وفي 6 أكتوبر أي قبل أربعة أيام، تم الاحتفال بمناسبة مرور 50 عاما على
ذكرى انتصار 6 أكتوبر، إذ استعاد فيها
الجيش المصري والجيش السوري الأرض والعرض، ودمر أسطورة
الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وذلك بأبسط وأقل الإمكانيات والأدوات، وحققوا الانتصار المرجو، والذي ما زال يتحاكى به
الشعب الإسرائيلي وكل شعوب العالم أجمع، وبدأت القوات المصرية الهجوم على
الجيش الإسرائيلي، وحققت أهدافها من شن الحرب على إسرائيل، وكانت هناك إنجازات ملموسة في الأيام الأولى للمعارك.
وعبرت القوات المصرية قناة السويس بنجاح وحطمت حصون خط بارليف وتوغلت 20 كم شرقاً داخل سيناء، وتدخلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي لتعويض خسائر الأطراف المتحاربة، فمدت الولايات المتحدة جسراً جوياً لإسرائيل بلغ إجمالي ما نقل عبره 27895 طناً، وانتهت الحرب رسمياً مع نهاية يوم 24 أكتوبر مع خلال اتفاق وقف إطلاق النار الواقع بين الجانبين العربي الإسرائيلي، ولكنه لم يدخل حيز التنفيذ على الجبهة المصرية فعليّاً حتى 28 أكتوبر.
وكان
الجيش المصري قد حقق هدفه من الحرب على إسرائيل عام 1973 بعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف واتخاذ أوضاع دفاعية، وعلى الرغم من حصار
الجيش المصري الثالث شرق القناة، فقد وقفت القوات الإسرائيلية كذلك عاجزة عن السيطرة على مدينتي السويس والإسماعيلية غرب القناة، والجدير بالذكر أن حرب أكتوبر كانت بمثابة انتفاضة قوية بثت الرعب في قلوب القوات الإسرائيلية، ليمثل يوم السادس من أكتوبر النقطة السوداء الأولى وبداية الرعب في تاريخ إسرائيل.
وعاودت قوات المقاومة الفلسطينية صباح السبت 7 أكتوبر 2023 الانتصار من جديد لتسجل نقطة سوداء أخرى في تاريخ إسرائيل، وليتكون الرعب في قلوبهم، حيث أعلن القائد العام لـ"كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية، محمد الضيف، اليوم بدء عملية "طوفان الأقصى" لوضع حدًا للانتهاكات المستمرة التي يقترفها المحتل الإسرائيلي، وتعد عملية طوفان الأقصى بمثابة ضربة رأس أخرى للإسرائيلين وتحرك قوي من الجانب الفلسطيني لاستعادة أراضيه.
وقال الضيف، في بيان، إن الضربة الأولى من عملية طوفان الأقصى والتي استهدفت مواقع العدو ومطاراته وتحصيناته العسكرية قد تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة، مؤكدا أنه قد آن الأوان أن تتحد كل القوى العربية والإسلامية لكنس الاحتلال عن مقدساتنا وأرضنا، كما حض
الشعب الفلسطيني على إخراج بنادقهم اليوم، ومن لا يملك بندقية فليخرج سكينا أو ساطورا أو بلطة.
وبذلك يعتبر شهر أكتوبر هو شهر الانتصارات الخالدة في تاريخ الوطن العربي، إلا أنه على الجانب الإسرائيلي يعد بمثابة الشهر الأكثر رعبا، لتكرار نكساتهم به.
تختلف تسميات حرب أكتوبر، ففي مصر تسمى حرب "السادس من أكتوبر"، وفي سوريا "حرب تشرين التحريرية"، ووفق التسمية الإسرائيلية هي "حرب يوم الغفران" أو "كيبور"، كما ظهرت تسمية أخرى هي "الحرب العربية- الإسرائيلية" نظراً لمشاركة دول عربية عديدة فيها.
ما هو يوم الغفران" (الكيبور)؟
يعتبر "يوم الغفران" أقدس أعياد اليهود، وهو اليوم الوحيد الذي تفرض الشريعة عليهم صيامه، وتمنع فيه الحركة بصورة كاملة، وفيه أيضا تشدد سلطات الاحتلال الإسرائيلي الخناق على الفلسطينيين.
وفي العام 2015 اعترفت الأمم المتحدة بـ"يوم الغفران" باعتباره عطلة رسمية، لأول مرة في تاريخ المنظمة، حيث يستطيع من يحتفل بالعيد اليهودي الحصول على يوم عطلة.
"يوم الغفران" (الكيبور) هو المتمم لأيام التوبة والغفران العشرة التي تبدأ بيوم رأس السنة العبرية الجديدة، ويعتبر "يوم الغفران" الذي يحل بعد ثمانية أيام من بدء السنة العبرية الجديدة من أهم الأعياد اليهودية بحسب التوراة والكتاب المقدس بالعهد القديم، وهو يوم يؤمن به جميع اليهود حتى العلمانيين منهم، إذ يتم به الصوم لمدة 25 ساعة تكرس لمحاسبة النفس والتكفير والتطهير من الذنوب وإقامة الصلوات والشعائر التلمودية بالكنس، حيث يتوجه اليهودي للخالق بالصلوات والاستغفار ليكفر عنه ذنوبه وسيئاته التي ارتكبها بحق الله والبشر كذلك.
وحسب العقيدة اليهودية، فإن "يوم الغفران" هو اليوم الذي نزل فيه النبي موسى عليه السلام من سيناء (شمالي شرقي مصر) للمرة الثانية، ومعه ألواح الشريعة، حيث أعلن أن الرب غفر لليهود خطيئتهم في عبادة العجل الذهبي.
وتقول وزارة الخارجية الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني على الإنترنت، إن يوم الغفران عطلة رسمية مطلقة، حيث تتوقف الإذاعات والتلفزيون عن البث والسيارات عن السير لمدة يوم كامل.
ويصوم الناس -بحسب الوزارة- مدة ليلة ويوم كاملين اعتباراً من غروب الشمس حتى حلول الظلام في اليوم التالي، وهو "يوم الصوم الوحيد الذي تأمر به التوراة، ويكرسه المؤمن لتعداد خطاياه والتأمل فيما ارتكبه من ذنوب".
ويسبق المتدينون اليهود يوم الغفران بالتوجه إلى حائط البراق (يسميه اليهود حائط المبكى) الواقع جنوبي المسجد الأقصى المبارك من أجل الصلاة قبل البدء بالصوم.
كما أن "هذا العيد مخصص لمحاسبة النفس بعيداً عن الحياة اليومية الاعتيادية، ولذلك فإن الأمور الدنيوية المادية تنحسر لتحل محلها همومنا الروحانية"، بحسب وزارة الخارجية الإسرائيلية.
في وقت يؤكد المتحدث باسم
الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان وصلت نسخة منه لوكالة الأناضول للأنباء أن يوم الغفران هو "أقدس يوم في الأعياد والشعائر الدينية اليهودية"، وفيه "يستمر الصيام حوالي 26 ساعة تُكرّس معظمها للعبادة والصلوات والابتهالات وطلب المغفرة والثواب من البارئ عزّ وجل".