السومرية
نيوز/
البصرة
حذر باحثون
خلال مؤتمر عقد في البصرة، الاثنين، من تفاقم التلوث البيئي في المحافظة، وفيما
دعت إحدى
المنظمات الى تنفيذ استراتيجية تستغرق 25 عاماً لخفض معدلات التلوث، أبدى
مجلس
المحافظة استعداده لتنفيذ مشاريع واتخاذ قرارات تسهم في تحسين البيئة.
وقال رئيس
مؤسسة بنك العقول للتأهيل العلمي والفكري الدكتور قيس سلمان المياحي في حديث
لـ"
السومرية نيوز"، إن "المؤسسة ساهمت بعقد مؤتمر في مقر مجلس
المحافظة لتسليط الأضواء من قبل باحثين وخبراء على التداعيات الخطيرة لتفاقم ظاهرة
التلوث البيئي في البصرة"، مبيناً أن "المؤسسة اقترحت خلال
المؤتمر على
المجلس تبني وتمويل استراتيجية يستغرق تنفيذها 25 عاماً على الأقل، وتهدف الى خفض
نسب التلوث والحد من تأثيره".
ولفت المياحي
الى أن "الاستراتيجية التي وضعتها المؤسسة يتطلب تنفيذها عشرات مليارات
الدولارات، وتتضمن في جانب منها زراعة ملايين النخيل"، مضيفاً أن "آلاف
البصريين فقدوا حياتهم بسبب أمراض السرطان الناجمة في معظمها عن التلوث، ولذلك
يفترض الإسراع بتنفيذ الاستراتيجية لجعل حياة الأجيال المقبلة أفضل".
من جانبه،
قال أستاذ الكيمياء في جامعة
البصرة الدكتور فارس جاسم الإمارة في حديث
لـ"
السومرية نيوز"، إن "الدراسات التي أجراها باحثون في الجامعة
خلال الأعوام القليلة الماضية تفيد كلها بتلوث الهواء والتربة والماء في
البصرة
بشكل خطير، بحيث أن كل نسب التلوث المسجلة تفوق الحدود المسموح بها عالمياً"،
موضحاً أن "مياه
البصرة ملوثة بكل شيء، ومحطات تصفية وضخ المياه عاجزة عن
تنقية المياه من الملوثات السامة والمسرطنة".
وأشار
الإمارة الى أن "ارتفاع معدلات التلوث في
البصرة يعود الى تنامي عمليات إنتاج
النفط، وكثرة المنشآت الصناعية التي لا تلتزم بالمحددات البيئية، وسوء إدارة قطاع
المجاري، فضلاً عن الحروب التي أسفرت عن تلوث العديد من المناطق باليورانيوم
المنضب"، معتبراً أن "التلوث الذي تواجهه
المحافظة من الصعب التخلص منه
حتى بعد أكثر 100 عام من العمل المتواصل"، مضيفاً أن "الزيادة في معدلات
الإصابة بالأمراض السرطانية والتشوهات الخلقية هي من أسوء تأثيرات التلوث البيئي
على سكان المحافظة".
وبحسب مساعد
رئيس جامعة
البصرة الدكتور ساجد حسن علي فإن "الإجراءات السريعة التي يجب
اتخاذها لحماية البيئة تتضمن تفعيل مجلس حماية البيئة وإنشاء محطات لمراقبة البيئة
في عدد من مناطق المحافظة" مؤكداً في حديث لـ"
السومرية نيوز"، أن
"حياة الإنسان ليس وحدها مهددة، بل الكثير من الناباتات والحيوانات انقرضت من
بيئة
المحافظة بسبب التلوث".
بدوره، قال
رئيس مجلس
المحافظة صباح حسن البزوني في حديث لـ"
السومرية نيوز"، إن
"
المجلس دعا الباحثين المشاركين في
المؤتمر الى إقتراح مشاريع تسهم في الحفاظ
على البيئة ليتسنى لنا إدراجها ضمن المشاريع المتعلقة بموازنة العام الحالي"،
مبيناً أن "
المجلس لن يتردد بعد اليوم في وضع تشريعات محلية تساعد على التقليل
من ظاهرة التلوث، وذلك بسبب عجز مجلس النواب عن تشريع قوانين من هذا النوع".
يذكر أن
محافظة البصرة، نحو 590 كم جنوب بغداد، تتبوء المرتبة الأولى على مستوى العراق من
حيث معدلات تلوث الماء والهواء والتربة، إذ يؤكد مختصون أن معظم الملوثات التي
تتخلص منها المحافظات الأخرى في نهري دجلة والفرات تجد طريقها الى شط العرب الذي
تروى منه أغلب الأراضي الزراعية في البصرة، كما تضخ مياهه المالحة الى الكثير من
المناطق والأحياء السكنية بعد خلطها مع مياه (قناة البدعة).
ومازالت
العديد من المناطق الحدودية في
البصرة توجد فيها آليات عسكرية مدمرة وهياكل دبابات
خطت عليها بالدهان تحذيرات تفيد بأنها "ملوثة باليورانيوم"، فيما يضم
قضاء شط العرب لوحده مئات آلاف الألغام التي خلفتها الحرب العراقية الإيرانية
(1980-1988)، أما مخلفات الصناعة النفطية، وخاصة كميات الغاز المصاحب الهائلة التي
تهدر حرقاً في الهواء، فهي من أهم عوامل تلوث الهواء، فضلاً عن غاز أول أوكسيد
الكاربون المنبعث من من السيارات والبواخر والمولدات الأهلية التي يعتمد عليها
السكان في إمداد بيوتهم وأماكن عملهم بالكهرباء نتيجة تردي قطاع الكهرباء في
المحافظة التي تعد مركز صناعة النفط
في العراق، ومن أهم المدن النفطية في العالم، إذ أنها تنتج نحو مليونين و260 ألف
برميل يومياً، ومن خلال مستودعاتها الساحلية وموانئها ومنصاتها البحرية العائمة
تصدر معظم كميات النفط العراقي بمعدل مليونين و200 ألف برميل يومياً.