دعوات في البصرة للاهتمام بالمبدعين والفنانين الرواد خلال مجلس عزاء فؤاد سالم

السومرية نيوز/ البصرة
شهد مجلس عزاء الفنان فؤاد سالم الذي فارق الحياة في سوريا قبل أربعة أيام توافد مئات البصريين الذي عبروا عن إعتزازهم بفنه ونضاله السياسي، فيما أكدت عائلته أنه فشل قبل أن يشتد به المرض في العثور على موهبة غنائية عراقية تواصل العطاء من بعده، بينما أعلنت الحكومة المحلية عن تخصيص قطعة أرض سكنية لعائلته.

وقال نجل الفنان الراحل حسن فؤاد سالم في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "والدي قبل أن يصاب بالشلل في عام 2010 كان يبحث باستمرار عن موهبة فنية تواصل العطاء من بعده، لكنه لم يفلح في اكتشاف موهبة عراقية بالمستوى الذي يطمح إليه، وقد تخلى عن هذا المشروع مضطراً بعد تدهور حالته الصحية"، مبيناً أن "وزارة الصحة العراقية أخذت على عاتقها تأمين نفقات علاج والدي بعد إصابته بالشلل، فيما أصدرت رئاسة الوزراء أمراً باستثناءه من ضوابط العلاج خارج البلاد، وبعد وفاته قامت السفارة العراقية في دمشق بترتيب اجراءات نقل الجثمان الى بيروت ومنها الى النجف".

ولفت نجل الفنان الراحل الى أن "إهتمام الحكومة العراقية بوضع والدي جاء متأخراً، أي بعد إنتكاس حالته الصحية وإصابته بالعجز، ومع ذلك فإن دعمها كان ملموساً، وقد خفف من معاناتنا"، مضيفاً أن "عائلة فؤاد سالم تثمن للبصريين توافدهم على مجلس العزاء، بحيث لم يقتصر الحضور على أصدقائه وزملائه من أدباء وفنانين وإعلاميين".

من جانبه؛ قال المدير السابق لأعمال الفنان فؤاد سالم صديقه المقرب عودة الضاحي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الفقيد كان فناناً ملتزماً شديد الحرص على وطنه، وكان كريماً جداً، لكنه لم يكن يصرح بكرمه"، موضحاً أن "فؤاد سالم تكفل على نفقته الخاصة بتوفير اجور دراسة الكثير من الطلبة العراقيين خارج العراق منذ عام 1974 ولغاية عام 1982، كما كان يقدم باستمرار مساعدات مالية الى فنانين وإعلاميين يعانون كانوا بحاجة الى المساعدة".

وأشار الضاحي الى أن "فؤاد سالم عندما تلقى نبأ إصابة الفنانة الكبيرة ناهدة الرماح بالعمى إتصل بي فوراً وطلب مني تحويل مبلغاً من المال لها في محاولة منه لمساعدتها على إستعادة بصرها"، معتبراً أن "مواقفه الإنسانية النبيلة لا تعد ولا تحصى، وإدمانه على مساعدة الآخرين لم يفسح له المجال لتكوين ثروة شخصية".

وأكد الضاحي الذي جاء من الكويت لحضور مجلس العزاء الذي يقام في حسينية العبادي الواقعة في منطقة الحيكيمة في البصرة أن "فؤاد سالم كان أكثر الفنانين المعارضين لنظام الحكم السابق جرأة وشجاعة، فقد كان يقارع رأس النظام بلا خوف أو تردد من خلال الفن، ومع ذلك لم يحصد بعد سقوط نظام الحكم السابق غير الإهمال والتهميش"، مضيفاً أن "الراحل عندما عاد متحمساً الى مدينته البصرة للمرة الأولى بعد التغيير في عام 2004 شعر بالغربة وهو في أحضان وطنه، ما دعاه الى العودة الى دمشق التي ظل فيها حتى مماته".

بدوره؛ قال الإعلامي والناشط المدني عبد المطلب كاظم في حديث لـ"السومرية نيوز"، خلال تواجده في مجلس الفاتحة إن "الحكومة العراقية كان ينبغي أن تمد يد المساعدة الى فؤاد سالم قبل أن تسوء حالته الصحية"، مبيناً أن "من واجب الحكومة رعاية الأدباء والفنانين والإعلاميين العراقيين أينما كانوا، وخاصة الرواد والمبدعين منهم".

وفي سياق متصل؛ أصدرت الحكومة المحلية في البصرة تعزية لوفاة الفنان فؤاد سالم تضمنت أمراً للمحافظ ماجد مهدي النصراوي يقضي بتخصيص قطعة أرض سكنية مجانية لعائلته، فيما أصدر المركز الإعلامي في مجلس المحافظة بيان تعزية آخر.

يذكر أن الفنان فؤاد سالم يعد أحد أبرز رواد الأغنية العراقية في عصرها الذهبي خلال السبعينات، وقد عرف بإجادة الكثير من أطوار الغناء العراقي، وكان بدأ الغناء عام 1963، وظل طيلة مسيرته الفنية شديد التأثر بالمطرب العراقي الكبير ناظم الغزالي، بينما كان أول ظهور علني له مطلع السبعينات من خلال مشاركته في أول (أوبريت) غنائي عراقي (بيادر الخير).

يشار الى أن الفنان الراحل ولد في محافظة البصرة في عام 1945، واسمه الحقيقي فالح حسن بريج، وهو ينحدر من عائلة بصرية تحظى بوجاهة اجتماعية رفيعة، وكان جده من الشخصيات الوطنية البارزة، وقد أكمل دراسته في معهد الفنون الجميلة في بغداد، وإنضم قبل تخرجه الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي، وبسبب توجهه السياسي تعرض الى الملاحقة والتضييق حتى إضطر الى الهرب خارج العراق مطلع الثمانينات، فكانت وجهته الأولى الكويت، وظل يتنقل بين عدد من دول الخليج العربي حتى استقر مع عائلته في دمشق لحين وفاته يوم السبت الموافق 21/12/2013، وذلك بعد صراع مرير مع مرض عضال.