تقديرات الخسائر حتى نهاية العام جاءت على لسان وزير الموارد المائية عون ذياب، الذي قدر ان عدم التزام تركيا بالاطلاقات المائية لنهر الفرات سيتسبب بخسارة العراق 10 مليار متر مكعب حتى نهاية العام الحالي.
هذا التقدير، جاء على أساس ما كان من المفترض ان يصل للعراق من نهر الفرات حال دخوله البلاد عند الحدود العراقية السورية، حيث يجب ان تبلغ اطلاقات تركيا 500 متر مكعب بالثانية، تقسم الى 210 متر مكعب بالثانية لسوريا، و290 متر مكعب بالثانية الى العراق.
لكن، ومنذ نيسان 2022، انخفضت اطلاقات العراق من 290 الى 180 متر مكعب بالثانية فقط بحسب وزير الموارد، مايعني ان العراق خسر 110 متر مكعب بالثانية، وهو مايؤدي بنهاية المطاف الى ان العراق فقد حتى الان نحو 6.3 مليار متر مكعب بالثانية خلال الـ22 شهرا الماضية.
اختارت السومرية نيوز، الرجوع الى الأرقام الحكومية عن الوضع المائي في العراق خلال العامين الماضيين، حيث تكشف المقارنات الإحصائية والتحليل الرقمي عن مفارقات مثيرة.
خلال 2020، فقد العراق 5.2 مليار متر مكعب من السدود والخزانات من التبخر، وكان خزين العراق 44.6 مليار متر مكعب، أي انه ما تم فقدانه من التبخر في 2020 خلال عام واحد، يعادل تقريبا ما خسره العراق من نهر الفرات خلال عامين بسبب تقليل الاطلاقات المائية من تركيا.
اما في 2021 تبخر من العراق 4.6 مليار متر مكعب من السدود والخزانات بسبب كونها مكشوفة للشمس، اما الخزين المائي فانخفض الى نحو 27 مليار متر مكعب، أي فقد العراق خلال عامين فقط اكثر من 17 مليار متر مكعب.
اما خلال 2022 بلغ التبخر من السدود والخزانات 3.6 مليار متر مكعب وبلغ الخزين المائي 11 مليار متر مكعب فقط.
الخلاصة ان العراق، بينما خسر اكثر من 6 مليار متر مكعب من مياه الفرات خلال عامين بسبب تقليل اطلاقات تركيا، فأنه فقد من التبخر خلال نفس الفترة 8.2 مليار متر مكعب، أي ما فقده بالتبخر يعادل 132% مما فقده بسبب تقليل اطلاقات المياه من تركيا للفرات.
اما استنزاف الخزين المائي، فانخفض في العراق من 44.6 مليار متر مكعب في 2020 إلى 11 مليار متر مكعب في 2022، أي انه خلال عامين فقط استهلك 33 مليار متر مكعب، أي ان ما استنزفه من الخزين المائي اكبر بـ500% مما خسره بسبب تقليل الاطلاقات من تركيا الى الفرات.