وتنتمي الشابة إلى الأقلية الدينية الإيزيدية، التي يتركز معظمها في
العراق وسوريا، والتي تعرضت لمقتل أكثر من خمسة آلاف من أفرادها واختطاف آلاف آخرين في
حملة لتنظيم
داعش في عام 2014 قالت الأمم
المتحدة إنها شكلت إبادة جماعية.
وتم الكشف عن هويتها باسم فوزية سيدو، فيما قال مسؤولون عراقيون إنها "تحصل على قسط من الراحة بعد لم شملها مع عائلتها في شمال العراق".
وذكر مصدر مطلع أن مسؤولين عراقيين تواصلوا مع فوزية لشهور ونقلوا بياناتها إلى مسؤولين أميركيين رتبوا خروجها من قطاع غزة بمساعدة إسرائيل، رغم عدم وجود أي علاقات دبلوماسية بين
العراق وإسرائيل.
الرواية الإسرائيلية
وذكر الجيش الإسرائيلي إنه "نسق عملية تحرير فوزية مع السفارة الأميركية في القدس ومع جهات دولية أخرى"، بحسب بيانه.
وأضاف في بيان أن "خاطفها قُتل خلال حرب غزة، ربما في غارة إسرائيلية، ثم فرت فوزية بعد ذلك إلى مخبأ داخل قطاع غزة"، مشيرا الى ان "عملية معقدة جرى تنسيقها بين إسرائيل والولايات
المتحدة وجهات دولية أخرى، تم إنقاذها مؤخرا في عملية سرية من قطاع غزة من خلال معبر كرم أبو سالم".
وأضاف الجيش أن "فوزية واصلت بعد دخولها إسرائيل طريقها إلى الأردن عبر معبر جسر الملك حسين وعادت من هناك إلى عائلتها في العراق".
ونشرت صفحة "إسرائيل بالعربي" على منصة "إكس" مقطع فيديو قالت إنه للشابة التي جرى "تحريرها هذا الأسبوع وإعادتها إلى منزلها في العراق".
وذكر متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن "واشنطن ساعدت في الأول من تشرين الأول الحالي في إجلاء شابة إيزيدية بشكل آمن من غزة للم شملها مع عائلتها في العراق"، لافتا الى ان "الفتاة اختطفت من منزلها في
العراق عندما كانت في الحادية عشرة من عمرها وتعرضت لعملية اتجار بالبشر وتهريبها إلى قطاع غزة".
وذكر المتحدث أن "خاطفها قُتل في الآونة الأخيرة، مما سمح لها بالفرار والسعي إلى العودة إلى وطنها".
تعليق الخارجية العراقية
وذكر مدير مكتب وزير الخارجية
العراقي سلوان سنجاري لرويترز إن "الإفراج عنها تم بعد جهود استمرت لأكثر من أربعة أشهر بما تضمن عدة محاولات باءت بالفشل بسبب الوضع الأمني الصعب الناجم عن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة".
وقال سنجاري إن "الشابة في حالة بدنية جيدة لكنها مصابة بصدمة نفسية بسبب فترة الأسر والوضع الإنساني المزري في غزة".
وذكر مستشار رئيس الوزراء للشؤون الإيزيدية خلف سنجار أن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تابع القضية بشكل مباشر مع مسؤولين أميركيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم
المتحدة في نيويورك الشهر الماضي".
الا ان بيان جهاز المخابرات الوطني لم يشر الى الدولة التي كانت الايزيدية مختطفة فيها او التدخل الإسرائيلي في عملية تحريرها، حيث أعلن جهاز المخابرات العراقي، عن تحرير فتاة ايزيدية في إحدى الدول الاقليمية وإعادتها الى
العراق.
وقال الجهاز في بيان، "تنفيذاً لتوجيهات رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة تمكن جهاز المخابرات الوطني
العراقي وبالتنسيق مع وزارة الخارجية ومدير عام شؤون الناجيات الايزيديات من استعادة الفتاة (فوزية امين سيدو) احدى ضحايا جرائم الاختطاف التي ارتكبها
داعش الارهابي في العام 2014".
وكشف البيان أن "العملية تمت بعد حصول الجهاز على معلومات استخبارية تفيد بوجود الفتاة في إحدى الدول الاقليمية، ليتم التواصل معها وترتيب اجراءات نقلها الى الاراضي العراقية"، لافتا الى أن "أبطال الجهاز تمكنوا من جلبها الى بغداد اول امس الاربعاء وبدأت على الفور اجراءات تسليمها الى ذويها".
الى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية في بيان، عن "تسلم المختطفة الإيزيدية فوزية أمين سيدو، التي تم تحريرها بجهود مشتركة بين وزارة الخارجية وجهاز المخابرات الوطني، وبالتنسيق العالي مع سفارتي الولايات
المتحدة الأميركية في بغداد وعمان، والسلطات الأردنية، وذلك بعد جهود ومتابعة استمرت لأكثر من أربعة أشهر".
وأضاف البيان أن "المختطفة، التي تبلغ من العمر 21 عامًا وتنحدر من ناحية القحطانية/ مجمع العدنانية، كانت قد اختطفت من قبل عناصر تنظيم
داعش الإرهابي، وتم نقلها إلى عدة دول قبل تحريرها يوم أمس بتنسيق مباشر وإشراف معالي وزير الخارجية، بالتعاون مع الجهات المعنية المذكورة".
ولفت البيان الى أنه "تسليم الفتاة إلى ذويها مساء هذا اليوم بعد عودتها إلى العراق"، مؤكدا أن "وزارة الخارجية ستبذل كافة الجهود لضمان تحرير جميع المختطفات، سواء من الإيزيديين أو من باقي المكونات اللاتي تم نقلهن خارج العراق".
مراقبون شككوا في الرواية الإسرائيلية التي اكدوا انها محاولة من إسرائيل لتشويه صورة المقاومة العراقية التي اذاقت الجيش الإسرائيلي الويلات، من خلال إيصال صورة ان حركة حماس المجاهدة هي ذاتها تنظيم
داعش الإرهابي.
ونشرت صفحات إسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقطع فيديو للايزيدية وهي تسلم الى ذويها في العراق، الا ان هذه الصفحات لم تنشر أي صورة او مقطع فيديو يبين كيف شاركت اسرائيل في تحرير الايزيدية العراقية، كونها تعمل على الصاق تهمة الإرهاب لحركة حماس.
وأسر مسلحون من تنظيم
داعش أكثر من ستة آلاف إيزيدي من منطقة سنجار في
العراق في 2014، وتعرض الكثير منهم للاتجار بالبشر لأغراض الاسترقاق الجنسي أو لتدريبهم للقتال وهم أطفال ونقلهم عبر الحدود، بما في ذلك إلى تركيا وسوريا.
وتقول السلطات العراقية إن أكثر من 3500 جرى تحريرهم أو إنقاذهم على مدى أعوام لكن لا يزال نحو 2600 في عداد المفقودين.