وتروي المطروشي، المولودة عام 1993 في الشارقة بالإمارات
العربية المتحدة، أن شغفها بدأ عندما أجرت إحدى معلماتها محاكاة لرحلة إلى القمر في صفّها المدرسي.
ودخل التلاميذ أولاً إلى ما يشبه خيمة كبيرة نُصبت وسط الصف لتكون بمثابة مركبة فضائية. وعند الخروج منها، كان كل شيء مغطى بملاءات رمادية، وكانت الأضواء مطفأة.
وتقول الشابة الثلاثينية لوكالة "فرانس برس": "كان لهذا اليوم أثر في نفسي وطُبع في ذهني"، مضيفةً "أتذكر أني كنت مذهولة، وقلت في قرارة نفسي إنني أريد اختبار ذلك في الحقيقة، وأريد الذهاب إلى سطح القمر. ومن تلك اللحظات بدأ كل شيء".
وسبق لنساء عربيات أخريات أن شاركن في مهمات فضائية. ففي 2023، ذهبت العالمة السعودية ريانة برناوي إلى محطة الفضاء الدولية لأيام عدة في إطار مهمة خاصة. وفي العام 2022، شاركت المصرية سارة صبري في مهمة لشركة "بلو أوريجن" الخاصة، أتاحت لها تجربة انعدام الوزن لبضع دقائق.
لكن
نورا المطروشي، وعلى غرار زميلها الإماراتي محمد الملا، شاركت على مدى سنتين في برنامج تدريبي مكثف إلى جانب عشرة أميركيين آخرين، وذلك بفضل تعاون بين ناسا ومركز محمد بن راشد للفضاء.
وخلال هذا الأسبوع، بات جميعهم رسمياً رواد فضاء في حفلة تخرّج أقامتها ناسا في هيوستن بتكساس.
وشمل برنامجهم التدريبي دورات على كيفية البقاء على قيد الحياة، وعمليات محاكاة عن السير في الفضاء بالبزات، وقيادة الطائرات الأسرع من الصوت.
وتعتزم ناسا إرسال رواد فضاء إلى القمر ضمن برنامج "أرتيميس"، وبناء محطة فضائية في المدار حول القمر تحمل اسم "غايتواي". ويتعيّن على الإمارات بناء عادم هوائي لهذه المحطة المستقبلية.
وتقول
نورا المطروشي، الحائزة شهادة في الهندسة الميكانيكية والتي عملت في مشاريع لشركات النفط: "أريد أن تعود البشرية إلى القمر، وأن تذهب إلى أبعد من القمر، وأرغب في أن أكون جزءا من تلك المهام".
وبما أنّ
نورا المطروشي ترتدي الحجاب، اعتمدت ناسا إجراءً يتيح لها ارتداء بزتها من دون الاضطرار إلى خلع حجابها.
وبمجرد ارتداء البزة يضع رواد الفضاء نوعا من الخوذ يتيح لهم التواصل مع العالم الخارجي، ويغطي كامل الشعر، على ما توضح المطروشي.
ولكن كيف ترفع الحجاب لتضع الخوذة؟ ففيما يُسمح فقط باستخدام مواد محددة لارتداء البزة، ابتكرت لها ناسا "حجاباً موقتاً". وتقول "يمكنني وضعه ثم ارتداء البزة ووضع خوذة التواصل ثم نزعه"، مضيفةً "أقدّر جداً ما فعلته الوكالة من أجلي".
وخلال شهر رمضان، أرجئت بعض التدريبات التي تتطلب مجهوداً جسدياً، إما لوقت مبكر خلال اليوم أو حتى نهاية الشهر.
وتقول "من الصعب أن يصبح المرء رائد فضاء بغض النظر عن دينه أو أصله"، مضيفةً "لا أعتقد أن ديانتي زادت من صعوبة المهمة".
وتضيف "لكنّ ديانتي جعلتني أدرك مساهمة القدماء من المثقفين والعلماء المسلمين الذين سبقوني ودرسوا النجوم".
وتتابع "أن أصبح رائدة فضاء هو بالنسبة إلي وسيلة للبناء على هذا الإرث، وعلى ما بدؤوه قبل آلاف السنين".