في منطقة تصل فيها درجة
الحرارة الى 50 تحت الصفر، قد تتخيّل أن العيش فيها شبه مستحيل. لكن بعد أن قام المصوّر والمغامر Amos Chapple بجولة في قرية أويمياكون Oymyakonالروسية، تبيّن أن البشر بامكانهم أن يقطنوا الى مدى الحياة وسط مناخ جليدي.
تقع قرية أويمياكون الصغيرة في قلب سيبيريا على أطراف الأراضي الروسية، شمال شرق
جمهورية ساخا في روسيا، وتحديدًا في
مدينة ياكوتسك
الروسية على بعد 350 كيلومتراً فقط من القطب
الشمالي.
وقضى المغامر شابل في أويمياكون، التي تُعدّ أبرد منطقة سكنية في العالم، خمسة أسابيع لتوثيق الحياة اليومية للسكان الذي يصل عددهم في
مدينة ياكوتسك الى 300 ألف نسمة خلال فصل الشتاء.
الشاي الروسي...مصدر الدفء والطاقة
ويؤكد شابل أن الناس في
مدينة ياكوتسك إجتماعيون وبكامل أناقتهم ويتميّزون بحسن الضيافة.
أما بالنسبة لإمكانية تكيّفهم مع الطقس البارد، فيكشف المصوّر والمغامر أن الشاي
الروسي هي الوسيلة الأهم التي تؤّمن لهم الدفء والطاقة.
تجارة الألماس...تنشط الحركة الاقتصادية
وفي ما يتعلّق بالثروة التي يعيش من خلالها سكّان
مدينة ياكوتسك ، يشدّد شابل أن التجارة بالألماس هي التي تنشّط الحركة الإقتصادية وتوفّر السيولة بين الناس.
وبحسب شابل، إستغرقت رحلته من
المدينة الى قرية أويمياكون يومين، حيث كانت الطرق الثلجية شبه خالية من السكان. وقد تناول الشاي والشوربا في "قهوة كوبا" حيث أخذ قسطاً من الراحة.
العبور الى الحمّام من المهمّات الشاقة في أويمياكون
وعند وصوله الى أويمياكون، يروي شابل أن قضاء نهار واحد في القرية متعبٌ للغاية حيث كاد اللعاب يتجمّد في فمه ويشقّق شفتيه.
ويضيف: " حتّى أن التقاط الصور بمثابة مهمّة شاقّة حيث يجب أن آخذ نفساً عميقاً لتوجيه عدسة الكاميرا والتقاط الصورة المناسبة".
والغريب في هذه المنطقة، أن المياه لا يمكن أن تمرّ في الأنابيب الموجودة تحت الأرض بسبب الجليد. وبالتالي، هناك حمّامات مخصّصة خارج البيوت. ويقول شابل: "العبور الى الحمّام من المهمّات الشاقة في أويمياكون ".
وعلى عكس توقعاته، لا يرحّب سكان القرية بالغرباء كما يفعل الناس في
مدينة ياكوتسك، فإمّا يغطون رؤوسهم بالقبّعة أو يكونون شبه ثملين بسبب كثرة شرب الكحول.
وبما أنّ الأرض جليدية ولا تصلح للزراعة، يعتمد سكان قرية أويمياكون في دخلهم الفردي على تربية الحيوانات أو العمل في محطّات التدفئة. وهم يتغذّون من الأسماك المجمدة، مثل السلمون أو السمك الأبيض، أو يأكلون كبد الحصان.
ولا يغيب فصل الصيف عن هذه القرية الجليدية، إذ ترتفع درجات
الحرارة الى 35 درجة مئوية، لكن سرعان ما ينتهي هذا الفصل ليغمر الجليد من جديد المنطقة لأشهر طويلة.