زيارة الحسان المكررة، وكلماته المثيرة التي جاءت في
المؤتمر الصحفي، وإعادة تذكيره بوصايا المرجع
الأعلى الخمس التي اطلقها السيد السيستاني في الزيارة الماضية للحسان اليه قبل شهر من الان، وتزامن كل هذا مع بدء ضعف محور المقاومة في المنطقة وخسارة سوريا، وتشجع التيارات الأخرى والمعارضة في المنطقة لتكرار ذات الشيء الذي حصل في سوريا وإمكانية تحركهم للحصول على الدعم الدولي لتحركاتهم، تجعل
العراق في توقيت وموقف حرج، خلاصته تشي بوجود تغيير من نوع ما سيحدث او يجب ان يحدث في
العراق اسوة بسوريا او ما يحصل في المنطقة عمومًا.
وبينما تركز المخاوف الحكومية وتذهب الاذهان الى سيناريوهات تعزيز الحدود خوفا من دخول الإرهابيين او التحذيرات الإيرانية من نشاط داعش ومهاجمته للموصل وصلاح الدين، الا ان المخاوف الأخرى تذهب نحو مسار اخر تماما، وهو إمكانية نشاط تيارات سياسية مسلحة او غير مسلحة قد تزاحم النظام السياسي الجديد في العراق، مستغلة أوضاع سوريا وضعف محور المقاومة في المنطقة بعدما حصل في لبنان وغزة وكذلك سقوط سوريا، حيث اصبح محور المقاومة
الان محصورا بين
العراق وايران فقط.
وبينما تبقى المخاوف مجهولة وما الذي قد يجري في العراق، او ما المطلوب منه بالضبط، ربما توضح كلمة
ممثل الأمم
المتحدة وإعادة تذكيره بوصايا المرجع
الأعلى الخمسة المتمثلة بحصر السلاح بيد الدولة ومنع التدخل الخارجي وسيادة القانون، ثم تطرق الحسان بالقول ان "الوضع في المنطقة خطير، وعلى
العراق ان يتخذ قرارات جريئة وعاجلة بعضها طال امدها"، تشير بشكل واضح الى ان
العراق مطالب بـ"اذابة" أي مظهر او ملف لما يسمى الفصائل وفصل
العراق عن المحور بالكامل.
بهذه الخطوات التي يجب ان تكون "عاجلة وجريئة" كما وصفها
ممثل الأمم المتحدة، ربما ينجي
العراق نفسه من أية عواصف قادمة، سواء عواصف خارجية أمريكية "ترامبية" او إسرائيلية او مجاميع إرهابية، او عواصف سياسية داخلية، او مجاميع سياسية جديدة تريد تغيير النظام في
العراق كما حذر زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي من "البعثيين"، فيما حذر اخرون من غيرهم، والمخاوف هي من ان يتمكن هؤلاء من حشد دعم وتأييد دولي ضد النظام في العراق، لأسباب تتعلق بسنوات من "الدولة الهجينة" في
العراق التي تتنقل بين السياسة والسلاح، وقرارها غير واضح هل هي دولة من دول المحور؟ ام دولة منخرطة بالنظام العالمي؟.
كما أن المثير ان الحسان أشار الى ان نقاشاته حول الاجتماعات التي اجراها في أمريكا بشأن العراق، قام بمناقشتها مع السيد محمد رضا السيستاني، وليس مع المرجع الأعلى، ما يشير الى محاولة صنع جو تواصل جدي مع أصحاب القرار بالنظام السياسي، لتحذيرهم او ابلاغهم بما يجب ان يفعلوه.
وتشير التوقعات الى ان قادة النظام السياسي في العراق، سيوافقون على "نزع السلاح" وانهاء كل مظهر من مظاهر الفصائل او اظهار
العراق بانه جزء من المحور، بل ان اخرين ذهبوا الى ابعد من ذلك بالقول ان القوى السياسية أساسا سيتم استبدالها بالكامل في
العراق عبر الانتخابات المقبلة.