Alsumaria Tv

أبطال بلا مقابل: متطوعون يخاطرون بكل شيء لإنقاذ الحيوانات في لبنان

2024-10-13 | 04:57
Alsumaria Tv https://alsumaria.tv/authors
أبطال بلا مقابل: متطوعون يخاطرون بكل شيء لإنقاذ الحيوانات في لبنان

تتعاظم ويلات الحرب الأشرس التي دهمت لبنان منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، فآلةُ القتل والدمار والخراب لم توفّر منطقة في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق أخرى لم تسلم من الهمجية الإسرائيلية.

ولم تعد الحرب الإسرائيلية تخضع لأي قواعد، و"فاتورتها" الإنسانية هائلة ومروعة... أكثر من ألفي ضحية وآلاف الجرحى، ونزوح ما يفوق مليون نسمة غالبيتهم في العراء.

وثمة وجه إنساني لمع من خلف هذه النكبة الكبرى تجل في مبادرات فردية أو من جمعيات لإنقاذ مخلوقات ألفها الإنسان أيام السلم ويعز عليه تركها أيام الشدائد... إنها الحيوانات الأليفة.

ففي الأمكنة الأكثر عرضة للحرب، غادر السكان على عجل تاركين بيوتهم وما فيها بعدما غدرت بهم غارات الاجتياح الجوي، فبقيت حيواناتهم الأليفة وحيدة في مناطق صار يسكنها الرعب والخوف.

انطلقت مناشدات على مواقع التواصل لمن بقي صامداً في المناطق التي تستهدفها الغارات يوميا، لمد يد الرعاية إلى كلاب وقطط بقيت وحيدةً في البيوت المهجورة والحدائق دون ماء ولا طعام بعدما تركها أصحابها مرغمين على أمل العودة، فطال الغياب واشتدت الأوضاع سوءاً مع تعاظم عنف الغارات. تركوها لكنهم لم يتخلوا عنها.

كاميرات المراقبة في أمكنة عدة قريبة أو مشرفة على المناطق المستهدفة وثقت ما تعانيه الحيوانات الأليفة من هلعٍ نتيجة أصوات القصف. وعلى شاشات التلفزيون لقطات لقطط وكلاب تائهة في الشوارع كأنها أرواحٌ هائمة تحولت جلداً على عظم.




صور تجاهلها الكثيرون في غمرة المأساة اليومية التي يعيشها الناس، لكن تلقفها أصحاب القلوب الكبيرة بفائض من الإنسانية للتخفيف من آلام حيوانات تحملت مثل البشر نتائج الحرب الشرسة.

جمعيات تعنى بالحيوانات ومتطوعون من محبي هذه المخلوقات الخيرة لبوا النداء فخرجوا الى قلب الخطر بحثا عن حيوانات متروكة.

عمليات إنقاذ الحيوانات في قرى الجنوب كان لها أكثر من عراب على امتداد أشهر الحرب الطويلة. قاسم حيدر شاب لبناني آلمه مشهد الحيوانات الجائعة الهائمة على وجهها في القرى الحدودية الفارغة. ورغم ما يرافق التجوال في تلك القرى من مخاطر، ثابر على التنقل بينها لإطعام القطط والكلاب الشاردة المتروكة وتأمين الطعام لها.

 



وقد لاقت نداءاته التي أطلقها عبر مواقع التواصل تجاوباً كبيراً من جمعيات وأفراد يهتمون بمساعدة الحيوانات، فصاروا يساهمون جميعهم في تأمين الطعام للحيوانات أو تأمين الوقود لسيارته ليتمكّن من التنقل بين القرى. "بعضهم يهتم بالنازحين وآخَرون بالأطفال، أما انا فقد جعلت مهمتي الإنسانية الاهتمام بالحيوانات الضعيفة وسأستمر بها حتى نهاية الحرب رغم المخاطر فالحامي هو الله". ويذكر قاسم أن باله ظل مشغولاً لفترة على هرة طمرت تحت ردم أحد المنازل الى حين إنقاذها "بقيت مع المسعفين الذين قاموا بعملية رفع الردم".





