ويقول فكاك في مقطع نشرته صفحة الحكومة العراقية الرسمية، إن "من إنجازات الوزارة أن تتابع إعادة إعمار جامع النوري الكبير ولكن الحقيقة الذي أخّر البناء عملية استكشاف آثار تحت المسجد القديم، آثار كاملة جداً محلات للوضوء وأماكن صلاة ولولا هذا العمل لما تم اكتشاف هذا المواقع".
ويضيف، "تحفة معمارية تحت الأرض، العمل يجري بالتعاون مع اليونيسكو وأيضا
دولة الإمارات العربية
المتحدة ليس فقط لجامع النوري الكبير إنما أيضا لعدد من الكنائس والبِيَع في منطقة تسمى حوش البيعة أو حوش الكنيسة".
ويتابع، "إذا رجعنا الى جامع النبي يونس يقوم إلى تل كبير جداً، عندما أسقط فلول "داعش" قبة ومنارة وهدّموا أركان هذا الجامع القديم والتاريخي والتراثي لأسباب معينة، تم حفر المكان فوُجِد فيه كما تشير بعض المصادر قبران أحدهم الى النبي يونس (ع) والآخر الى سنحاريب وتحت هذا التل حقيقة أيضا تم اكتشاف قصر سنحاريب وهناك ثيران مجنّحة فيه".
وفي شهر مايو/ أيار 2023، أصدر رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، توجيهاً بشأن إعمار جامعي النبي يونس والنوري الكبير. وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان، إن "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أجرى اليوم، زيارةً إلى جامع النبي يونس (عليه السلام) في الساحل الأيسر من مدينة الموصل، وكذلك إلى الجامع النوري الكبير، في الساحل الأيمن وسط مدينة الموصل القديمة".
وأضاف البيان، إن" السوداني اطّلع على سير جهود إعمار المسجدين اللذين تعرّضا إلى خراب وتدمير همجيين، على يد عصابات داعش الإرهابية، وتابعَ مراحل الترميم وصيانة الأجزاء التاريخية من الموقعين، والجهود المبذولة من أجل استرداد القيمة المعمارية والتراثية لهما".
وأشاد السوداني، في كلمة له دوّنها في سجل الزائرين، بـ"الجهود المخلصة التي تعمل بكل تفانٍ وإخلاص، لإحياء هذه الصروح الإسلامية، بالمستوى نفسه الذي كانت عليه قبل الاعتداء الهمجي، وأن تعود المنارة الحدباء رمزاً للموصل وعمارتها". ووجّه السوداني وفقا للبيان بـ"تذليل كل العقبات التي تواجه جهود الإعمار والترميم، وتقديم أي احتياجات تتطلبها أعمال الإنشاء".
والعام الماضي 2022، اكتُشفت تحت جامع النوري، أحد معالم مدينة الموصل في العراق، أرضيات مصلى قديم يعود إلى القرن الثاني عشر، في اكتشاف أثري مهم أتى ثمرة عمليات تنقيب استمرت أشهر.
وتضم مدينة الموصل عموماً الكثير من المعالم الأثرية المهمة. وقال صعب محمد جاسم ممثل مفتشية آثار وتراث نينوى، إن "هناك مسألة عامة يعرفها علماء الآثار وهي أن مدينة الموصل القديمة قائمة على طبقة أثرية". وأضاف: "بالنسبة للجوامع التي أُنشئت خلال الفترة الأتابكية بالتأكيد هناك طبقات أقدم تعود إلى فترة إنشائها"، كما هو الحال مع جامع النوري.
ولا يزال المسجد قيد الترميم برعاية منظمة الأمم
المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، وخصوصاً مئذنته الحدباء التي تعود للقرن الثاني عشر، بعدما دُمّر في يونيو/ حزيران 2017 بفعل متفجرات وضعها تنظيم "داعش" الإرهابي.
ويُعد الجامع النوري الكبير في الموصل أحد أهم وأقدم المعالم الإسلامية في محافظة نينوى شمالي العراق، إذ بُني المسجد في عهد الدولة الأتابيكية منذ ما يقرب من 900 عام.
يقع الجامع في الجانب الغربي (الأيمن) من الموصل (مركز محافظة نينوى العراقية)، ويتوسط مدينة الموصل القديمة التي تبلغ مساحتها 4 كيلومترات مربعة ويُعد الموقع الذي توسعت منه المدينة وصارت إلى ما هي عليه الآن.
وبسبب رمزية الجامع وأهميته، اتخذه تنظيم "داعش" الإرهابي في يوليو/ تموز 2014 مكانا لإعلان "دولة الخلافة" خلال خطبة زعيم التنظيم الارهابي أبو بكر البغدادي بعد أن اجتاح التنظيم في العاشر من يونيو/ حزيران من ذلك العام مساحات واسعة من
العراق.
ومع محاربة التنظيم في الموصل القديمة التي يقع فيها الجامع في يونيو/ حزيران 2017، ومع اقتراب القوات الأمنية العراقية من الجامع النوري، تعرض الجامع للتفجير، مما أحاله إلى ركام، ودُمِّرت منارته المعروفة بالحدباء.
وصيف العام 2017، أُقيمت احتفالات رسمية لمناسبة "تحرير" الموصل على أيدي القوات العراقية، من التنظيم الذي احتل لأكثر من ثلاث سنوات مساحات واسعة من
العراق في العام 2014، وجعل من الموصل "عاصمة" له.
وبعد تخليص الموصل من تنظيم "داعش"، شرعت منظمة الأمم
المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" (UNESCO) في إعادة إعمار الجامع في مشروع أطلقت عليه "إحياء روح الموصل"، حيث بدأ الإعمار نهاية عام 2019.
وجمعت منظمة الأمم
المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) حوالي مائة مليون دولار منذ عام 2019. ويفترض أن تنتهي أعمال الترميم في المسجد بحلول نهاية عام 2023.
شهد إعادة إعمار الجامع تعقيدات كثيرة، لعل أهمها عمل فرق صيانة الآثار على جمع قطع الحجارة التي بُني منها الجامع لاستخدامها مرة أخرى في إعادة إعماره، بحسب معاون مفتشية آثار نينوى خير الدين أحمد.
وعن إعادة إعمار الجامع والمدة التي تستغرقها، يؤكد مسؤولون أنه من المتوقع أن تنتهي إعادة الإعمار نهاية 2023 مع استخدام الحجارة التي جُمعت من أنقاض الجامع.
تاريخ الجامع
يقول أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الموصل أحمد قاسم الجمعة، إن جامع النوري بمئذنته الحدباء يُعد أيقونة الحضارة الإسلامية في الموصل، حيث بناه السلطان نور الدين محمود الأتابيكي في عهد الدولة الأتابيكية، التي كانت تحكم كلا من الموصل وحلب (شمالي سوريا) وأجزاء من بلاد الشام.
ويتابع الجمعة، إن بناء الجامع تم بين عامي 566-568 للهجرة الموافق 1170-1172 للميلاد، وأن سبب رمزيّته الكبيرة تتعلق بكونه من أقدم مساجد الموصل التي لا تزال بارزة المعالم حتى الآن، مبينا أن أقدم مسجد في الموصل هو المسجد الجامع الذي بُني في العام 16 للهجرة في مدينة الموصل القديمة كذلك، إلا أنه لم يتبقَّ شيء من معالمه الأصلية.