سجون الاسترخاء في كوريا الجنوبية: عندما يصبح السجن خيارًا لاستعادة السلام الداخلي!

في عالمٍ يزداد فيه الضغط والتنافس، يجد الكثيرون أنفسهم غارقين في دوامة العمل المفرط، سواء بدافع الطموح للترقي أو بسبب شغفهم المهني. لكنّ هذا الإفراط في العمل لا يأتي دون ثمن، حيث يؤثر سلبًا على الصحة والعلاقات الاجتماعية. هذه الظاهرة ليست جديدة، خاصة في الدول التي تشتهر بثقافة العمل المكثف، مثل كوريا الجنوبية، والتي لجأت إلى حلّ غير تقليدي لمواجهة هذه المشكلة: "سجن الاسترخاء" المخصص لمدمني العمل!

الفكرة بسيطة لكنها فعّالة، بحيث يقضي الشخص أسبوعًا كاملًا في غرفة صغيرة بمساحة 5 أمتار مربعة، بعيدًا عن الهواتف وأي وسائل اتصال خارجية. حتّى أنّ النزلاء يرتدون زيًا يشبه زي السجناء، كرمز لانفصالهم عن العالم الخارجي وتركيزهم على الاسترخاء.

كوريا الجنوبية، التي تحتلّ المرتبة الثانية عالميًا في عدد ساعات العمل السنوية(2069 ساعة مقارنة بمتوسط 1764 ساعة في دول أخرى)، تواجه تحديات كبيرة بسبب هذه الثقافة العملية المكثفة. ولذلك، فإنّ هذا "السجن" هو محاولة لتخفيف الضغوط التي يعاني منها الموظفون.

وقد نقلت الشبكة تجربة أحد النزلاء، وهو مهندس يبلغ من العمر 57 عامًا ويعمل حوالي 70 ساعة أسبوعيًا في مصنع سيارات في سيؤول. بالنسبة له، كانت هذه الإقامة فرصة لإعادة اكتشاف نفسه والابتعاد عن ضغوط العمل المستمرة.

يقع "سجن الاسترخاء" في قرية جبلية ثلجية على بعد ساعتين من محافظة بيونج تشانج، وتكلفة الإقامة لمدة أسبوع تبلغ حوالي 470 دولارًا. قد يبدو المبلغ بسيطًا مقارنة بالفوائد التي يجنيها النزيل، والتي تشمل استعادة التوازن النفسي والذهني.

ربما تكون هذه الخطوة بداية لتغيير في نمط الحياة، حيث يصبح الاسترخاء والراحة جزءًا لا يتجزأ من الروتين اليومي.