ما هو الفرق بين الحمى القلاعية والحمى النزفية؟
تُعد الحمى القلاعية (Foot-and-Mouth Disease - FMD) من أخطر الأمراض الفيروسية التي تصيب الحيوانات ذات الظلف المشقوق، مثل الأبقار، الأغنام، الماعز، والخنازير.
ويتميز المرض بسرعة انتشاره وتأثيره السلبي على الإنتاج الحيواني، مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة.
كما يمثل تحديًا للصحة البيطرية في
الدول التي تعتمد على الثروة الحيوانية كمصدر رئيسي للغذاء والدخل القومي.
ويُعتبر مرض الحمى القلاعية من أكثر الأمراض المسببة للأوبئة الحيوانية، حيث يؤدي إلى انخفاض إنتاج
الحليب واللحوم، ويعرقل
التجارة الحيوانية العالمية بسبب القيود المفروضة على نقل واستيراد الحيوانات المصابة أو المعرضة للإصابة.
مسبب المرض وطبيعته الفيروسية
ينجم المرض عن فيروس الحمى القلاعية (FMDV)، وهو أحد الفيروسات التي تنتمي إلى عائلة Picornaviridae، ويتميز بأنه صغير الحجم لكنه شديد العدوى.
الأنواع المصلية للفيروس
يتميز الفيروس بوجود سبعة أنواع مصلية رئيسية، وهي:
1-O
2-A
3-C
4-SAT-1
5-SAT-2
6-SAT-3
7-Asia-1
وتعد هذه السلالات مختلفة مناعيًا، مما يعني أن إصابة الحيوان بنوع معين لا تمنحه مناعة ضد الأنواع الأخرى، مما يُعقد عملية الوقاية والتطعيم.
طرق انتقال المرض
ينتقل الفيروس بسهولة بين الحيوانات المصابة والسليمة بعدة طرق، منها:
1-الاتصال المباشر
• عن طريق اللعاب، الحليب، البول، والبراز للحيوانات المصابة.
• استنشاق الرذاذ المتطاير من فم وأنف الحيوان المصاب.
2- الاتصال غير المباشر
• انتقال الفيروس من خلال الأدوات الملوثة مثل الملابس، الأحذية، المعدات الزراعية، وأدوات الحلب.
• المركبات التي تنقل الحيوانات قد تكون سببًا في نشر العدوى.
3-الانتقال عبر الهواء
• يستطيع الفيروس الانتقال عبر الهواء لمسافات طويلة، خصوصًا في البيئات الرطبة والمناطق ذات الرياح القوية.
4- الانتقال عبر الأعلاف والمياه الملوثة
• يمكن أن ينتقل الفيروس عن طريق تناول الحيوانات للمياه أو الأعلاف الملوثة بالفيروس.
الأعراض السريرية للمرض
تظهر أعراض الحمى القلاعية بسرعة بعد الإصابة، وعادةً تتراوح فترة الحضانة بين 2 إلى 14 يومًا.
وتختلف حدة الأعراض حسب نوع الحيوان المصاب، ولكن بشكل عام تشمل:
الأعراض الرئيسية
1- الحمى العالية (تصل إلى 41 درجة مئوية).
2-فقدان الشهية وانخفاض إنتاج
الحليب في الأبقار.
3-ظهور بثور مملوءة بسائل على الفم، اللسان، الشفتين، اللثة، الضرع، وبين الأظلاف.
4- سيلان اللعاب بكثرة نتيجة الألم في الفم.
5-تورم القدمين وظهور تقرحات بينها مما يؤدي إلى صعوبة في المشي.
6- انخفاض الوزن بسبب صعوبة تناول الطعام.
7-إجهاض الأجنة في بعض الحالات بسبب الإجهاد الفيروسي على الحيوان.
اما الحمى النزفية فهي:
تنتشر الحمى النزفية الفيروسية عن طريق مُخالطة الحيوانات أو الحشرات المصابة بالعدوى. وتشمل في غالبية الأحيان البعوض أو القراد أو القوارض أو الخفافيش.
مع الإشارة إلى إمكانية انتقالها من إنسان إلى آخر عن طريق الاتصال الجنسي، أو اللعاب ومختلف سوائل الجسم.
أما فترة الإصابة بالحمى النزفية فتختلف من يومين إلى 21 يومًا وتشمل أعراضها الأولية:
الارتفاع في درجة الحرارة
صداع الرأس
الإعياء
وجع في البطن
ألم في العضلات
وفي الحالات المتقدمة تشمل الأعراض:
القيء والإسهال الدموي
النزف تحت الجلد، في الأعضاء الداخلية، أو من فتحات الجسم مثل الفم أو العينين أو الأذنين
الطفح جلدي
الغيبوبة
الهذيان
الفشل الكلوي
وبالنسبة إلى العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالحمّى فتتلخّص بـ:
التواجد مع أشخاص مصابين بالحمى
ذبح الحيوانات المصابة أو أكلها
مشاركة الإبر المستخدمة لحقن الأدوية من خلال الوريد
ممارسة الجنس من دون وقاية
العمل بالخارج أو في المباني الموبوءة بالفئران
التعرض لدم مصاب أو سوائل الجسم الأخرى
وبسبب غياب الرقابة وضعف الاحترازات الصحية والضوابط الوقائية في عمل الملاحم، وذبح الحيوانات المريضة من دون فحص ورقابة، يتخوّف المعنيون من تحوّلها إلى وباء في
العراق.
ورغم أن الوقاية من الحمى النزفية الفيروسية أمر صعب، يعتبر لقاحًا الحُمّى الصفراء وإيبولا بشكل عام آمنين وفعالين بالإضافة إلى ضرورة ارتداء قفازات وواقيات العينين والوجه. هذا وتشمل الاحتياطات أيضًا توخي الحذر عند التعامل مع عينات المختبرات والنفايات وتطهيرها والتخلص منها.