أحد الاستخدامات المثيرة للجدل لهذه التكنولوجيا هو إمكانية صناعة مقاطع صوتية مفبركة يصعب تمييزها عن الصوت الحقيقي، والتي تعرف باسم تقنية "التزييف العميق" (Deepfake).
ويتناول هذا التقرير كيفية استخدام
الذكاء الاصطناعي لتوليد أصوات مزيفة، التحديات التي تواجهها، وأثرها المحتمل على
المجتمع.
وتعتمد صناعة المقاطع الصوتية المفبركة على نماذج
الذكاء الاصطناعي مثل الشبكات العصبية العميقة، والتي تُدرَّب باستخدام كميات كبيرة من البيانات الصوتية لشخص محدد.
ومن خلال هذا التدريب، يتمكن النظام من فهم نغمات الصوت، النطق، والأنماط اللغوية للشخص، مما يمكنه لاحقًا من توليد مقاطع صوتية جديدة بنبرة وصوت هذا الشخص.
التقنيات المستخدمة:
1. نموذج WaveNet: هو نموذج توليد الصوت الذي طورته Google والذي يستخدم الشبكات العصبية لإنشاء مقاطع صوتية واقعية جدًا.
2. Tacotron: هو نظام آخر يستخدم لتحويل النص إلى صوت، يمكن تدريبه على إنتاج نغمات مختلفة وتفاصيل دقيقة في الكلام.
3.. Vocoder تقنية مدعومة بالذكاء الاصطناعي: هذه التقنية تمكن من تحويل النص إلى كلام مع الحفاظ على السمات الصوتية الأصلية للشخص.
استخدامات إيجابية:
-الصناعات الترفيهية: يمكن استخدام
الذكاء الاصطناعي لإعادة إنشاء أصوات مشاهير في الأفلام أو الإعلانات دون الحاجة إلى وجودهم الفعلي.
-المساعدة الصوتية: يمكن أن تُستخدم هذه التكنولوجيا في تطبيقات مساعدة النطق للأشخاص ذوي الإعاقات أو في بناء شخصيات رقمية.
المخاطر والتحديات:
- الأمن الشخصي: قد تُستخدم المقاطع الصوتية المفبركة في التزوير أو الانتحال، مثل عمليات الاحتيال المالي أو نشر الأخبار الكاذبة.
- الثقة بالمعلومات: مع انتشار الأصوات المفبركة، يمكن أن يصبح من الصعب تمييز ما هو حقيقي وما هو مزيف، مما يهدد مصداقية المعلومات المسموعة.
-الأضرار القانونية: قد تُستخدم هذه التكنولوجيا للإضرار بسمعة الأفراد أو التلاعب بالأدلة الصوتية في قضايا قانونية.
هذه المعلومات تقودنا الى تصريح رئيس هيئة
النزاهة حيدر حنون الذي اكد بعد تسريب تسجيل صوتي منسوب له حول تقاضيه رشى، انه " بعد ملاحقة الفاسدين ومحاصرتهم؛ بغية تقديمهم للعدالة والقصاص منهم، بغض النظر عمَّن يقف خلفهم، خرجت جيوشهم الإلكترونيَّـة من جحورها؛ لتقوم بفبركة مقاطع صوتيَّة منسوبة لحنون عبر (الذكاء الاصطناعي)، تهدف إلى التأثير في عمل الهيئة، ومحاولة ثني رئيسها عن الاستمرار والاضطلاع بمهمَّتهم الوطنية".
وأضاف "في الوقت الذي ندحض فيه تلك الأكاذيب والأراجيف، فاننا نحذر في الوقت نفسه من أن محاسبة أولئك المرجفين ستكون عسيرةً حال التعرُّف على المواقع التي روَّجت ذلك ومن يقف خلفها، وبيننا وبينهم ميزان العدالة وحكم القانون".
وقرر عقد مؤتمرٍ صحفيٍّ من أجل بيان الوقائع ودحض تلك الفرى والأراجيف، وإطلاع الجمهور على الحقائق التي لا يحجبها غربال الفاسدين.
جاء ذلك بعدما اصدر اعلن مجلس القضاء الأعلى ان رئيس الادعاء العام طلب من محكمة تحقيق الكرخ الثالثة اجراء التحقيق بخصوص التسجيلات الصوتية المنسوبة إلى رئيس هيئة
النزاهة بالوكالة حيدر حنون والتي تتضمن جرائم تقاضى رشى".
