*نقص الكتب المدرسية
أزمة نقص الكتب المدرسية ليست بالظاهرة الجديدة، بل أنها ضيفاً ثقيلا يجثم على صدور طلبة
العراق مع كل بداية عام دراسي جديد، لكنها اصطدمت هذه المرة بالأزمة السياسية الخانقة التي تعد الأبرز منذ عام 2003 والتي لا زالت تلقي بظلالها على
العراقيين لتطال مجالات عدة من بينها المجال التعليمي.
وبدأت الكوادر التعليمية في
العراق دوامها بشكل رسمي، مطلع الشهر الجاري، وذلك تمهيداً لاستقبال المدارس للطلبة خلال الأيام المقبلة.
*قرار متأخر
صباح اليوم، أعلنت وزارة التربية، المباشرة بطباعة المناهج الدراسية، فيما أكدت وجود خزين منها لدى مديرياتها.
وقال وكيل الوزارة فلاح القيسي للوكالة الرسمية، إن "شركة النخيل وبعض الوزارات التي وافق عليها مجلس الوزراء، باشرت بطباعة المناهج"، مؤكدا "وجود خزين من المناهج في مديريات التربية، وسيتم توزيعها على
الطلبة في بداية العام الدراسي الجديد".
*مقترحات سابقة
وكانت وزارة التربية، قد أعلنت في (17/9/2022)، تقديمها عدداً من المقترحات إلى مجلس الوزراء بشأن ملف طباعة المناهج الدراسية، فيما أكدت أنها عممت كتاباً رسمياً إلى جميع مديرياتها لاسترجاع الكتب الموجودة لدى الطلاب لتحقيق نسبة جيدة لتغطية حاجة
الطلبة خلال العام الجديد.
وتسببت الخلافات بين الكتل السياسية العراقية منذ إجراء الانتخابات النيابية في العاشر من تشرين الأول الماضي، في الحيلولة دون تشكيل حكومة جديدة، بينما تمنع القوانين العراقية الحكومة الحالية من التصرف بأموال مبيعات النفط باعتبارها "حكومة تصريف أعمال".
*معاناة القطاع التعليمي
ويعاني القطاع التعليمي في
العراق إهمالًا كبيرًا من قبل الحكومات المتعاقبة، إذ لا يتم إنشاء مدارس جديدة، ولا ترميم القديمة منها، وعلى الرغم من وعود الحكومات بالحد من الفساد المتفشي في وزارة التربية، إلا أن المشاكل لا زالت قائمة وفي تفاقم مستمر.
*المشكلة قائمة
طباعة الكتب المدرسية في
العراق تحتاج الى اتفاقات مع المطابع ووقت طويل، ويجب ان تتم قبل بدء العام الدراسي الجديد، هذا ما يؤكده نائب رئيس لجنة التربية والتعليم جواد الغزالي.
ويقول الغزالي في حديث لـ
السومرية نيوز، ان "مشكلة طباعة الكتب الدراسية في
العراق "عويصة" ومن المفترض البدء بإجراءات طباعة هذه الكتب قبل بدء العام الدراسي الجديد بكثير"، لافتا الى ان "طباعة الكتب لم تتم في "ليلة وضحاها" بل تحتاج الى وقت بعد إطلاق رئيس حكومة تصريف الاعمال التخصيصات اللازمة خلال الأيام الماضية".
ويضيف، ان "توزيع الكتب المدرسية الى
الطلبة لن يتم مع بدء العام الدراسي الجديد بل من المحتمل ان يكون التوزيع في النصف الثاني من السنة الدراسية"، مشير الى ان "العتبات الدينية عليها ثقل كبير من مشاريع والتزامات وهي غير معنية بذلك لأن الدولة ليست بالفقيرة بل تملك أموال كبيرة وموارد".
بدورهم أفادوا ذوو طلبة في العاصمة بغداد ان "عدم توفر الكتب المدرسية تسبب بارتفاع الاسعار إلى الضعف مع قرب بدء العام الدراسي.
وتبين العوائل لـ
السومرية نيوز، ان "أسعار الكتب المدرسية ارتفعت بعد حديث جهات رسمية حول تأخر تسليم كتب جديدة لهذا العام"، مشيرا الى ان "الأسعار تراوح بين 5000 و10000 دينار للكتاب الواحد".
وتتابع ان "الطالب الواحد يحتاج إلى أكثر من 100 ألف دينار لتأمين احتياجاته من الكتب المدرسية، بالإضافة الى المستلزمات الأخرى التي تبلغ كلفتها أكثر من ذلك، والأعباء المادية التي ترهق العراقيين".
وشهدت الأعوام الدراسية السابقة نقصا في المناهج الدراسية لجميع المراحل في أغلب المدارس، حيث واصل آلاف التلاميذ تلقي دروسهم لأشهر عديدة دون استلام الكتب المدرسية، بينما يلجأ آخرون لشرائها حتى تحول
التعليم الحكومي المجاني إلى مدفوع.