السومرية نيوز/
ديالى
نحو 100 قتيل وجريح سقطوا في حادثين منفصلين في شمال شرق وجنوب
بعقوبة خلال شهر كانون
الاول الحالي، في اسلوب جديد اعتمدته الجماعات المسلحة، اسماه المراقبون للشأن الامني المحلي بـ"تفخيخ القبور" والذي اعتبر اخر موضات الموت المجاني الذي يعصف بشرائح واسعة من المجتمع
العراقي في
ديالى منذ اشهر عدة.
ذوو الموتى وهم في حيرة من امرهم من مجريات ماحصل، دفعهم الى ابتكار طريقة وقائية لتأمين مسارات المشيعيين وسط المقابر لتلافي المزيد من الاحزان والمصائب.
تفخيخ القبور اسلوب جديد برز خلال الشهر الحالي
ويقول الخبير الأمني سليم الحيالي لـ"السومرية نيوز"، إن "تفخيخ القبور اسلوب جديد برز في المشهد الامني بديالى خلال شهر كانون
الاول الحالي بحادثين
الاول وقع في مقبرة قرب ناحية الوجيهية، (25كم شمال شرق بعقوبة)، واسفر عن مقتل واصابة نحو 60 مدنيا والثاني حدث في مقبرة ابو ادريس، (3كم جنوب بعقوبة)، واسفر عن مقتل واصابة اكثر من 30 مدنيا".
ويصف الحيالي تفخيخ القبور بأنه "اخر موضات الموت المجاني للعراقيين"، متهما "جماعات مسلحة مختلفة توحدت رؤياها في هدف واحد هو المزيد من دماء الابرياء".
ويؤكد الحيالي أن "ذوي الموتى اصبحوا في مأزق حقيقي بالوقت الحالي وحيرة صعبة للغاية في تأمين طريقة لدفن الاحبة والاصدقاء دون وقوع المزيد من الضحايا في ظل وجود تربص واضح تكرر في حادثين وربما يصبح استراتيجية لاصطياد المزيد من الابرياء في الفترة القادمة".
اسلوب منظم .. والجناة يدركون ما يفعلون
اما المراقب الامني جهاد البكري فقد اكد، أن "قراءة لسيناريو استهداف المقبرتين في
بعقوبة والوجيهية، ( 25كم شمال شرق بعقوبة)، يدلل بانه اسلوب منظم"، موضحا لـ"السومرية نيوز"، أن "الجناة يدركون ما كانوا يفعلون وهدفهم الواضح اشاعة الفتنة الطائفية عبر رمي الاتهامات على جهة معينة".
ويضيف البكري أن "المتابع لمجرى الشائعات التي انطلقت وراء كل الاعتدائين تدلل بأن الجريمتين يراد منهما خلق ردة فعل تسهم في اشعال حريق الطائفية"، مشددا على ضرورة أن "تنتبه لذلك الدوائر الحكومية والعمل على التصدي له من خلال تسريع وتيرة التحقيق لكشف الجناة وابلاغ الراي العام بالحقائق".
اللجوء الى الكشافة لتأمين مسارات المشيعيين
أما عمر غيدان ، (45 عاما)، والذي توفي والده المسن، مساء يوم امس الثلاثاء (10 كانون
الاول الحالي)، بنوبة قلبية بمنزله في اطراف بعقوبة، فقد اشار الى ان "الاسرة تنازلت عن حقها في اقامة مجلس عزاء خوفا من عمليات الاستهداف التي اودت بحياة العشرات من الابرياء خلال الاشهر الماضية".
ويتسائل غيدان "ماذا نفعل الان والمقابر باتت مصائد موت للاحياء، هل نتنازل عن دفن الموتى ونرميهم في الانهر؟"، مشيرا الى ان "مايحدث جريمة انسانية مروعة يراد منها خلق الفوضى والارباك وتغير في منهجية المجتمع العراقي".
ويوضح أن "احد اقاربه ابتكر اطار يؤمن سلامة المشيعين اثناء دخولهم مقبرة تقع في اطراف منطقة الهاشميات، ( 12كم شمال غرب بعقوبة)، عبر ارسال كشافة من الاصدقاء لتأمين مسار الدخول والخروج من المقبرة خوفا من وجود عبوات ناسفة او اجسام غريبة لمنع تكرار مجزرة جديدة تؤدي الى المزيد من الاهات".
محافظة
ديالى مكتوفة الايدي امام موقف امني "حرج"
أما محافظ
ديالى عمر الحميري، فيرى أن "ديالى تمر في موقف امني حرج"، مشيرا الى أن "الخروقات الدامية باتت مشهد شبه يومي يسقط خلاله العشرات من الابرياء".
ويؤكد "نحن مكتوفي الايادي لعدم وجود صلاحيات حقيقية في ادارة دفة الملف الامني ما يدفعنا الى التنديد والتحذير وتسليط الاضواء على الاخطاء"، مضيفا أن "هذا بات غير مقبول لاننا اصحاب ضمائر حية لايمكنها الصمت حيال مجازر حقيقية تضرب المناطق الامنة بين الحين والاخر".
وناشد الحميري "الحكومية المركزية باعطاء صلاحيات امنية طارئة لحكومة
ديالى ومجلسها من اجل تصويب العمل الامني والعمل على اتخاذ قرارات تسهم في مواجهة العنف والتطرف"، لافتا الى ان "بقاء الامر عما عليه سيؤدي الى انتكاسة ولن تنفع الحلول بعد فوات الاوان".
ويشير محافظ
ديالى الى ان "انهر الدماء التي تسفك داخل المحافظة برقبة من ربط
الامن بالسياسة وحاول من خلالها تحقيق مصالح والحفاظ على مكتسبات دون النظر الى معاناة اليتامى وانين الارامل والثكالى".
ويبين الحميري أن "المحافظة فقدت يوم امس 18 شهيدا واكثر من 30 جريحا باعمال عنف متفرقة"، لافتا الى أن "مايحصل امر ليس بالهين وعلينا التصرف بقوة وحسم لان دماء العراقيين غالية".
مصدر امني مطلع في محافظة
ديالى يكشف عن "تشكيل الاجهزة الامنية فريق تحقيق مختص للنظر في ملابسات استهداف مقبرتين في الوجيهية وبعقوبة خلال شهر كانون
الاول الحالي"، لافتا الى ان "هناك خيوط هامة توصلت اليها لجنة التحقيق ستؤمن معرفة الجناة".
ويضيف المصدر أن "الاجهزة الامنية وضعت جملة من الارشادات والتعلميات سيتم نشرها للاهالي لتلافي تكرار التفجيرات في المقابر خلال الفترة القادمة".
وسقط نحو 60 مدنيا بين قتيل وجريح بتفجير عبوة ناسفة في موكب تشيع نجل احد شيوخ العشائر وسط مقبرة في اطراف ناحية الوجيهية، ( 25كم شمال شرق بعقوبة)، في
الاول من شهر كانون
الاول الحالي.
وكان اكثر من 30 مدنيا سقطوا بين قتيل وجريح بتفجير عبوة ناسفة، قبل يومين، وسط مقبرة ابو ادريس، (2 كم جنوب بعقوبة)، اثناء تشييع ضحايا تفجير سيارة مفخخة انفجرت وسط سوق شعبي في ناحية بهرز، ( 8كم جنوب بعقوبة).