واستخدم باحثون من هيئة المسح
البريطانية للقطب الجنوبي (BAS) روبوتات تحت الماء لأخذ قياسات جديدة للنهر الجليدي، الذي يبلغ حجمه نفس حجم
بريطانيا العظمى.
وتشير البيانات إلى أن نهر ثويتس الجليدي ومعظم الغطاء الجليدي في غرب القارة القطبية الجنوبية، أنتاركتيكا، قد يضيع بالكامل بحلول
القرن الثالث والعشرين.
ومن المثير للقلق، أنه إذا انهار بالكامل، يقول الخبراء إن مستويات سطح
البحر العالمية سترتفع بمقدار 65 سم، ما يؤدي إلى غرق مناطق ضخمة تحت الماء.
ويبلغ عرض نهر ثويتس الجليدي نحو 120 كم (74.5 ميلا)، بنفس حجم
بريطانيا العظمى أو فلوريدا، وهذا يجعله أوسع نهر جليدي على هذا الكوكب.
وفي بعض الأماكن، يبلغ سمكه أكثر من 2000 متر (6500 قدم)، أي 2.5 ضعف حجم برج دبي، أطول
مبنى في العالم.
وأظهرت دراسات سابقة أن حجم الجليد المتدفق إلى
البحر من ثويتس والأنهار الجليدية المجاورة له تضاعف أكثر من الضعف من تسعينيات
القرن العشرين إلى العقد الأول من
القرن الحادي والعشرين.
وعلاوة على ذلك، فإن المنطقة الأوسع، والتي تسمى خليج بحر أموندسن، تمثل 8% من المعدل الحالي لارتفاع مستوى سطح
البحر العالمي البالغ 4.6 ملم / سنة.
وفي دراستهم الجديدة، شرع الفريق في تطوير تنبؤ أكثر موثوقية حول كيفية ومتى سيتغير ثويتس في المستقبل.
وقال الدكتور روب لارتر، عالم الجيوفيزياء البحرية في هيئة المسح
البريطانية للقطب الجنوبي: "هناك إجماع على أن تراجع نهر ثويتس الجليدي سوف يتسارع في وقت ما خلال
القرن المقبل. ومع ذلك، هناك أيضا مخاوف من أن العمليات الإضافية التي كشفت عنها الدراسات الحديثة، والتي لم تتم دراستها جيدا بما يكفي لدمجها في نماذج واسعة النطاق، قد تتسبب في تسريع التراجع في وقت أقرب".
وتشير الدراسة الجديدة إلى أن ثويتس سينهار بحلول
القرن الثالث والعشرين على أقصى تقدير.
وأفاد الدكتور تيد سكامبوس، عالم الجليد في جامعة كولورادو: "من المثير للقلق أن أحدث نماذج الكمبيوتر تتوقع استمرار فقدان الجليد الذي سيتسارع خلال
القرن الثاني والعشرين وقد يؤدي إلى انهيار واسع النطاق للغطاء الجليدي في غرب القارة القطبية الجنوبية في
القرن الثالث والعشرين".
وأضاف الدكتور لارتر: "لقد كان نهر ثويتس يتراجع منذ أكثر من 80 عاما، وتسارع بشكل كبير على مدار الثلاثين عاما الماضية، وتشير نتائجنا إلى أنه من المقرر أن يتراجع بشكل أكبر وأسرع".
واستنادا إلى نتائج هذه الدراسة، يدعو العلماء إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي، أحد العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى ذوبان نهر ثويتس.