وتحطمت الطائرة، وهي من طراز "بوينغ"، تابعة لشركة
الطيران المنخفضة الكلفة "جيجو" لدى هبوطها في مطار موان، على بعد حوالي 290 كيلومترا جنوب
العاصمة سيول، صباح الأحد، بالتوقيت المحلي.
وقبل الكارثة، أصدر الطيار رسالة استغاثة بعد محاولة أولى للهبوط، نبّه خلالها برج المراقبة طاقم الرحلة إلى أن الطائرة اصطدمت بطيور.
وأظهر شريط مصوّر بثته قناة "إم بي سي" الكورية الجنوبية، الطائرة وهي تحاول الهبوط مع دخان يخرج من المحرّكين من دون عجلات هبوط على ما يبدو، وذلك قبل أن تصطدم بجدار في نهاية مدرج الهبوط وتتحول لكرة من اللهب.
ورجح جيونغ-هيون، رئيس ثكنة الإطفاء في موان، أن يكون "سبب الحادث الاصطدام بطيور في ظلّ أحوال جوية سيئة، غير أن السبب المحدّد سيعلن في ختام التحقيق".
وقبل هذه الحادثة، أثيرت تكهنات مماثلة بشأن طائرة الخطوط الأذربيجانية التي انحرفت عن مسارها فوق بحر قزوين.
وذكرت الخطوط الجوية الأذربيجانية في البداية في بيان أن "الطائرة حلقت وسط سرب من الطيور، قبل أن تسحب بيانها".
وقال بعض الخبراء العسكريين وفي مجال
الطيران إنها "ربما أصيبت عن طريق الخطأ بنيران الدفاعات الجوية الروسية، بينما كانت تحلق فوق منطقة تم الإبلاغ فيها عن نشاط للمسيرات الأوكرانية".
وفي حزيران الماضي، تعرضت رحلة لشركة فيرجن أستراليا كانت في طريقها من كوينزتاون في نيوزيلندا إلى ملبورن في أستراليا لاصطدام طيور بمحركها الأيمن، واستمر الطيار في
الطيران بالمحرك الآخر حتى هبط اضطراريا في مطار قريب.
وقالت فيرجن أستراليا وقتها إن "التحول الدرامي للأحداث كان بسبب اصطدام محتمل بطائر".
وربما كانت أشهر حادثة اصطدام بالطيور المهاجرة في عام 2009، عندما واجهت طائرة أميركية سربا من طيور الأوز الكندية المهاجرة بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار لاغوارديا في نيويورك. وحينها، تعطلت محركات الطائرة، واضطر قائدها إلى الهبوط في نهر هدسون.
واصطدام الطائرات بطيور أو ما يعرف بـ "ضربة الطير" تعرفه هيئة
الطيران المدني المصرية بأنه اصطدام بين طائر وطائرة تحلق في الجو أو عند الإقلاع أو الهبوط. ويمكن أن يشمل المصطلح الحيوانات الأرضية وليس
الطيور فقط.
وقد يحدث اصطدام الطائرات بطيور في جميع مراحل الطيران، وعلى الأرجح أثناء الإقلاع والهبوط لأن
الطيور عادة ما تحلق عند هذه المستويات المنخفضة.
ويقول فلافيو ميندونكا، الأستاذ المساعد في علوم
الطيران بجامعة إمبري ريدل للطيران لواشنطن بوست، إنه "يحدث في أي وقت يصطدم فيه طائر بطائرة، سواء كان على الأرض أو في الهواء، وذلك عندما يتلامس مع جناح أو زجاج الطائرة أو أي جزء آخر منها، والضربات الأكثر ضررا تحدث عندما يدخل الطائر محرك الطائرة".
واصطدام الطائرات بطيور أمر شائع وقد يحدث تهديدا كبيرا لسلامة الطائرات، خاصة الطائرات الأصغر حجما، المزودة بمحرك واحد.
وقال ميندونكا إن "دخول
الطيور المحرك قد يحدث الكثير من الضرر".
وعلى الرغم من أن الطائرة المزودة بمحركين يمكنها التحليق بمحرك واحد، فإن الطيار سيحتاج إلى العودة إلى المطار أو العثور على مكان آمن للهبوط.
وتحدث معظم اصطدامات
الطيور في الصباح الباكر، أو عند غروب الشمس عندما تكون
الطيور أكثر نشاطا. ويتم حث الطيارين على اليقظة خلال هذه الأوقات.
ويمكن استخدام الرادار لتتبع أسراب
الطيور. ومع ذلك، فإن هذه التكنولوجيا لا تتوفر في جميع أنحاء العالم، لذلك لا يمكن استخدامها في كل مكان.
ولاتزال تداعيات حادث تحطم طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية تتداعى وسط تكهنات بأنها تعرضت لصاروخ روسي.
وفي أعقاب حادث الطائرة الكورية، قال خبراء إن من الصعب تفسير عدم تشغيل عجلات الطائرة ذات المحركين بأنه يتعلق بحادث اصطدام بطيور.
وأظهر مقطع بثته وسائل إعلام محلية الطائرة وهي تنزلق على المدرج دون عجلات هبوط ثم تصطدم بجدار لتتحول إلى كرة من لهب وحطام.
وقال جيفري توماس، خبير
الطيران رئيس تحرير "إيرلاينز نيوز" إن اصطدامات
الطيور تحدث بشكل متكرر، "لكنها عادة لا تتسبب في فقدان التحكم في الطائرة".
وبين عامي 2008 و2017، سجل مجلس سلامة النقل الأسترالي 16626 حادثة اصدام طائرت بطيور. وفي الولايات المتحدة، أبلغت إدارة
الطيران الفيدرالية عن 17200 اصطدام للطيور في عام 2022 وحده.
ورغم أن عدد هذه الحوادث يقدر بالآلاف، فإن بيانات إدارة
الطيران الفيدرالية الأميركية تظهر أن الأضرار لا تحدث سوى في عدد قليل من الحوادث.
ويعتمد تأثير اصطدام
الطيور على عوامل بينها نوع الطائرة. وفي الطائرات الأصغر حجما، خاصة الطائرات ذات المحرك الواحد، يمكن أن تكون الحوادث مميتة.