والحد الأقصى للنشاط الشمسي هو جزء من دورة الشمس التي تستمر 11 عاما، والتي تنتقل خلالها من الهدوء إلى العاصفة، مع زيادة النشاط المغناطيسي وتكوين البقع الشمسية.
وفي ذروة كل دورة شمسية، تنقلب الأقطاب المغناطيسية للشمس، على غرار تبديل القطبين
الشمالي والجنوبي للأرض لأماكنهما كل عقد.
ويتميز هذا التحول المغناطيسي بزيادة في النشاط الشمسي، بما في ذلك البقع الشمسية، والتوهجات الشمسية، والانبعاثات الكتلية الإكليلية، وتتبع
وكالة ناسا والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي البقع الشمسية، المناطق المظلمة الأكثر برودة من النشاط المغناطيسي المكثف على الشمس، لمراقبة الدورة الشمسية والتنبؤ بأحداث الطقس الفضائي.
ويقول جيمي فيفورز، مدير
برنامج الطقس الفضائي التابع لوكالة ناسا: "خلال ذروة النشاط الشمسي، تزداد البقع الشمسية والنشاط الشمسي، مما يوفر فرصا مثيرة لدراسة أقرب نجم لنا، لكن هذا النشاط المتزايد له أيضا تأثيرات حقيقية على الأرض وفي جميع أنحاء نظامنا الشمسي".
ويؤثر النشاط الشمسي بشكل كبير على الطقس الفضائي، والذي يمكن أن يؤثر على الأقمار الصناعية ورواد الفضاء وأنظمة الاتصالات مثل نظام تحديد المواقع العالمي والراديو، وقد تكون شبكات الطاقة على الأرض أيضا عرضة للخطر أثناء العواصف الشمسية.
وفي الأشهر الأخيرة، أدى النشاط الشمسي إلى عروض الشفق القطبي المذهلة وتعطل الأقمار الصناعية وغيرها من التقنيات.
وفي مايو/ أيار 2024، خلقت سلسلة من التوهجات الشمسية الكبيرة والانبعاثات الكتلية الإكليلية أقوى عاصفة جيومغناطيسية منذ عقدين من الزمن، وأدى هذا الحدث إلى ظهور بعض أكثر الشفق القطبي إبهارًا في آخر 500 عام.
ومع ذلك، يحذر المسؤولون من أن فترة ذروة النشاط الشمسي ليست بالضرورة ذروة هذه الدورة.
وقال السيد طلعت، مدير عمليات الطقس الفضائي في
الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي: "بينما دخلت الشمس مرحلتها القصوى، فلن يتم تحديد الذروة الفعلية إلا بعد أشهر أو حتى سنوات".
ولا يتم تحديد الذروة إلا بعد أن يلاحظ العلماء انخفاضًا ثابتًا في النشاط الشمسي.
وتجاوزت الدورة الشمسية الحالية، المعروفة باسم الدورة الشمسية 25، التوقعات قليلاً من حيث نشاط البقع الشمسية.
وقالت ليزا أبتون، الرئيسة المشاركة للجنة التنبؤ بالدورة الشمسية: "على الرغم من أننا شهدنا بعض العواصف الكبيرة، إلا أنها ضمن ما نتوقعه خلال المرحلة القصوى".
وتستعد ناسا والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي لمزيد من العواصف الشمسية والجيومغناطيسية على مدى الأشهر القليلة المقبلة، مع احتمال ظهور المزيد من الشفق القطبي والتأثيرات التكنولوجية المحتملة.
ويتوقع العلماء أيضا نشاطا شمسيا كبيرا خلال المرحلة المتراجعة من الدورة الشمسية، والتي ستتبع هذه الفترة القصوى.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2024، سيقترب مسبار باركر الشمسي التابع لوكالة ناسا من الشمس بأقرب ما يكون على الإطلاق، مما يوفر بيانات غير مسبوقة عن الطقس الفضائي عند مصدره.
وستساعد هذه المهمة، إلى جانب العديد من المهام الأخرى التي تخطط ناسا لإطلاقها في العام المقبل، العلماء على فهم الطقس الفضائي بشكل أفضل وتأثيراته عبر النظام الشمسي.
وتعد توقعات الطقس الفضائي أمرا بالغ الأهمية لدعم بعثات أرتميس التابعة لوكالة ناسا وحماية رواد الفضاء من الإشعاع الفضائي.
ومن خلال دراسة الشمس ونشاطها المغناطيسي، يمكن للعلماء التخفيف من المخاطر التي تهدد استكشاف الفضاء في المستقبل.