ازدحام الطرق، يزايد التلوث البيئي، ويستنزف البنى التحتية ورغم أن العديد من
الدول تعتمد حلولًا فعالة، مثل قرارات تحدّ من زيادة السيارات، لا يزال قرار "تسجيل سيارة جديدة مقابل إسقاط أخرى" معلقًا في
العراق.
هذا التأخير قوبل بانتقادات واسعة من قبل خبراء ومواطنين، الذين يرون أن غياب التطبيق يعكس ضعفًا إداريًا، اقتصاديًا، وقصورًا في الإرادة السياسية.
وتشير الإحصائيات إلى أن عدد
السيارات في
العراق تضاعف خلال
العقد الماضي، دون وجود ضوابط للحد من ذلك.
ويُنتقد عدم تطبيق القرار باعتباره تقصيرًا في مواجهة هذا التحدي الذي يؤثر على الحياة اليومية للمواطنين.
كما ان شوارع المدن الكبرى، مثل
بغداد والبصرة، غير مصممة لاستيعاب هذا العدد الهائل من
السيارات.
وهذا القصور يتطلب سياسات صارمة كقرار الإسقاط، لكن غياب التطبيق يزيد من تدهور الوضع.
و تُعد
السيارات القديمة واحدة من أكبر مصادر التلوث في العراق، بسبب استهلاكها العالي للوقود وانبعاثاتها الضارة.
ويرى منتقدو التأخير أن "القرار كان يمكن أن يُساهم في تحسين جودة الهواء وتقليل الأمراض المرتبطة بالتلوث".
وأن عدم اتخاذ إجراءات حاسمة مثل هذا القرار يعتبر مؤشرًا على غياب الاهتمام بالقضايا البيئية التي تؤثر على الصحة العامة.
ويُنتقد عدم تطبيق القرار باعتباره دليلاً على غياب خطط حكومية فعّالة للتعامل مع أزمة
السيارات.
ويرى البعض أن التأخر في تطبيق القرار يعكس ضعف الإرادة السياسية لمواجهة الضغوط التي قد تأتي من جهات مستفيدة من استمرار الوضع الراهن.
وذكر مراقبون ان "عدم تطبيق القرار يفتح المجال أمام الاستيراد العشوائي للسيارات دون ضوابط، مما يضعف الاقتصاد المحلي ويؤدي إلى تدفق الأموال للخارج".
ويؤكد خبراء النقل والبيئة أن "قرار تسجيل سيارة جديدة مقابل إسقاط أخرى، كان سيحقق فوائد كبيرة في تقليل الازدحام والتلوث"، منتقدين "غياب الاستجابة السريعة من الجهات المعنية".
ودعا عدد منهم إلى "وضع خطة متكاملة تشمل تطبيق القرار تدريجيًا، مع مراعاة الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية".
فيما عبر مواطنون عن استيائهم "من الاختناقات المرورية اليومية"، مؤكدين أن "تأخر الحكومة في اتخاذ خطوات حاسمة، مثل تطبيق القرار، يعكس تهاونًا في خدمة المصلحة العامة".
وشددوا "على أن القرار كان يمكن أن يخفف من التكاليف المرتبطة بالازدحام، مثل استهلاك الوقود الزائد وإهدار الوقت"، مطالبين "منظمات بيئية ومدنية بتفعيل القرار كجزء من التزام
العراق بمعايير التنمية المستدامة، خاصةً مع تزايد المخاوف العالمية من التغير المناخي.
آثار عدم تطبيق القرار
ان استمرار ارتفاع أعداد
السيارات يعني أن الاختناقات ستزداد حدة، ما سيؤدي إلى تأثيرات سلبية على الاقتصاد الوطني بسبب إهدار الوقت والطاقة.
كما ان استمرار تشغيل
السيارات القديمة الملوثة سيؤدي إلى زيادة في معدلات الأمراض المرتبطة بالتلوث، مثل الربو وأمراض القلب.
ان الفشل في تنظيم سوق
السيارات واستمرار الاستيراد العشوائي يؤدي إلى إهدار الفرص لتطوير الصناعة المحلية أو الاستثمار في النقل العام.
ومن الممكن بدء تنفيذ القرار تدريجيًا، مع تقديم حوافز لتشجيع المواطنين على إسقاط سياراتهم القديمة، كما ان الاستثمار في تطوير شبكات النقل العام لتوفير بدائل عملية للسيارات الخاصة، وإطلاق برامج تعويض أو دعم مالي للأسر التي تعتمد على
السيارات القديمة كمصدر دخل، فضلا عن نشر الوعي حول أهمية القرار وفوائده البيئية والاقتصادية للمجتمع، وضمان تنفيذ القرار بشكل عادل ومنع التلاعب أو استغلاله بطرق غير قانونية.
إن عدم تطبيق قرار تسجيل سيارة مقابل إسقاط أخرى يعكس ضعفًا في التعامل مع واحدة من أكبر الأزمات التي تواجه
العراق اليوم. بينما تتزايد الانتقادات من مختلف الأطراف، يبقى الحل في تبني سياسات حازمة وفعّالة تخدم مصلحة المواطن، البيئة، والاقتصاد على المدى الطويل.
الوقت لا يزال متاحًا للبدء بإصلاحات جدية تعيد التوازن للطرق العراقية وتضمن مستقبلًا أفضل للأجيال القادمة.