ووصلت السومرية اليوم إلى مرحلة بارزة في مسيرتها الإعلامية بعد إطفاء شمعتها العشرين، فرغم مرور عقدين من الزمن لاقت المؤسسة نجاحات وإنجازات تركت بصمتها على المشهد الإعلامي العراقي والعربي.
-الانطلاقة والتأسيس
بدأت قناة
السومرية عملها في ظل ظروف سياسية وأمنية صعبة، حيث كانت البلاد تمر بمرحلة ما بعد الغزو الأمريكي وسقوط النظام السابق.
وجاءت القناة في وقت كان فيه الإعلام
العراقي بحاجة إلى منصة جديدة تعتمد على الحيادية والمهنية، والتي أسسها مجموعة من الإعلاميين العراقيين المتخصصين الذين رأوا الحاجة إلى تقديم محتوى
إعلامي حديث يلبي احتياجات الجمهور
العراقي.
-التنوع في البرامج والمحتوى
وتتميز قناة
السومرية بتنوع برامجها التي تغطي جوانب مختلفة من الحياة، من الأخبار إلى البرامج الترفيهية والرياضية.
وتقدم القناة نشرة إخبارية شاملة، تغطي الأحداث المحلية والدولية بموضوعية.
كما تتميز بتقديم برامج حوارية وتحليلية تستضيف شخصيات مهمة من مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
بجانب الأخبار، اهتمت
السومرية بالبرامج الترفيهية والثقافية، فقدمت مسلسلات عراقية وأعمالًا درامية عكست الواقع العراقي، مما جعلها تحظى بشعبية كبيرة بين المشاهدين.
وتحرص القناة على تقديم محتوى يناسب كافة أفراد الأسرة، مما جعلها الخيار الأول للكثير من العراقيين.
-مواجهة الأزمات والصعوبات
على مر السنوات، مرت
العراق بأزمات سياسية وأمنية كبيرة، من الاحتلال الأمريكي إلى ظهور التنظيمات الإرهابية والحروب الداخلية.
وكانت
السومرية في الخط الأمامي لتغطية هذه الأحداث، وتبنت أسلوبًا متوازنًا في التعامل مع الأخبار والتقارير الميدانية، مما أكسبها مصداقية كبيرة في الساحة الإعلامية.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، لم يكن العمل الإعلامي بالأمر اليسير.
كثير من الصحفيين والمراسلين العاملين في القناة تعرضوا لمخاطر مهنية كبيرة، لكن القناة استمرت في تغطية الأحداث بشفافية وموضوعية أدت الى استشهاد عدد منهم واصابة اخرين فضلا عن اعتقال البعض منهم.
ومع التطور السريع في وسائل الإعلام الرقمية، لم تتوقف
السومرية عند التلفاز فقط، بل واكبت هذا التطور من خلال تعزيز حضورها على الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي.
وأطلقت القناة موقعًا إلكترونيًا يقدم أخبارًا حصرية وتقارير معمقة، بالإضافة إلى بث مباشر لبرامجها.
كما شهدت حساباتها على منصات مثل فيسبوك ويوتيوب وتويتر تفاعلًا كبيرًا من قبل الجمهور، مما جعلها تتوسع في جمهورها ليشمل
العرب خارج
العراق أيضًا.
إلى جانب تقديم الأخبار والبرامج الترفيهية، ركزت قناة
السومرية على تقديم برامج توعية اجتماعية وثقافية تهدف إلى تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي للعراقيين.
وتناولت هذه البرامج قضايا مثل التعليم، الصحة، حقوق المرأة، التنمية المستدامة، والبيئة، وسلطت الضوء على قصص النجاح والمبادرات الشبابية. من خلال هذه البرامج، ساهمت القناة في نشر ثقافة الوعي والتنمية وبناء مجتمع مدني قوي.
-الحضور الإقليمي والدولي
ولم تقتصر شهرة
السومرية على
العراق فقط، بل أصبحت لها مكانة إقليمية ودولية بفضل تغطياتها المتميزة وبرامجها النوعية.
كما حصلت القناة على عدة جوائز وتقديرات عالمية لمهنيتها وإبداعها في تقديم المحتوى الإعلامي بفضل إدارتها بقيادة رئيس مجلس الإدارة شفيق ثابت ومديرها العام عمار طلال وكادرها المتميز.
حيث حققت
السومرية والسومرية نيوز المركز الأول في اكثر من استفتاء محلي اجري خلال سنوات عملها مقارنة مع مؤسسات إعلامية عراقية والتي حصدت على اثرها جوائز كثيرة.
وحصدت السومرية ثلاث جوائز كأفضل اذاعة ووكالة واداء اعلامي لعام ٢٠١٨، وحصلت في عام 2019 على ثاني أفضل قناة فضائية في الاستطلاع الذي نظمته كلية الامام الكاظم في محافظة، وحصدت وكالة السومرية نيوز وإذاعة سومر اف ام على جائزة أفضل وكالة وإذاعة بالأداء الاعلامي في العراق خلال الاستطلاع السنوي لكلية الاعلام بجامعة بغداد للعامين 2021. 2022 على التوالي، فيما حلّ موقع السومرية، بالمرتبة الثامنة على مستوى وسائل الاعلام والمواقع الإخبارية العربية، في قائمة أفضل وسائل اعلام عربية يوصى بمتابعتها، وفقًا لتصنيف حديث أعده موقع "فيد سبوت"، وحصدت برامج السومرية جوائز عديدة مثل برنامج "الله بالخير" الذي لقب بأفضل "برنامج انساني" في موسم رمضان 2024 في مهرجان "الهلال الذهبي".
مستقبل واعد
ومع إطفاء شمعتها العشرين، تستعد قناة
السومرية لمستقبل مليء بالتحديات والفرص.
ووضعت القناة نصب أعينها التطوير المستمر سواء من حيث التكنولوجيا المستخدمة أو المحتوى المقدم.
وتهدف إلى تقديم المزيد من الابتكار في البرامج التفاعلية وزيادة التواصل مع جمهورها عبر الإنترنت، بالإضافة إلى الحفاظ على مهنيتها العالية.
وتُعتبر قناة
السومرية علامة فارقة في الإعلام العراقي، حيث أثبتت على مدار عشرين عامًا قدرتها على تقديم إعلام رصين وهادف وسط بيئة مليئة بالتحديات.
ويعكس هذا النجاح إرادة فريق عمل مبدع ومخلص، ويساهم في دفع عجلة الإعلام
العراقي نحو مزيد من الحرية والاحترافية.