ويُثير هذا القرار تساؤلات حول تأثير هذه الخطوة على عمل الشركات الحالية، وخاصة زين
العراق وآسيا سيل، اللتين تهيمنان على قطاع الاتصالات.
الوضع الحالي لشركات الاتصالات في
العراق
يعمل في
العراق ثلاث شركات رئيسية في مجال الهاتف النقال:
-زين العراق: تُعتبر من أكبر شركات الاتصالات في البلاد، وتقدم خدماتها لقاعدة واسعة من المشتركين.
-آسيا سيل: شركة رائدة أخرى في السوق العراقي، تُقدم خدمات متنوعة للمشتركين في مختلف أنحاء البلاد.
-كورك تيليكوم: تركز بشكل أساسي على
إقليم كردستان، لكنها تقدم خدماتها أيضًا في بعض المناطق الأخرى.
تُشير التقارير إلى وجود مستحقات مالية كبيرة على هذه الشركات لصالح
الحكومة العراقية.
فمثلًا، بلغت مستحقات شركة
آسيا سيل نحو 121 تريليون دينار، بينما تُقدر مستحقات شركة زين
العراق بأكثر من 4 ملايين دولار وفقا لوسائل إعلامية.
فيما وجهت هيئة الإعلام والاتصالات، في 18 شباط الماضي، بقطع خدمة الإنترنت عن شركة
كورك للاتصالات، وبينت ان ذلك جاء بسبب عدم التزامها بتسديد الديون المستحقة عليها واستمرارها في المخالفات المسجلة بحقها، ولحثها على تسديد ما بذمتها من ديون.
تأسيس
الشركة الوطنية للهاتف النقال: الأهداف والدوافع
تهدف
الحكومة العراقية من خلال تأسيس
الشركة الوطنية للهاتف النقال إلى:
-تعزيز المنافسة: إدخال لاعب جديد في السوق قد يُحفز الشركات الحالية على تحسين خدماتها وتخفيض أسعارها.
-تحسين جودة الخدمات: تقديم خدمات اتصالات ذات جودة عالية للمواطنين بأسعار مناسبة.
-زيادة الإيرادات الحكومية: من خلال امتلاك الدولة لشركة اتصالات، يمكن زيادة الإيرادات المباشرة للخزينة العامة.
تأثير
الشركة الوطنية على زين وآسيا سيل
ومن المتوقع أن يكون لتأسيس
الشركة الوطنية للهاتف النقال تأثيرات متعددة على شركتي زين وآسيا سيل:
1-زيادة المنافسة: دخول
الشركة الوطنية سيُعزز المنافسة في السوق، مما قد يدفع زين وآسيا سيل إلى تحسين جودة خدماتهما وتقديم عروض أكثر جاذبية للمشتركين للحفاظ على حصتهما السوقية.
2-تأثير مالي: مع وجود منافس جديد، قد تضطر الشركات الحالية إلى خفض أسعارها أو زيادة استثماراتها في تحسين الشبكات، مما قد يؤثر على هوامش أرباحها.
3-تحسين الخدمات: المنافسة المتزايدة قد تؤدي إلى تسريع تبني التقنيات الحديثة وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمشتركين.
4-إعادة التفاوض على العقود والتراخيص: قد تسعى الحكومة إلى إعادة تقييم شروط التراخيص والعقود مع الشركات الحالية لضمان تحقيق أفضل عوائد للدولة وضمان التزام الشركات بمعايير الجودة.
التحديات المحتملة أمام
الشركة الوطنية
على الرغم من الفوائد المحتملة، قد تواجه
الشركة الوطنية للهاتف النقال عدة تحديات:
-البنية التحتية: تأسيس شبكة اتصالات جديدة يتطلب استثمارات ضخمة في البنية التحتية والتكنولوجيا.
-المنافسة القوية: منافسة شركات راسخة مثل زين وآسيا سيل التي تمتلك خبرة طويلة وقاعدة عملاء واسعة.
-الجوانب التنظيمية: ضرورة التنسيق مع الجهات المنظمة وضمان الامتثال للمعايير الدولية والمحلية.
ويُعتبر تأسيس
الشركة الوطنية للهاتف النقال خطوة استراتيجية قد تُحدث تحولًا في سوق الاتصالات العراقي.
ومن المتوقع أن يؤدي دخول هذه الشركة إلى تعزيز المنافسة وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
ومع ذلك، ستحتاج الشركات الحالية مثل زين وآسيا سيل إلى التكيف مع هذا الواقع الجديد من خلال تحسين خدماتها وتقديم عروض مبتكرة للحفاظ على مكانتها في السوق.