ترشيد استهلاك الوقود والتخلص من الاعطال.. الاقبال على المميزات يسرع السقوط
سيارات الهايبرد أو
السيارات الهجينة، انتقالة جديدة بدأت تغزو
سوق السيارات والشوارع في العراق، وهذا النوع من
السيارات يعمل على الوقود الاحفوري المتمثل بالبنزين والكَاز وتعمل على
الكهرباء ايضًا في ذات الوقت، وبفعل عدة عوامل مختلفة،
أصبح الاقبال عليها متزايدًا.. فالسيارات الهجينة تستهلك وقودًا اقل بنسبة تبلغ 40% لقطع ذات المسافة التي تقطعها
السيارات بالوقود المعتاد، فضلا عن أنها ستكون "محمية" من مشاكل رداءة البنزين واعطال الفيت بم و النوزلات وغيرها من أجزاء منظومة الوقود في العجلات التي تعد أكثر الأجزاء تعرضا للاعطال في
العراق نتيجة لرداءة البنزين.
الاعفاءات من الجمرك والرسوم تزيد جاذبية "الهايبر" وترفع "ارباح القراصنة
فضلًا عن هذه العوامل الجاذبة، تعد مسألة الإعفاءات الجمركية والرسوم التي تمنحها الحكومة العراقية لهذا النوع من العجلات فمنذ 2019 اصدر مجلس الوزراء قرارات بإعفاء
السيارات الهجينة من رسوم اللوحات المرورية وكذلك رسوم الكمارك والتي تعادل قرابة 15% من سعر استيراد العجلات، أي ان الاعفاء يتجاوز المليونين الى 5 ملايين دينار من السعر الأصلي.
مزايا سيارات الهايبرد والاعفاءات الجمركية ترفع الاقبال وتوفر فرصة ذهبية للنصب
هذه المزايا جعلت الاقبال على شراء
السيارات الهجينة بشغف كبير من المواطنين فرصة ذهبية للنصب، سواء على المواطنين او على الحكومة ذاتها، فالاعفاءات الجمركية بيئة خصبة للتهرب من الضرائب والحصول على أرباح هائلة سواء بالفساد او بالاحتيال.
احتيال على
الدولة والناس..ادخال سيارات عادية وتسجيلها "هايبرد" لكسب الارباح
بحسب معلومات حصلت عليها السومرية فإن الكثير من العجلات بدأت تدخل الى الجمارك وتسجيلها على انها سيارات هجينة بينما بالحقيقة هي سيارات اعتيادية تعمل على الوقود المتمثل بالبنزين او الديزل، وبعمليات فساد او احتيال يتم تسجيلها على انها هجينة للاستفادة من قرار مجلس الوزراء بالاعفاء الجمركي والرسوم، فهامش الربح مبدئيًا سيكون 15% لمجرد دخولها من الحدود باستثناء هامش الربح الإضافي الذي سيتم تحميله فيما بعد، فهامش الربح هذا البالغ 15% يمثل الأموال التي تم اقتطاعها من جيب
الدولة كاعفاء من الرسوم لتذهب بجيب المستورد او تاجر
السيارات.
توقعات بنمو
السيارات الهجينة في
العراق 6.5% سنويا بين 2023 و2029
وتشير التقديرات المختصة الى ان حجم
سوق السيارات الهجينة في
العراق من المتوقع ان ينمو بمعدل سنوي يبلغ 6.5٪ خلال الفترة 2023 وحتى 2029.
اكثر من 35 الف عجلة تباع في
العراق سنويا من بينها الهايبرد
وعمومًا يبلغ حجم استيراد ومبيعات
السيارات في
العراق اكثر من 35 الف عجلة، وفي 2022 استورد
العراق سيارات بقيمة 3.4 مليار دولار ليكون بذلك ثامن أكبر مستورد للسيارات في العالم، وتأتي استيرادات
العراق للسيارات أولا من الامارات واليابان وكوريا الجنوبية والصين.
اسعار الهجينة ضعف عجلات البنزين ما يرفع من ارباح "القراصنة" وخسارة
الدولة والناس
وتبلغ أسعار
السيارات الهجينة اعلى بحوالي ضعف العجلات التي تعمل على وقود البنزين، ومع الاقبال المتزايد عليها، تصبح الأرباح المتشكلة من تجارة
السيارات الهجينة مغرية، مدعومة بالاعفاءات الجمركية، وفي ذات الوقت فان الأسعار المرتفعة لهذا النوع من
السيارات سيؤدي الى خسائر كبيرة للمواطنين وللدولة على حد سواء نتيجة عمليات التلاعب باستيراد سيارات بنزين على انهاء سيارات هجينة تعمل على
الكهرباء.
اعفاءات جمركية واسعار اعلى من القيمة.. ارباح بملايين الدولارات سنويا
يعمد المستوردون المتلاعبون الى إضافة أجزاء كهربائية في
السيارات او تزوير أوراق
السيارات وتزويدها باوراق ووثائق تثبت انها سيارات هجينة، وبعمليات الاحتيال والتزوير هذه قد تصل الأرباح الى عشرات الملايين من الدولارات سنويًا سواء بالاحتيال على الإعفاءات الجمركية، او بيع المركبات بأسعار اعلى من أسعارها الحقيقية، على انها سيارات هجينة.