فيما بعد ذلك تراجع رئيس هيئة
النزاهة حيدر حنون، عن المؤتمر الصحافي الذي قرر عقده للرد على ما وصفه بأكاذيب وردت بحقه في تسريبات منسوبة إليه.
وقال حنون، في بيان صحافي، إن "الهيئة تعلن احترامها لإجراءات القضاء، وتؤكد أن مخرجات عملها تتم تحت إشراف قضاة التحقيق".
ويتفاعل مستخدمو الوسائط الرقمية في العراق على نطاق واسع مع تسجيل صوتي قيل إنه للقاضي حنون، بشأن سرقة القرن".
وحسب التسجيل الذي لم يتسنّ التحقق منه، فإن رجلاً (يزعم أنه حنون) تحدّث عن "سائق سيارة كان عليه أن ينقل أكثر من مليار ونصف المليار (دون الإفصاح عن العملة) بحذر، لكن أحدهم اعترف بالأمر".
وتابع: "أخبرتكم أن الأعين مفتوحة"، كما جاء أيضاً في التسجيل: "لقد أحضروا سيارة كاديلاك".
وكان حنون قد كشف، في وقت سابق، عن أن "القضاة والوزراء تسلموا قطع أراضٍ بمساحات 600 متر مربع من الحكومة السابقة لضمان الولاء"، وقال: "قبلناها جميعاً".
وعلى الرغم من أن تصريحات حنون هزّت الأوساط السياسية في البلاد، لكنها فاقمت التعقيد في قضية سرقة القرن، كما يقول مراقبون، بسبب تشابك المعلومات والتصريحات حول القضية وأطرافها، لا سيما بعد تغيّب المتهم زهير عن محاكمته الشهر الماضي، وصدور أمر قبض بحقه.
وزهير هو المتهم الأبرز في الاستيلاء على 2.5 مليار دولار من الأمانات الضريبية، سُحبت بين أيلول 2021 وآب 2022، من خلال 247 صكاً صُرفت من 5 شركات، ثم سُحبت نقداً من حسابات هذه الشركات، وفرّ معظم مالكيها إلى خارج البلاد، وفقاً لتحقيقات بدأت عام 2022 ولا تزال مستمرة.
وبات المتهم بسرقة القرن، نور زهير، مطارداً بمذكرة قبض أصدرتها محكمة الفساد العراقية، بعدما ألغت الكفالة المشروطة التي مُنحت له لاسترداد صكوك الأمانات الضريبية.
وقالت السلطات إنها تعتزم تفعيل الإشارة الحمراء لدى الشرطة الدولية (الإنتربول) للقبض على المتهم الرئيسي بسرقة القرن نور زهير.
ويبقى السؤال "هل بإمكان الكشف عن مدى صحة التسجيلات الصوتية المفبركة؟".
حيث تشير المعلومات انه يمكن الكشف عن المقاطع الصوتية المفبركة باستخدام الذكاء الاصطناعي، عبر العديد من التقنيات التي تعتمد على
الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي للمساعدة في تحديد التزييف الصوتي.
وهذه التقنيات تقوم بتحليل خصائص الصوت مثل:
1. النمط الصوتي: تحلل هذه الأدوات الاختلافات في النغمة والسرعة وتغيرات الصوت التي قد تكون غير طبيعية أو تختلف عن نمط الكلام المعتاد للشخص.
2. تشوهات أو تشويشات في الصوت: يمكن للأدوات أن تكتشف الأصوات الاصطناعية أو الخلفيات غير الطبيعية التي قد تكون نتيجة للتلاعب.
3. تحليل الترددات الصوتية: يمكن للأدوات تحليل الترددات الصوتية واكتشاف التغييرات الدقيقة التي قد لا يلاحظها الإنسان.
4. تقنيات الكشف عن العيوب في التحويلات الصوتية: تعمل بعض الأنظمة على كشف الأخطاء في تحويلات النص إلى كلام، مثل نطق غير طبيعي أو عدم توافق الكلام مع النمط الطبيعي للشخص.
وهذه التقنيات لا تزال في تطور مستمر لتكون أكثر دقة في اكتشاف التلاعبات الصوتية، لكنها توفر حلاً فعالًا لكشف التزييف.