الحكيم يوجه دعوة للحكومة والبرلمان.. "عمل سياسي لن يخدم الشعب لا قيمة له"

وقال الحكيم خلال خطبة عيد الأضحى، وتابعتها السومرية نيوز، إن "حج الإنسان الخالص لا ينتهي عـند إكمال شعیرته المفروضة، بل یبدأ حین رجوعه من مكة إلى داره ووطـنه وبـین أھله ومجتمعه، وھنا یـبدأ الأثـر الـمعنوي الحقيقي الـمترتـب على تـلك الـشعیرة التي تمثل ركناً أساسياً مـن أركان الإسلام، بكل ما تحمله من عبر ودروس كبیرة وعظيمة".

وأضاف: "يتوجب عـلینا أن نسـتلھم مـن ھـذا الشھـر الـفضیل ومـن ھـذه الـشعیرة الـعظیمة مـسارات جوھریة في مفهوم الإصلاح والتدبير والبناء المجتمعي بما یخـدم بـلدانـنا الإسلامية ويحقق الغرض الـمنشود لنكون مصداقاً لتلك الأمة التي تدعـو إلى الخبر والفلاح في الدنيا والآخرة".

وذكر الحكيم، أننا "في العراق نعي ھذه المسألة جیداً.. ونعرف آثار التناحر والاختلاف بین أبناء الوطـن الواحد.. ونعمل جاھـدین في كل حراكنا السـیاسـي على تأكيد أهمية ھـذه الرباعـیة ودورها في تعزیـز الوحدة الوطـنیة والتآلـف المجتمعي، فـھما مـفتاح الإعـمار والـبناء والاسـتقرار فـي بـلد مـثل الـعراق یـتمیز بـتعدد الأعـراق والـقومـیات والـمذاھـب والأديان والمشارب".

وأشار رئيس تيار الحكمة الى، أن "حكومة والبرلمان والقوى السیاسیة مدعوون للالتزام بمنهج الوحدة والتآلف والصبر والتراحم، فكلما حل الخلاف بیننا، كلما تراجعنا عن تطوير البلد وتعزیز استقراره وازدھاره، فحینما نتوحد في الكلمة والموقف، فلن نسمح للخارج أن یتحكم فینا".

وتابع حديثه، قائلاً: "لـقد تـم إقـرار مـوازنـة الـبلد لـثلاثة أعوام مـقبلة.. وھـي بـادرة مـختلفة عـن جـمیع الـموازنـات الـسابـقة.. وقـد اتـفقت الـقوى السـیاسـیة عـلى ھـذه الخـطوة دعـما مـنھا لاسـتقرار الـحكومـة وتـمكنھا مـن الـمضي قـدمـا نـحو الـمسار الإصـلاحـي الاقـتصادي لـلبلد لاسـیما وأن جزءاً مهماً من الـموازنـة قـد تـم إعداده لـمشاریـع اسـتثماریـة تسعى في أغـلبها لاستكمال المشاریع المتلكئة، وھي فرصة كبیرة للحكومة یجب استثمارھا بأفضل مايمكن".

ولفت الحكيم الى "أنـه لا یـمكن الـبناء والإصـلاح مـن دون اسـتقرار سـیاسـي ومـالـي مـعاً.. فكـذلـك لا قـیمة لأي عـمل سـیاسـي أو حكومي إذا لم یؤُمن مصالح الشعب ویحقق لھم حیاة كریمة تلیق بھم، والیوم.. بعد أن قطعنا أشواطا طویلة في بناء وإدامة عملیة سیاسیة تراعي كلياً حیثیات المجتمع العراقي وأولوياته"، مبيناً أن " نـظامـنا السـیاسـي رغـم الھـزات الـعنیفة الـتي تـعرض لـھا، تمكن مـن الـصمود والـمضي نـحو استكمال وبـناء نظام دیمقراطي اتحادي یسوده القانون والاحتكام إلى الدستور، وقد آن الـتحول نـحو العملیة الاقتصادیة وتركیز الجھود السیاسية والتنفیذیـة لإنجاح ھـذه العملیة الإصلاحیة الكبرى وتعمیمھا في مؤسسات الدولة".

وطالب الحكيم، بأن "تكون سیاستنا الخارجیة منطلقة من أھداف وثوابت العملیة الاقتصادیة، وأن تكون برامجنا السیاسیة والإنتخابیة منطلقة من أسس العملیة الاقتصادیة وآفاقها ومدياتها"، داعياً الى "اعتماد معایير التقییم الحكومي والبرلماني على منجزات العملیة الاقتصادیة وخططها السليمة؛ لأن التحديات والمخاطر الاقتصادیة المقبلة ستكون كبیرة ومؤثرة، ولن نستطیع مواجھتھا من دون التھیؤ المسبق لتداعـیاتھا والقدرة على تـحویـل الـمخاطـر إلـى فـرص حـقیقیة قـابـلة للاستثمار والنجاح".

وأتم حديثه، قائلاً: "لسنا بلداً فقیراً في فرصه.. وكل مـا نـحتاجـه ھـو المضي قدما بلا تـوقـف أو تـردد فـي اسـتثمار تـلك الـفرص المهمة والمواتية.. ومواجھة التحدیات بآلیات سلیمة ورؤية واقعية منتجة للحلول".