بعد ترقب دام منذ تأسيس الدولة العراقية في عشرينيات القرن الماضي ولغاية العام الحالي 2013، أجهضت أحلام العراقيين بالتغني بنشيد وطني غير مستورد لحناً أو كلماتاً، فمن بين خمسة أناشيد، واحد فقط كان لملحن عراقي لكنه بلا كلمات، أما الأربعة الأخرى فكانت من نصيب شعراء وملحنين عرب وأجانب.
السومرية نيوز/ بغداد
بعد ترقب دام منذ تأسيس الدولة العراقية في عشرينيات القرن الماضي ولغاية العام الحالي 2013، أجهضت أحلام العراقيين بالتغني بنشيد وطني غير مستورد لحناً أو كلماتاً، فمن بين خمسة أناشيد، واحد فقط كان لملحن عراقي لكنه بلا كلمات، أما الأربعة الأخرى فكانت من نصيب شعراء وملحنين عرب وأجانب.
وكان من المفترض أن يصوت مجلس النواب، اليوم الخميس، على النشيد الوطني العراقي إلا أن اشتراط الأكراد إضافة بيت شعر بلغتهم، ومطالبة البعض باختتام النشيد بعبارة "عاش العراق" على أن يتم ترديدها بجميع اللغات العراقية، حال دون تحقيق هذه الأمنية التي طال انتظارها.
فقد ذكر رئيس لجنة الثقافة والإعلام البرلمانية علي الشلاه، خلال مؤتمر صحفي عقده، اليوم، في مبنى البرلمان وحضرته "السومرية نيوز"، إن "البرلمان أجل التصويت على مقترح قانون النشيد الوطني، بعد أن تم الاتفاق بين جميع الأعضاء على تمريره خلال هذه الجلسة".
وعزا ذلك إلى "وجود مقترح بإضافة بيت شعر واحد باللغة الكردية للنشيد، واختتام النشيد بعبارة عاش العراق باللغات العراقية جميعها"، مشيراً إلى أنه "إذا تم التصويت على البيت الكردي فسيكون النشيد باللغة العربية وبيت بالكردية، أما إذا لم يحصل ذلك فسيكون باللغة العربية مع عبارة عاش العراق باللغات العراقية جميعها".
ويتحدث العراقيون بسبع لغات أساسية هي، العربية، والكردية، والتركمانية، والآشورية، والسريانية، والمندائية، والشبكية، إلى جانب ما يزيد على عشر لهجات محلية.
وكان من المفترض أن يناقش مجلس النواب، اليوم، الوضع الأمني في محافظة ديالى وأن يصوت على النشيد الوطني ومشروع قانون وزارة الخارجية، ومشاريع قوانين أخرى، إلا أنها شهدت بالإضافة إلى اعتراض الأكراد والمطالبة بترديد ختامة النشيد بلغات عدة، تغيب 136 نائباً.
ومنذ تأسيس دولة العراق الحديث عام 1921، ومع كل تغيير في نظام الحكم، كان النشيد الوطني العراقي للتغيير، فبعد تنصيب فيصل الأول ملكا على العراق، أعلن في العام 1924 عن مسابقة لتلحين أول سلام ملكي وخصصت جائزة مالية لمن يفوز بتلك المسابقة، واشترك فيها عدد من الموسيقيين الأجانب وفاز من بينهم الضابط الإنكليزي الميجر جي. ار. موري، وعزف هذا السلام لأول مرة لحناً بدون كلمات، من قبل جوقة الحرس الملكي في مجلس الأمة داخل البلاط الملكي ومقر وزارة الدفاع.
وفي عهد الزعيم عبد الكريم قاسم، بادر الموسيقار العراقي المسيحي الراحل لويس زنبقة بتلحين السلام الجمهوري، وكان أيضاً بلا كلمات، ليكون أول نشيد وطني عراقي صرف، إلا أن ذلك لم يدم سوى وقت قصير ليحل محله نشيد "والله زمان يا سلاحي"، وهو نشيد مصري لحنه كمال الطويل وكتب كلماته صلاح جاهين وغنته أم كلثوم، ليصبح نشيداً وطنياً للعراق بنغمات وكلمات وأداء مصري خلال عهد الرئيسين الشقيقين عبد السلام وعبد الرحمن عارف، ولغاية العام 1981.
لتأتي حقبة حكم البعث بنشيد جديد وهو "وطن مد على الأفق جناحا" من تأليف الشاعر السوري شفيق الكمالي وألحان اللبناني وليد غليمة، نشيد تردد حتى عام 2003 ليتم استبداله بنشيد "موطني" وهو الآخر من ألحان اللبناني محمد فليفل وكلمات الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان كتبه عام 1934.
وصوت مجلس النواب العراقي مبدئياً قبل عام من الآن وتحديداً في (12 تموز 2012)، على قصيدة شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري "سلام على هضبات العراق"، كنشيد وطني لجمهورية العراق، ليكون سادس نشيد وطني يتردد في أرجاء الدولة العراقية الحديثة، إلا أن صدى هذا النشيد ما زال مكبوتاً لغاية الآن لحين اتفاق الكتل البرلمانية على منحه الحرية.