وكانت أحاديث غير رسمية برزت بالتزامن مع انهيار النظام السوري السابق، تفيد بأن
العراق قدّم طلباً رسمياً لتمديد بقاء "التحالف"، تحوّطاً من اعتداءات خارجية أو عودة سيطرة تنظيم "داعش" وتسلّله إلى مناطق شمال
العراق وغربه.
ورأى القيادي أن "الولايات المتحدة تريد نزع سلاح الفصائل ودمجها مع الحشد الشعبي، لتحقيق مخطّطها الساعي لإنهاء النفوذ الشيعي بالدرجة الأولى، والسيطرة على المنطقة التي تُعد المقاومة فيها سكّين الخاصرة أمام توسّع واشنطن واستحواذها على النفط وبقية الموارد"، بحسب صحيفة الاخبار اللبنانية.
واعتبر أن "داعش كذبة، ولا يمثّل خطراً على العراق، بل تحاول
الولايات المتحدة تهديد الحكومة به، وزرع مخاوف وهمية عن خطورة السجون والمعتقلات السورية لبسط نفوذها واستنزاف
العراق وبقية
الدول مالياً واقتصادياً. وفي الوقت نفسه، فإن كل المعتقلين من الدواعش في مخيم الهول وبقية السجون هم ورقة أميركية هدفها زعزعة المنطقة".
في المقابل، أكّد المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، أن المواعيد المتفق عليها بين
العراق وقوات "التحالف الدولي"، والتي صدرت عن اللجنة العسكرية العليا، لا تزال قائمة ولم تشهد أي تغيير حتى الآن. وقال، في تصريحات صحافية، إن "العراق ملتزم بالاتفاقات السابقة وليست هناك أي اتفاقات جديدة بشأن قوات
التحالف الدولي".
السياق ذاته، يرى عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، علي البنداوي، أن "الحكومة ماضية في تنفيذ الاتفاق المتمثّل بإخراج قوات
التحالف الدولي وفقاً للتوقيتات الزمنية المتّفق عليها سابقاً". ويضيف، أن "اللجنة على متابعة ودراية تامتين بمستقبل قوات
التحالف الدولي، وأن القوات الأمنية العراقية بكل صنوفها وتشكيلاتها هي على أتم الاستعداد والتجهيز وليست لنا حاجة إلى أي قوات أجنبية، وفي الوقت نفسه علاقتنا مع
الولايات المتحدة هي أمنية بامتياز".
ويشير إلى أن "الجانب
العراقي عندما جلس في واشنطن أو في
بغداد مع الأميركيين وضع عدة نقاط تخصّ العلاقة الثنائية، ومنها إبقاء بعض الاتفاقيات الأمنية أو ما يسمى الإطارية للمساعدة والمشورة والتدريب والتعاون العسكري"، وفقا للصحيفة.
وسبق أن توصّلت
بغداد وواشنطن، في أيلول الماضي، إلى اتفاق يقضي بإنهاء مهمة قوات "التحالف" خلال فترة زمنية تنتهي بنهاية عام 2026، والانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية تُعزّز دعم القوات العراقية وتضمن استمرار الضغط على التنظيم الإرهابي. لكنّ قوى وفصائل عراقية تشكّك في ذلك الاتفاق، خصوصاً أن "التحوّلات السورية وسقوط النظام وبروز
داعش في بعض المناطق، كل ذلك أعطى الحجة للولايات المتحدة وقوات
التحالف بشكل عام للبقاء"، وفق ما يرى المسؤول في مركز "الرفد" التابع لحركة "النجباء"، علي سباهي.
ويقول سباهي، إن "جميع المسؤولين الأميركيين الذي يلتقون مع قادة الكتل والحكومة يحذّرون من خطر داعش، بينما التنظيم لم تتبقَّ منه سوى خلايا خاملة". ويرجّح أن "لا تلتزم
الولايات المتحدة بالاتفاق، وأن تبقى في
العراق. وإذا خرجت من الباب، ستدخل من الشباك لضمان مصالحها وتحقيق أهدافها في الشرق الأوسط، وربما سيكون العذر مع مجيء ترامب هو وجود فصائل مسلحة تهدّد أمن حلفائها في المنطقة".