ووفق موقع "المونيتور" الأمريكي، فإن بداية 2024 "ليس موعدا نهائيا، ولكنه هدف"، فخلال الحرب يمكن أن تتغير المواعيد المستهدفة، بيد أن الأمريكيين يعتقدون بوضوح أن
إسرائيل على وشك استنفاد الغزو البري الواسع الذي شنته منذ 27 أكتوبر الماضي، ويجب أن تتحول إلى جهود أكثر تركيزا لـ"إسقاط حماس".
وأشار إلى تنامي الخلاف بين الولايات
المتحدة وإسرائيل بشأن الجدول الزمني لحرب غزة، إذ قالت مصادر إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن نقل جدولا زمنيا مختلفا عما كانت تفكر فيه
إسرائيل لإنهاء هذه الحرب.
كما أضاف مصدر دبلوماسي إسرائيلي إن "الفجوة بيننا وبين الأمريكيين تتراوح بين 3 أسابيع وشهر، وهو أمر لا يمكن حله".
وأوضحت شبكة "سي إن إن" أن المسؤولين الأمريكيين يتوقعون أن تستمر المرحلة الحالية من الغزو البري الإسرائيلي لغزة عدة أسابيع قبل أن تنتقل إسرائيل، ربما بحلول يناير، إلى استراتيجية أقل وتستهدف خلالها بشكل ضيق مقاتلين وقادة محددين من حماس.
وتحدث خبيران أميركيان بحسب "سكاي نيوز عربية"، عن صعوبة تحديد هدف زمني لإنهاء حرب غزة، بالنظر للرغبة الإسرائيلية في تدمير القدرات العسكرية والسياسية لحماس داخل القطاع، وكذلك تصاعد العمليات على الأرض منذ انهيار الهدنة.
هدف صعب
ويعتقد مدير مركز التحليل العسكري والسياسي في معهد هدسون، ريتشارد وايتز، أن "الأمر قد يستغرق أكثر من بضعة أسابيع لتحقيق شرط
إسرائيل المتمثل في القضاء على حماس كقوة عسكرية، وبعد ذلك سوف يقضون سنوات في محاولة لاغتيال قادة حماس في جميع أنحاء العالم".
وكان رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) رونين بار قال في تسجيل بثته هيئة البث العامة الإسرائيلية، إن
إسرائيل ستلاحق حركة حماس في لبنان وتركيا وقطر حتى لو استغرق الأمر سنوات.
وأضاف وايتز: "سأكون مندهشا إذا وضعت الولايات
المتحدة جدولا زمنيا صارما للحرب، بالنظر إلى ما قامت به بشكل سيء في أفغانستان وفي وقت سابق في العراق".
وأوضح أنه يجب أن تكون نهاية هذه الحرب "قائمة على الشروط"، على الرغم من أن شروط إدارات بايدن قد تكون أقل تطلبا، وفق قوله.
ولا يربط مدير مركز التحليل العسكري والسياسي في معهد هدسون، بين الموعد الذي تأمل خلاله الإدارة الأمريكية في إنهاء حرب غزة، واقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بل يعتقد أن ذلك يرجع إلى "أنهم لا يريدون موت عدد أكبر من الضحايا المدنيين، فكل يوم حرب يعني مقتل مئات المدنيين".
مأزق انتخابي
لكن على الجانب، يرى الباحث الأمريكي المتخصص في شؤون الأمن القومي، سكوت مورغان، أن "جزءاً من المنطق وراء رغبة
إدارة بايدن في إنهاء الحرب، هو أنهم يخشون أن يضر هذا الصراع بجهودهم لإعادة انتخابه".
وأضاف أنه "بالفعل هناك استطلاعات تظهر أن الشباب والمسلمين الأمريكيين يبتعدون عنه"، لكنه مع ذلك شدد على أن القرار سيكون متروكا للإسرائيليين عندما تنتهي الحرب.
وأشار مورغان إلى أنه مع المضي قدما في إنهاء الحرب قبل بداية العام المقبل، فقد "تؤدي النهايات السريعة والمفاجئة للصراعات إلى تفاصيل فوضوية".
ومع ذلك، "إذا شعر الإسرائيليون أن الصراع ينتهي في وقت مبكر جدا وعليهم تكرار هذا الأمر خلال 5 سنوات، فلن يبشر بالخير"، وفق الباحث الأمريكي.
وعن التقارير التي تتحدث عن الجدول الزمني للحرب، قال: "ينبغي أن يكون السؤال هو هل تسعى الإدارة لكبح
إسرائيل أو عدم محاولة استفزاز إيران".