السومرية نيوز/
بغداد
تحل الذكرى الرابعة والتسعون لتأسيس
الجيش العراقي وسط وضع أمني استثنائي لم يشهد
العراق له مثيل، ومعارك طاحنة يخوضها
الجيش مع التنظيمات المتطرفة التي تسعى لفرض إرادتها تغيير وجه البلد وفقا لعقليتها.
واجتمعت جميع أراء السياسيين على أهمية
الجيش في الحفاظ على وحدة البلد ودفع أي اعتداء يريد السوء به، في حين تنتظر
الجيش مهام صعاب من أجل تظهير البلد بالكامل من التنظيمات الإرهابية وضبط حدود البلد.
ووضع رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، اليوم الثلاثاء (6 كانون الثاني 2014)، اكليلاً من الزهور على نصب الجندي المجهول في
بغداد.
واقيمت مراسم وضع الاكليل بمناسبة
ذكرى تأسيس
الجيش العراقي بحضور الوزراء وممثلي البعثات الدبلوماسية في
العراق.
كما حضر العبادي، اليوم الثلاثاء، حفلا بمناسبة عيد
الجيش العراقي وتخريج دورة عسكرية في منطقة الرستمية جنوبي
بغداد.
وتوالت التهاني بهذه المناسبة من مختلف المواقع، حيث قال رئيس الجمهورية فؤاد معصوم في بيان تلقت "السومرية نيوز" نسخة منه، إن "العراقيين يستعيدون بفخر واعتزاز الكثير من المآثر البطولية التي خاضها
الجيش ورجاله المخلصون من أجل الكرامة والحرية والاستقلال الوطني"، مؤكدا "الحاجة إلى مواصلة بناء
الجيش والقوات المسلحة لتكون بمستوى التحديات الكبيرة التي تواجه الشعب والبلاد".
ويشير رئيس الجمهورية إلى "أهمية ترسيخ الصفة المهنية لهذه القوات وتحريرها من أي انحياز وولاء سواء لفرد أو لحزب أو لجماعة معينة بل يكون ولاؤه لصالح الوطن"، مبديا أسفه "لاقتران تدهور
الجيش بتدهور الحياة السياسية في البلاد وانحرافها نحو الدكتاتوريات التي سلبت
الجيش الكثير من خصائصه المعروفة وحين جرى توريطه بحروب عبثية ومعارك خارجية وداخلية أنهكته وحطمت بناءه المتين الذي وضعه مؤسسوه الأوائل".
وفي هذه المناسبة أيضا، يؤكد رئيس البرلمان سليم الجبوري في كلمة متلفزة، أن
الجيش العراقي يواجه مرحلة هي "الاصعب في تاريخه والأكثر حساسية في مسيرته" بعد سيطرة تنظيم "داعش" على محافظة نينوى في العاشر من حزيران.
ودعا الجبوري، القوات المسلحة الى التمسك بالعقيدة العسكرية والابتعاد عن الانتماءات الفرعية، كما طالب السياسيين بتجنيب المؤسسة العسكرية كل صور التدخل والانحياز والميول لصالح احزابهم وتكتلاتهم.
ويرى رئيس البرلمان ضرورة الاستفادة من كل خبرات
الجيش العراقي التي "تم استبعادها او الزهد في قدراتها فترة طويلة"، وشدد على إعادة النظر بكل هذه الإجراءات "حرصا على مستقبل العراق".
أما وزير الدفاع خالد العبيدي فقال في كلمة له بالمناسبة، إن "الجيش منذ تأسيسه كان موضع احترام لكل العراقيين وبكل أطيافهم"، لافتا الى أن "أمة بلا جيش قوي تبقى ضعيفة مستباحة، ولقد أدرك العراقيون هذا المعنى واستوعبوا هذه الدلالات، ولذلك تسارعت قبائل لإرسال أبنائها للخدمة في
الجيش الذي أصبح مؤسسة جديرة بالاحترام".
وتابع العبيدي، أن "الجيش لم يكن يوما بلا هوية وطنية ولم ينقصه الولاء للقيادة وكان من أكثر الجيوش التزاما بالتنظيم وهيكل القيادة"، معتبرا أن "ما حصل بعد غزو تنظيم داعش المرتد وتداعيات الموصل، فهو حدث غير مقروء وغير مسموع وفق السياقات العسكرية".
ويرى العبيدي أن "ضعف الأداء وترهل القيادات وضعف التدريب وانفراط عقد الثقة مع القوات الأمنية، كانت أسباب النكسة مثلما كان الفساد"، مؤكدا أن "الشعوب ذات الحضارات العظيمة ومنها
العراق باستطاعتها تفكيك الأزمة وإعادة الأمور الى نقطة الشروع".
ويكشف العبيدي عن "اتخاذ سلسلة إجراءات إصلاح وإعادة بناء شملت كل مفاصل الجيش، بدأت بالقيادات التي استبدلت بعناصر وطنية لم يلطخها الفساد ولا تنقصها الشجاعة وستتبعها مراحل أخرى تصل الى أسفل هرم الجيش".
وشدد العبيدي بالقول، "استطعنا وضع
الجيش على أعتاب مرحلة جيدة لإعادة الثقة للجيش وهيبته"، لافتا الى أن "الجيش أخذ زمام الأمور بزحف مسنود من قوى الحشد الشعبي لتطهير مدن
العراق التي دنسها داعش".
ويستذكر العراقيون، في السادس من كانون الثاني، من كل عام
ذكرى تأسيس
الجيش العراقي حيث أعلن عن تأسيس أول فوج من أفواجه والذي حمل اسم "فوج موسى الكاظم" في سنة 1921، وتم حل هذا
الجيش مع المؤسسات التابعة له في أيار عام 2003 بقرار من الحاكم الأمريكي المدني للعراق آنذاك بول بريمر، ثم أعيدت هيكلته من جديد.
ويتألف
الجيش العراقي الحالي من 14 فرقة عسكرية معظمها فرق مشاة يقدر عديد أفرادها بأكثر من 300 ألف عسكري، ويملك نحو ما لا يقل عن 80 دبابة أبرامز أميركية حديثة الصنع من أصل 140 تعاقد على شرائها إضافة إلى 170 دبابة روسية ومجرية الصنع، قدم معظمها كمساعدات من حلف الناتو للحكومة العراقية، فضلاً عن عدد من الطائرات المروحية الروسية والأميركية الصنع، وعدد من الزوارق البحرية في ميناء أم قصر لحماية عمليات تصدير النفط
العراقي.