السومرية نيوز /
بغداد
أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الإنسان، الخميس، أن
العراق شهد انتهاكات لحقوق الإنسان ترافقت مع التهديدات الأمنية التي تعرض لها، وفيما أشارت الى أن حكومات بعض
البلدان تميل الى تجاهل حقوق الإنسان عند تعرض بلدانها لتهديدات "وحشية"، اتهمت حكومتي سوريا ومصر بارتكاب انتهاكات مماثلة.
وقالت المنظمة في تقريرها السنوي الذي أصدرته من العاصمة اللبنانية بيروت، إن "صعود تنظيم
الدولة الإسلامية جاء جزئيا نتيجة القمع الذي مارسته حكومات سوريا والعراق واستغلته
الحكومات لتبرير المزيد من الانتهاكات".
وأضافت أن "الولايات المتحدة وحلفاءها سمحوا لعملهم العسكري ضد تنظيم
الدولة الإسلامية بأن يطغى على جهود الضغط على دمشق لانهاء انتهاكاتها"، لافتة الى أنه "في مصر أدى الحكم الوحشي للجنرال الذي تحول إلى رئيس عبد الفتاح السيسي إلى قمع لم يسبق له مثيل".
من جهته، قال المدير التنفيذي للمنظمة كينيث روث في مؤتمر صحفي إن "تنظيم
الدولة الإسلامية السني في سوريا استغل استخدام القوات الجوية للبراميل المتفجرة بشكل عشوائي لكسب التأييد بين أفراد الأغلبية السنية، وفي
العراق عزلت الميليشيات الشيعية السنة بوحشية"، على حد تعبيره.
وتابع روث أن "المسألة التي رصدناها على مدى العام الماضي تأتي كرد فعل واضح على عالم أصبح أكثر اضطرابا وعلى تهديدات أمنية كبيرة ومستمرة، ووجدنا أن
الحكومات تميل بشكل غريزي تقريبا، إذا ما واجهت تهديدات أمنية من النوع الذي تمثله الأعمال الوحشية التي يقوم بها تنظيم
الدولة الإسلامية، إلى أسلوب أمني خالص يتجاهل دور حقوق الانسان"، معتبرا أن "الحكومات تميل لرؤية حقوق الانسان باعتبارها رفاهية ترتبط بالأوقات الأقل اضطرابا، وأنها أمر يمكن التخلي عنه عندما تتعقد الأمور".
وأردف "نرى ذلك ليس فقط باعتباره خطأ كمبدأ أخلاقي وخطأ لمخالفته القانون الدولي، بل نراه أيضا أسلوبا يتسم بقصر النظر وله نتائج عكسية، وما توصلنا إليه لدى مسحنا للعالم على مدى العام الماضي هو أن عدم احترام حقوق الانسان لدى معالجة التهديدات الأمنية الخطيرة التي تواجه العالم في الوقت الراهن لم يؤد إلى الوصول إلى جذور، ما أدى إلى ظهور هذه التهديدات، كما انه يقود
الحكومات في اتجاه لم ينجح في محاولة مواجهة هذه التهديدات".
وفي افريقيا، قال تقرير المنظمة إن "جيش نيجيريا استجاب بأسلوب مسيء في معركته مع بوكو حرام".
ولفت التقرير الى أن "كينيا شهدت كذلك زيادة كبيرة في هجمات المتشددين على المدنيين أثارها جزئيا على الأقل استجابة قوات الأمن المسيئة"، موضحا أن "استجابة كينيا شابتها انتهاكات كثيرة منها الاعتقال العشوائي لبضعة آلاف من الأشخاص واستخدام القوة المفرطة بعد سلسلة تفجيرات في نيروبي".
واتهم التقرير إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بارتكاب "انتهاكات أثناء القتال الذي دار بينهما في غزة الصيف الماضي".
يشار الى أن "هيومن رايتس ووتش" منظمة دولية غير حكومية معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان والدعوة لها، ويقع مقرها في مدينة نيويورك. تأسست في سنة 1978 للتحقق من أن الاتحاد السوفياتي يحترم اتفاقات هلسنكي، وكانت منظمات أخرى قد أنشئت لمراقبة حقوق الإنسان في مختلف أنحاء العالم، وقد نتج عن دمج هذه المنظمات تأسيس "هيومن رايتس ووتش".