وتأتي هذه الخطوة، خلافا لتصريحات سابقة لمسؤولي الاتحاد الأوروبي، ممن أوضحوا أنه "من السابق لأوانه اعتماد "جواز سفر لقاحي" على مستوى التكتّل. قال مارغريتيس شيناس ،
نائب رئيس
المفوضية الأوروبية ، في وقت سابق إن "الوقت قد حان لكي يبدأ
الاتحاد الأوروبي في التفكير بشأن اعتماد "جواز سفر لقاحي". كما كشفت مفوضة
الصحة في الاتحاد الأوروبي، ستيلا كيرياكيدس ، أن
الاتحاد الأوروبي يجري حاليًا "مناقشة جادة" حول كيفية تبني مثل هذا المخطط، الذي يقضي باعتماد "جواز سفر كوفيد-19".
ويتسّع النقاش أيضاً حول هذا الموضوع ليشمل إصدار الشهادات اللقاحية وفرضها على العاملين في قطاعات حسّاسة، مثل المستشفيات ودور الرعاية بالمسنّين وبعض الخدمات العامة الأخرى. وفي هذا الإطار فإن بعض الدول الأوروبية تعتمد حالياً إصدار شهادات التلقيح الذي ما زال طوعيّاً في جميع بلدان
الاتحاد الأوروبي.
وقد أعلن العديد من الدول الأعضاء بالفعل عن تنفيذ الخطة ، بما في ذلك إسبانيا وأيسلندا والدنمارك، حيث تخطط الدنمارك لمنح الأشخاص الذين تحصلوا على لقاح ضد فيروس كورونا جواز سفر رقميا يسمح لهم بالتنقل بأريحية.
وتقول المفوضية، إن هذا "الجواز" ليس سوى "شهادة المناعة" التي يجري التفاوض عليها بين الدول الأعضاء والمفوضية منذ أشهر، حيث يشدّد خبراء
المفوضية على أن استخدام الشهادات للتأكد من حصول المواطنين على اللقاح هو وسيلة أساسية لضمان
الصحة العامة خلال فترة العودة إلى الحياة الطبيعية
ووفقا لرئيسة
المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، من المتوقع ان يصبح جواز السفر الرقمي الجديد جاهزا للإصدار خلال فصل الصيف. المعلومات التي ستظهر في "الجواز" لن تشمل التطعيم فحسب ، بل تشمل أيضًا نتائج الاختبارات أو شهادة الشفاء بعد الإصابة بالفيروس وتطوير الأجسام المضادة بالنسبة لأولئك الذين لم يتم تطعيمهم.
وقالت فون دير لاين: "يجب أن يعمل "جواز السفر اللقاحي" على تسهيل حياة الأوروبيين" مضيفة "الهدف هو تمكين الأوروبيين تدريجياً من التحرك بأمان في
الاتحاد الأوروبي أو في الخارج ، للعمل أو السياحة."
وفي وقت سابق، أبدت إيطاليا وإسبانيا والبرتغال واليونان استعدادها لتأييد الاقتراح وتنفيذه بأسرع وقت لإعفاء المسافرين من إبراز النتيجة السلبية للاختبار وتسهيل حركة النقل بين البلدان الأعضاء.
أما بلجيكا فقد أيدّت الفكرة، لكنها طلبت أن يتمّ تنفيذها بالتعاون مع منظمة
الصحة العالمية؛ ليكون الجواز صالحاً أيضاً للدخول إلى بلدان خارج
الاتحاد الأوروبي.
وقال المتحدث باسم
المفوضية الأوروبية، إيريك مامر: "إننا نعمل على تسهيل التنقل الآمن والحر داخل الاتحاد الأوروبي، وليس تقييده". وأضاف أنه من أجل المضي قدمًا ، "ستحتاج
المفوضية الأوروبية إلى أن تتحرك الدول الأعضاء بسرعة، لا سيما فيما يتعلق بتجهيز خطط تنسيق أنظمة تكنولوجيا المعلومات " على حد قوله.
في الأسبوع الماضي ، قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ، في حديث لوسائل الإعلام بعد مؤتمر عبر الفيديو لزعماء
الاتحاد الأوروبي ، إن الشهادات قد تكون جاهزة بحلول الصيف. وقالت للصحفيين "اتفق الجميع على أننا بحاجة إلى شهادة تطعيم رقمية."
كثفت البلدان المعتمدة على السياحة مثل اليونان وإسبانيا ضغطها في الأسابيع الأخيرة في محاولة لإنقاذ موسم صيف 2021. أصدرت اليونان بالفعل شهادات تطعيم رقمية ، لتصبح واحدة من أولى حكومات
الاتحاد الأوروبي التي تقوم بذلك. ويعتبر رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس أحد الأصوات البارزة في
الاتحاد الأوروبي التي تدفع باتجاه اعتماد "جواز سفر كوفيد-19" حيث انهارت صناعة السياحة التي تعتمد عليها بلاده أثناء الوباء.
وفي هذا الإطار، وقّعت إسرائيل واليونان اتفاقية سياحية تتيح لسكانهما الذين تلقوا لقاحاً مضاداً لكوفيد-19 السفر بين البلدين من دون قيود، ما إن تستأنف الرحلات الجوية.
وتعتبر السياحة العمود الفقري للاقتصاد اليوناني ، حيث يعمل بها حوالي خُمس جميع العمال في البلاد. تضررت الصناعة بشكل كبير من فيروس كورونا العام الماضي.
ومع ذلك ، من المتوقع أن تستمر الخلافات بين الدول الأعضاء حول آليات تنفيذ خطة اعتماد جواز سفار لقاحي. ويذكر أن منظمة
الصحة العالمية كانت قد شدّدت مراراً على أن تكون اللقاحات طوعية، داعية إلى توفير جميع المعلومات اللازمة للمواطنين والاستماع إلى شكوكهم والردّ عليها بالقرائن العلمية بهدف الإقناع وتعزيز الثقة والابتعاد عن فرض الإجراءات الصحية