لغط بشأن تأجيل عرض فيلم لفيصل الياسري ودائرة السينما تؤكد أن الأسباب تنظيمية

السومرية نيوز / بغداد
أثار تأجيل عرض فيلم للمخرج العراقي فيصل الياسري، أمس الاثنين، لغطا بين أوساط المعنيين بشؤون السينما، فيما أكدت دائرة السينما والمسرح التابعة لوزارة الثقافة أن تأجيل الفيلم جاء لأسباب تنظيمية.

وكان من المفترض أن يعرض الفيلم الذي يحمل عنوان "بغداد حلم وردي" في احتفال نظمته دائرة السينما والمسرح على قاعة المسرح الوطني، أمس، للاحتفاء بعيد السينما العراقية، والفيلم هو أول نتاجات مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية لعام 2013.

وقال مخرج سينمائي كان حاضرا في الاحتفال في حديث لـ"السومرية نيوز"، انه "بعد انتهاء مراسيم توزيع الجوائز، كان الجمهور يتوقع مشاهدة فيلم المخرج فيصل الياسري، لكنه فوجئ بإعلان مدير دائرة السينما والمسرح نوفل ابو رغيف بأن الفيلم يحتاج الى يوم خاص به لعرضه"، مبينا أن "ابو رغيف أخبر الحاضرين أنه سيتم عرض فيلم قصير للمخرج الراحل فاروق القيسي عنوانه (اغتيال مع وقف التنفيذ) لأن الوقت لا يسمح بعرض فيلم الياسري الطويل".

ويبلغ طول فيلم القيسي (اغتيال مع وقف التنفيذ) أقل من 30 دقيقة، فيما يبلغ طول فيلم الياسري (بغداد حلم وردي) نحو ساعتين.

وأضاف المخرج، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن "الياسري اعتلى المنصة بعد إعلان ابو رغيف وأكد انه لم يعلم بتأجيل عرض فيلمه إلا قبل لحظات قليلة"، مشيرا الى ان "الياسري أعلن من على المنصة انه كان مقررا أن ينظم اعتصاما داخل قاعة العرض وأن يطلب من الجمهور الاعتصام معه إلى أن يتم عرض الفيلم او يحضر وزير الثقافة سعدون الدليمي".

وأوضح المخرج السينمائي أن "لغطا دار في القاعة على اثر ذلك، فيما أعرب مخرج الفيلم (فيصل الياسري) عن اعتقاده بأن السبب الحقيقي لتأجيل عرض الفيلم أنه يحتوي على رسالة سياسية دفعت وزارة الثقافة الى إصدار أمر بعدم عرض الفيلم"، على حد قوله.

وقال المخرج السينمائي إن "الاحاديث الخاصة التي دارت في أروقة المسرح الوطني بين الحاضرين من السينمائيين والمثقفين، عقب انتهاء فعاليات الحفل، أشارت إلى أن سبب تأجيل الفيلم هو انتقاده الحاد لما حدث ويحدث في العراق بعد التغيير السياسي في 2003".

وبين المخرج أن "الأفلام المنتجة في إطار مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية تخضع للفحص من قبل لجنة تتألف من 5 إلى 7 مختصين بالشأن السينمائي في دائرة السينما والمسرح، كما أن سيناريو كل فيلم يحال إلى مختصين في وزارة الثقافة لغرض فحصه"، متابعا "لذا فإن وزارة الثقافة مطلعة على محتوى فيلم الياسري وبقية الأفلام، ومنعها لعرض أحد هذه الأفلام يثير الاستغراب".

ولم يتسن للسومرية نيوز تأمين اتصال مع المخرج فيصل الياسري للاستفسار منه عن تفاصيل الموضوع.

وبمقابل ذلك، أبدت دائرة السينما والمسرح استغرابها من هذا الجدل، عازية سبب تأجيل عرض فيلم الياسري إلى أسباب تنظيمية تتعلق بضيق وقت الاحتفال.

وقال مدير الدائرة نوفل ابو رغيف في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "وزير الثقافة سعدون الدليمي كان حريصاً على حضور عرض فيلم الياسري لكنه لم يتمكن من الحضور لارتباطات خاصة"، مبينا أنه "كان من المفترض حضور الوزير في الساعة العاشرة صباحا لتنطلق فقرات الاحتفال، لكن عدم حضوره تسبب بتأخير انطلاق الفقرات حتى الساعة الحادية عشر".

وأوضح ابو رغيف انه "حتى الساعة الواحدة والنصف ظهرا لم تنجز الفعاليات التي تضمنت عروضا فنية وتكريما لعدد من الفنانين الرواد والشباب"، مشيرا الى أن "طول الفيلم الذي كان من المفترض عرضه يبلغ نحو ساعتين".

وأضاف ابو رغيف ان "ما تم اقتراحه هو أن يعرض الفيلم في يوم خاص وأن لا يتزامن مع منهاج احتفال يتضمن معارض وتكريما وغير ذلك"، مؤكدا "اقترحت أنا شخصيا أن يكون هناك اسبوع او خمسة ايام للسينما العراقية يتم خلالها عرض الأفلام بشكل خاص، وأن لا يكون العرض كفعالية ثانوية".

وتابع "تحدثت شخصيا مع مخرج الفيلم بشكل دقيق وواضح، وكان موجودا معنا على منصة الحفل يوزع الجوائز والهدايا للفنانين الذين تم تكريمهم"، لافتا الى انه "بقي من الوقت ما يتسع لعرض فيلم للراحل فاروق القيسي، وهو فيلم قصير لا يتجاوز الـ30 دقيقة".

وأشار ابو رغيف الى انه "تكريما للقيسي الذي توفي قبل أشهر تم عرض فيلمه الذي أنجزه ضمن مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية أيضا والذي يحمل عنوان (اغتيال مع وقف التنفيذ)"، مضيفا "أستغرب من الاحاديث التي دارت بهذا الخصوص، والتي اسمعها يوميا في كل مكان".

وأكد ابو رغيف أن "الياسري كان متفهما لما جرى ولم يبد امتعاضه"، مشددا على أن "وزارة الثقافة ليس لها أي تحفظ على أي فيلم من أفلام مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013".