حفر النجم
المصري محمد صلاح اسمه في كتب
الأرقام القياسية لنادي
ليفربول الإنجليزي، وأضحى بمهاراته الكروية و تواضعه اللا محدود وحبه لأهل بلده، مثالاً يحتذى به في عالم كرة القدم.
وكان لصلاح (25 عاما) تأثيرا مذهلا على فريق
ليفربول بعدما انتقل اليه من
روما الإيطالي مقابل 43.3 مليون جنية استرليني، لكن هذا النجم المتواضع، معشوق الجماهير في مصر، أظهر تصميما وعزما على أن يصبح نجما.
يعد صلاح بالفعل بمثابة بطلا في مصر، وذلك منذ أن قاد منتخب بلاده إلى نهائيات
كأس العالم في
روسيا العام الجاري، بعد غياب 28 عاما، حيث لم يصل المنتخب
المصري لكأس العالم منذ 1990.
وساهم بفاعلية في وصول
مصر لكأس العالم بعد أن أحرز هدف الفوز على الكونغو من ركلة جزاء في الأسكندرية، أكتوبر/تشرين أول الماضي.
تألق صلاح وتواضعه وتصميمه، على أن لا ينسى جذوره أبدا، جعلت منه شخصية رمزية (أيقونة) ومصدرا للفخر الوطني في
مصر.
وأُطلق اسمه على شوارع ومدرسة في مدينته بسيون، بمحافظة الغربية وسط دلتا
مصر.
كما أنه يحتفظ دائما بصلات قوية مع أهالي قرية "نجريج"، التي ولد وتربى فيها، ويتبرع بانتظام لأهالي قريته. ودفع تكاليف إنشاء مجمع رياضي وملعب حديث دائم الاستخدام في كل الظروف الجوية، حتى يمكن لنجوم المستقبل في قريته إظهار مهاراتهم في كرة القدم.
واستقبل الرئيس
المصري عبد الفتاح السيسي، في يناير/كانون الثاني 2017،
محمد صلاح ليشكره على إنجازاته وتبرعه لصندوق تحيا
مصر بمبلغ خمسة ملايين جنيه
مصري لتعزيز الاقتصاد الوطني، في حضور وزير الرياضة
المصري خالد عبدالعزيز.
كما قدم صلاح أيضا 30 ألف يورو لجمعية قدامى اللاعبين في
مصر. وكان قد رفض فيلا فاخرة قدمها له أحد رجال الأعمال بعد إحراز هدف الفوز على الكونغو، وطلب منه التبرع بثمنها إلى قريته.
وقبل مشواره الاحترافي في الخارج، تجدر الاشارة الى أنّ صلاح ترعرع في كنف عائلة ميسورة، وكانت ظروفهم المادية صعبة جدا. فلم يتمكن من إكمال دراسته الجامعية، لكنه كان يهوى كرة القدم. فالتحق صلاح بنادي المقاولون العرب بدلا من الانضمام للفريقين الكبيرين الأهلي أو الزمالك، رغم انه كان يتقاضى مبلغا بسيطا من النادي. وهذا ما منحه الفرصة ليحصل على حب جمهور الناديين ويكون قوة موحدة لجماهير كرة القدم المتعصبة في
مصر.
وعندما كان عمره 14 عاما، كان يسافر من بلدته إلى القاهرة أربع ساعات بالحافلة، وكان يركب خمس مواصلات أحيانا، ليتدرب مع المقاولين العرب ثم يقطع نفس الرحلة في العودة.
وفي هذا الوقت كان يلعب في مركز ظهير أيسر بفريق الشباب، قبل أن تظهر مهاراته ومواهبه والقدرات السحرية لقدمه اليسرى ليأخذ مكانه الطبيعي في الهجوم.
والجدير ذكره، أنّ ثمة شوارع ومؤسسات سميت باسمه في
مصر تكريما لإنجازاته. وهو لا يبخل بمساعدة أهالي بلده في مختلف المجالات.