حسين حمزة الذي كان قد أسس في منطقة النبطية الجنوبية ملجأً للحيوانات المتروكة، تحول في الأيام الأخيرة إلى منقذ، يدور على الشوارع والبيوت في القرى التي نزح أهلها في منطقته ليطعم الحيوانات الأليفة التي ترَكها النازحون خلفهم، أو ليحررها من أمكنة احتجازها داخل البيوت، ومن ثم محاولة إعادة جمْعها بأصحابها عن طريق إيصالها إلى نقاط آمنة.

في يومياته يروي حسين حال هذه الحيوانات التي تلحق بسيارته ركضاً وكأنها تطلب منه العون وترجوه ألا يتركها وحيدةً وقد نال منها العطش والجوع والخوف، حتى أن بعضها تحول رسنه إلى مشنقة تكاد تخنقه.

 
بين ركام المباني المتناثر في الشوارع يعبر حمزة في جولاته اليومية حاملاً عبوات المياه وأكياس الطعام... وبكلمات الأب الحنون يتوجه إلى الحيوانات وكأنه يناجي طفلاً من أطفاله. لا يطلب حسين من أهل الخير المجيء الى مناطق الخطر، فهو يدرك جيداً أنها عرضة في أي لحظة لاستهداف صاروخي لكنه يناشدهم لقاءه في مناطق آمنة ليساعدوه في إيجاد ملاجئ آمنة للكلاب والهررة أو عيادات قادرة على استقبالها وعلاجها بعدما بات الجنوب فارغاً من أي طبيب بيطري. ويناشد القادرين على المساعدة لتأمين أكياس الأطعمة الخاصة بالكلاب والقطط وكذلك أعلاف الدجاج. لقد صار حسين صلة الوصل الوحيدة بين النازحين وحيواناتهم التي تركوها خلفهم، يتلقى يومياً عشرات المناشدات فيلبي على قدر إمكاناته وكبر قلبه.

في الضاحية الجنوبية تحركت جمعيات لإنقاذ الحيوانات المتروكة بين حطام المباني المدمرة. هنا الوضع يبدو أصعب مما هو عليه في القرى الجنوبية حيث يمكن للحيوانات أن تسرح في الطبيعة. في شوارع الضاحية المنكوبة التي تعرضت لعشرات الغارات، استوطنت رائحةُ البارود ودخان الحرائق وغبار الركام. وفي أنحاء مختلفة منها، ما زالت الحيوانات موجودة تعاني الصدمة والخوف وتحتمي في أمكنة ضيقة بحيث يصعب على المنقذين الاقتراب منها.

أصحاب هذه الحيوانات يحاولون إرشاد المسعفين من بعيد إلى أمكنتها أو ما تبقى من تلك الأمكنة، وقد يتوهون عن تحديد المواقع بعدما تغيرت معالم شوارعهم ومبانيها. المسعفون كما بعض المتطوعين يحاولون الوصول الى هذه النقاط لإيجاد الحيوانات، كما يعملون على إنقاذ ما يصادفونه في طريقهم من كلاب وهررة تائهة في الشوارع.

على صفحات مواقع التواصل الأجتماعي المتخصصة بالرفق بالحيوان في لبنان تكثر المناشدات لتبنّ كلابٍ وقطط متروكة أو ما عاد أصحابها يستطيعون الإعتناء بها. لكن بعض هؤلاء رفضوا المغادرة دون حيوان ألفوا رفقته وصار جزءاً من حياتهم.
>> انضم إلى قناة السومرية على واتساب

