إلا أن محافظة كربلاء كانت الأقل تأثرًا بهذه الأمطار، الأمر الذي أثار إعجاب المواطنين وأدى إلى إشادة واسعة بالحكومة المحلية والتخطيط السليم للبنية التحتية.
كربلاء.. نموذج في إدارة البنية التحتية
وتعد كربلاء من المحافظات التي عملت خلال السنوات الأخيرة على تطوير شبكات تصريف المياه وتحسين البنية التحتية، وهو ما أسهم بشكل واضح في الحد من الأضرار الناجمة عن الأمطار.
ووفقًا لتقارير محلية، فإن الفرق الخدمية والبلدية في
المحافظة كانت مستعدة لمواجهة أي طارئ من خلال خطط مسبقة تضمنت تنظيف المجاري، وتعزيز عمل محطات الضخ، والاستجابة السريعة لأي تجمعات مائية قد تعيق حركة السير.
وفي هذا السياق، أكد أحد المسؤولين بالمحافظة "لقد تم وضع خطط استباقية قبل موسم الأمطار لضمان عدم تأثر شوارع المحافظة، وشملت هذه الخطط أعمال صيانة دورية وتنظيفات مستمرة للمجاري والأنفاق، بالإضافة إلى مراقبة محطات تصريف المياه لضمان عملها بكفاءة عالية".
إشادة شعبية وثناء على الجهود الحكومية
المواطنون في كربلاء عبّروا عن ارتياحهم للإجراءات المتخذة، مشيرين إلى أن "مدينتهم لم تشهد غرق الشوارع أو تعطيل الحياة اليومية كما حدث في بعض المحافظات الأخرى".
ويقول المواطن علي الكربلائي وهو أحد سكان المدينة "في السابق، كنا نعاني من مشاكل في تصريف مياه الأمطار، لكن هذا العام كان الوضع مختلفًا تمامًا"، مقدما الشكر "للحكومة المحلية على جهودها واهتمامها بالبنية التحتية".
بينما أشار آخرون إلى "أهمية استمرار هذه الجهود وتحسينها بشكل دوري لتجنب أي مشاكل مستقبلية، خصوصًا مع التغيرات المناخية التي قد تؤدي إلى زيادة كميات الأمطار في السنوات القادمة".
أسباب نجاح كربلاء في تجنب أزمة الأمطار
ووفقًا للخبراء في مجال البنية التحتية، فإن هناك عدة عوامل ساعدت كربلاء على أن تكون الأقل تأثرًا بالأمطار الأخيرة، من أبرزها:
-تطوير شبكات تصريف المياه: شهدت
المحافظة تحسينات كبيرة في أنظمة التصريف، بما في ذلك توسعة المجاري وصيانة المضخات الرئيسية.
-التخطيط المسبق والاستعداد المبكر: قامت الجهات المعنية بوضع خطط استباقية قبل بدء موسم الأمطار، ما ساهم في تقليل تأثيرها.
-استجابة فورية من الفرق الخدمية: عملت الفرق البلدية بسرعة على إزالة أي تجمعات مائية ومنع حدوث انسدادات في المجاري.
-بنية تحتية محدثة: على مدار السنوات الماضية، شهدت
المحافظة مشاريع تطويرية كبيرة عززت من قدرتها على تحمل الأمطار الغزيرة.
دعوات للاستمرار في التطوير
وعلى الرغم من النجاح الذي حققته كربلاء في إدارة الأزمة، دعا مختصون إلى "الاستمرار في تطوير البنية التحتية ومراقبة أي نقاط ضعف قد تؤثر في المستقبل".
وأكدوا على "أهمية تبادل الخبرات بين المحافظات للاستفادة من تجربة كربلاء في مواجهة الأمطار".
ويؤكد المهندس حسن الموسوي، خبير في هندسة البنية التحتية، أن "ما حدث في كربلاء يعكس أهمية التخطيط المسبق والاستعداد الجيد، وهو نموذج يمكن لبقية المحافظات الاستفادة منه لتجنب المشاكل التي تتكرر سنويًا مع موسم الأمطار".
وتعكس تجربة كربلاء في التعامل مع الأمطار الأخيرة نجاحًا لافتًا في الإدارة والتخطيط، ما جعلها نموذجًا يُحتذى به بين المحافظات العراقية.
ويبقى التحدي المستقبلي في ضمان استمرارية هذه الجهود وتعزيزها لمواجهة أي تغيرات مناخية غير متوقعة.