى قاطع قيادة عمليات
ديالى للوقف على تفاصيل الحادث الاجرامي الاخير هناك".
*تحذيرات سياسية
الخروقات الأمنية والاعتداءات الإرهابية عادت بأذهان العراقيين الى الوراء قليلا، تحديدا قبل 8 سنوات قبل دخول "داعش" الى شمال وغرب العراق، والتي كانت تمارس عمليات مماثلة وممهدة لدخولهم الى البلد، وقد يكون باشر في تنفيذ "مخطط شيطاني" يحاك للعراق.
حذر رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، مما وصفه بأنه "مخطط شيطاني" يحاك للعراق بعد تكرار الخروقات الأمنية في كركوك وديالى، داعياً الأجهزة الأمنية إلى اليقظة للقضاء على تنظيم "داعش" بعمليات استباقية حاسمة.
ويقول الحكيم في بيان ورد لـ
السومرية نيوز، "لم تمض على الخرق الأمني الأليم في قضاء الحويحة بكركوك ساعات كثيرة حتى عاد الإرهاب الظلامي ليرتكب مجزرة أخرى تضاف إلى سجله الحافل بالإجرام، حيث نفذت عصاباته الدموية هجوما على محيط قرية البو بالي في قضاء الخالص أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من المدنيين".
ويضيف، أن "تكرار هذه الخروق وفي أوقات متقاربة ومناطق مختلفة ينم عن مخطط شيطاني يستهدف إرباك الملف الأمني، ما يتطلب المزيد من الحذر واليقظة للقضاء على
العصابات الإجرامية بعمليات استباقية حاسمة".
*ملف نازف
غلق ملف "داعش النازف" والقضاء على الإرهاب قد تعد عملية معقدة تتطلب جهودا كبيرة ودؤوبة لتجفيف منابعه، والتصدي فكريا وقيميا له، وليس فقط عسكريا وأمنيا، حسب الخبير الأمني علي البيدر.
ويقول البيدر، إن "الحكومات العراقية المتعاقبة لم تعالج الأسباب التي تمكن الحركات الإرهابية كتنظيم
داعش من الظهور والتواجد بالبلاد، والذي وإن كان فاقدا للحواضن الاجتماعية عامة، فإنه قادر على استقطاب عناصر ومتعاونين، علانية في صفوفه أو كخلايا نائمة".
ويشير الى أن "ما يحصل من خروقات أمنية ومن تزايد للعمليات الإرهابية لداعش، هو نتاج طبيعي لعدم قدرة الحكومة العراقية على طي صفحة التنظيم تماما، وغلق هذا الملف النازف".
وبين: "رغم أن عدد القوات العسكرية والأمنية العراقية بمختلف تشكيلاتها، يبلغ نحو مليون وربع المليون، فإن هناك مناطق عديدة في البلاد لا تزال عصية على تلك القوات، وتشكل مرتعا للدواعش، كما هو الحال في جبال مخمور وقاطع حمرين وصحاري الأنبار وبساتين الطارمية بمحافظة بغداد".
وتابع: "صحيح أن الدولة أنفقت مليارات الدولارات لمحاربة الإرهاب في الجوانب العسكرية البحتة، لكنها لم تنفق دينارا واحدا لمقارعته على الصعيد الفكري، والنتيجة ما نشهده من انتعاش الدواعش وتزايد وتيرة جرائمهم".
*محاولات ارباك الامن
بدوره، يذكر الخبير الأمني هيثم الخزعلي، أن محاولات التنظيمات الإرهابية هدفها ارباك الوضع المدني.
ويؤكد الخزعلي في حديث لـ
السومرية نيوز، أن "هناك ومحاولات من التنظيمات الإرهابية لأرباك الوضع الأمني وإثارة الرأي العام ضد الحكومة العراقية".
ويشير الى، ان "العصابات الإرهابية تحاول إيصال رسالة بان الحكومة لا تستطيع ضبط الأمن لاسيما بعد النجاحات التي حققتها في مكافحة الفساد والخدمات وتعين العقود ودعم الشرائح الفقيرة".