حرب لبنان

الحيوانات الأليفة

حيوانات

لبنان

+A
-A
facebook
Twitter
Whatsapp
Messenger
telegram
Alsumaria Tv
أحدث الحلقات
علناً
Play
الوضع الاقليمي وتاثيره على العراق - الحلقة ٢١ | الموسم 3
15:30 | 2024-11-21
Play
الوضع الاقليمي وتاثيره على العراق - الحلقة ٢١ | الموسم 3
15:30 | 2024-11-21
Celebrity
Play
اللاعب العراقي نواف فلاح - الحلقة ٣٢ | season 3
14:30 | 2024-11-21
Play
اللاعب العراقي نواف فلاح - الحلقة ٣٢ | season 3
14:30 | 2024-11-21
نشرة أخبار السومرية
Play
نشرة ٢١ تشرين الثاني ٢٠٢٤ | 2024
12:45 | 2024-11-21
Play
نشرة ٢١ تشرين الثاني ٢٠٢٤ | 2024
12:45 | 2024-11-21
العراق في دقيقة
Play
21-11-2024 | 2024
12:30 | 2024-11-21
Play
21-11-2024 | 2024
12:30 | 2024-11-21
Morning Live
Play
الاتكالية مرض يقتل طموح الشباب - حلقة ١٦٠ | الموسم 3
05:00 | 2024-11-21
Play
الاتكالية مرض يقتل طموح الشباب - حلقة ١٦٠ | الموسم 3
05:00 | 2024-11-21
ناس وناس
Play
ساحة الاندلس بغداد - الحلقة ١٥٧ | الموسم 7
04:00 | 2024-11-21
Play
ساحة الاندلس بغداد - الحلقة ١٥٧ | الموسم 7
04:00 | 2024-11-21
بعد التحري
Play
قسوة الجفاف تهدد الزراعة .. الامن الغذائي مهدد - الحلقة ٣١ | الموسم 4
15:30 | 2024-11-20
Play
قسوة الجفاف تهدد الزراعة .. الامن الغذائي مهدد - الحلقة ٣١ | الموسم 4
15:30 | 2024-11-20
52 دقيقة
Play
سوق الغزل الوجهة الأولى لعشاق الحيوانات - حلقة ٢٣ | الموسم 6
15:30 | 2024-11-19
Play
سوق الغزل الوجهة الأولى لعشاق الحيوانات - حلقة ٢٣ | الموسم 6
15:30 | 2024-11-19
من الأخير
Play
عودة البعث.. حكاية الخائف والمخيف - حلقة ٣٥ | الموسم 1
14:30 | 2024-11-19
Play
عودة البعث.. حكاية الخائف والمخيف - حلقة ٣٥ | الموسم 1
14:30 | 2024-11-19
جات بالليل
Play
قبل النصر 19-11-2024 | 2024
13:00 | 2024-11-19
Play
قبل النصر 19-11-2024 | 2024
13:00 | 2024-11-19
الأكثر مشاهدة
اخترنا لك
بين نيران التنين الصيني والمربعات الفلكية... أسبوع التحديات!
00:00 | 2024-11-22
لاستعادة ثقة مستخدميه.. تليغرام يطلق تحديثات ضخمة
09:27 | 2024-11-21
جدّد قسم "الاستكشاف" و"الريلز" الخاص بك على انستغرام بهذه الطريقة
09:11 | 2024-11-21
هذا ما ينتظر برج الثور لهذا الشهر...
08:38 | 2024-11-21
متهم بقتل عائلته.. هروب مشتيه به من غرفة التحقيق (فيديو)
08:37 | 2024-11-21
العقرب: من الهدوء إلى الانفراجات في أسبوع مليء بالفرص!
08:15 | 2024-11-21
على مضض
على مضض
ايجابية
ايجابية
متوترة
متوترة
النتائج تعكس آراء المشاركين وليست قياساً للرأي العام.
النتائج تعكس آراء المشاركين وليست قياساً للرأي العام.

برجك للسنة الجديدة

إشترك بنشرتنا الاخبارية
انضم الى ملايين المتابعين
إشترك
حمل تطبيق السومرية
المصدر الأول لأخبار العراق
Alsumaria mobile app on Android Alsumaria mobile app on Android
Alsumaria mobile app on IOS Alsumaria mobile app on IOS
Alsumaria mobile app on huawei Alsumaria mobile app on huawei
إشترك بخدمة التلغرام
تحديثات مباشرة ويومية