"ضحكة الخليج وفرحتها".. هكذا وصفه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حينما وافت الفنان المنية في 11 أغسطس/آب 2017، عن عمر يناهز 79 عاما.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في نعيه للفنان حينها عبر تغريدة بـ"تويتر" قائلا: "ودعت الكويت ومعها شعوب الخليج اليوم الفنان عبد الحسين عبدالرضا.. ودعنا ضحكة الخليج وفرحتها .. كل خليجي له وقت جميل معك .. أسعدك الله في مثواك".
يعتبر عبد الحسين عبد الرضا من أشهر وأبرز الفنانين الخليجيين والعرب، ومن رواد فن التمثيل بالخليج، وأحد قلائل الممثلين في الخليج الذين تجاوزوا 50 عامًا في مجال التمثيل.
كما يعد من مؤسسي الحركة الفنية بالخليج ضمن مجموعة من الفنانين بينهم خالد النفيسي وسعد الفرج، وعلي المفيدي، وغانم الصالح، وإبراهيم الصلال وغيرهم.
كانت بداياته الفنية في أوائل ستينيات القرن العشرين، وتحديدًا في عام 1961 من حينما شارك بمسرحية "صقر قريش" التي قدمت بالفصحى، بديلاً للممثل عدنان حسين.
وأثبت عبد الرضا نجاحه أمام أنظار المخرج المصري زكي طليمات، لتتوالى بعدها الأعمال عليه حيث شارك في مسلسلات تليفزيونية ومسرحيات، لينطلق معها في رحلة من الإنجازات والشهرة والجوائز.
واشتهر عبد الرضا بتقديم الشخصيات الساخرة التي تنتقد الأوضاع بقالب كوميدي، كما كان أحد مؤسسي "فرقة المسرح العربي" في عام 1961.
وأسس كذلك "فرقة المسرح الوطني" في العام 1976، كما قام بتأسيس "مسرح الفنون" كفرقة خاصة في عام 1979.
وفي العام 1989 أسس الفنان الراحل "شركة مركز الفنون للإنتاج الفني والتوزيع"، وفي 1971 شارك بتأسيس "شركة مطابع الأهرام".
ما هي أشهر أعماله؟
قدم عبد الرضا مسلسلات خليجية كانت هي الأشهر على الإطلاق ومنها المسلسل الأول بالخليج (درب الزلق)، الذي شاركه فيه الفنانون سعد الفرج، وخالد النفيسي، وعلي المفيدي وعبد العزيز النمش، ومسلسل (الأقدار) الذي كتبه بنفسه.
أما على خشبة المسرح فقد تميز بمسرحيات كثيرة كان أشهرها "باي باي لندن"، و"بني صامت"، و"عزوبي السالمية" و"على هامان يا فرعون".. وغيرها الكثير.
وارتكزَ مسرحُ الفنان العملاقِ على تقديمِ مقاربتِهِ الخاصةِ لقضايا اجتماعيةِ وسياسيةِ في الكويت ودولِ الخليج، مزج فيها بين المسرحِ الجماهيري والمفاهيمي، ووضعَ لبناتِ المسرحٍ الكويتيٍّ.
كما كتب الفنان العملاق بعض أعماله المسرحية والتلفزيونية بنفسه، والتي كان من بينها "سيف العرب" و"عزوبي السالمية"، و"30 يوم حب"، و"فرسان المناخ" و"قاصد خير"، وغيرها.
واشتهر الفنان الراحل بعذوبة صوته، وهو ما ميزه عن بقية فناني جيله، ما جعله يخوض تجربة غناء "الأوبريتات"، التي لاقت نجاحًا كبيرًا، كما غنى أيضا أكثر من مرة خلال أعماله التلفزيونية والمسرحية.
كما كان الهمّ الوطني والسياسي والاجتماعي شغله الشاغل، حيث تطرق للعديد من القضايا وأبرزها قضية الوحدة العربية، والغزو العراقي للكويت.
وكاد يلقى حتفه إثر تعرضه لمحاولة اغتيال بإطلاق الرصاص على سيارته أثناء توجهه إلى المسرح لعرض المسرحية.