Alsumaria Tv

ما سر علاقة الصابئة بالماء

2020-07-20 | 08:46
Alsumaria Tv https://alsumaria.tv/authors
ما سر علاقة الصابئة بالماء

"لو كانت الظروف طبيعية لتمكنا من الابتهاج بعيدنا الكبير التي نحتفل به هذه الأيام وبطقوسه، لكن فيروس كورونا ألغى جميع المراسيم الدينية"، هكذا يتحدث الشاب الصابئي أحمد الكلمشي مكتفيا بالاحتفاء مع عائلته بعيد رأس السنة المندائية أو ما يعرف بـ"عيد الكرصة" في المنزل.

هذا العيد المسمى أيضا "دهوا ربا" بمثابة انتصار للخير والحق على الشر كما يراه المندائيون.
 
وبحسب نظريات عديدة، فإن الخالق أمر بتصليب الأرض وتجهيزها للسكن من قبل ذرية آدم، وفي نفس اليوم تم خلق آدم ونفخ الروح فيه، ويستمر الاحتفال به لمدة 36 ساعة، وهي فترة خلق الأرض باعتقادهم، فلا يقوم أحد بلمس شجرة أو حيوان، أو حتى الاختلاط بالمحيط الخارجي، حيث يقوم الصابئة بتخزين الماء والطعام بما يكفي ليوم ونصف اليوم، للاعتكاف داخل المنزل وممارسة الطقوس والتعبد.
 
 
أعياد كونية
 
ويؤكد رئيس طائفة الصابئة المندائيين الشيخ ستار جبار الحلو أن "الاحتفال بهذا العيد تم بشكل مبسط هذا العام لتزامنه مع تفشي فيروس كورونا، وتم داخل المعبد الخاص بهم وبعدد محدود للغاية من رجال الدين لا يتجاوز 10 أشخاص وهم أصحاب الطقوس الدينية المهمة، خوفا من انتشار الفيروس وتنفيذا لتعليمات وزارة الصحة، فاقتصروا على الدعوات والصلوات وتوزيع طعام الغفران عن روح المتوفين".
 
ويضيف حلو أن "هذا العيد هو الثالث من أعيادنا الأربعة الأساسية طوال السنة المندائية، وهي البرونايا (عيد الخليقة) والدهفة ديمانة (يوم التعميد الذهبي) والدهفة ربه (العيد الكبير) والدهفة حنينا (عيد الازدهار)".
 
ويرى شيخ المندائيين أن "الصابئة هم من أقدم الأديان ولكن بسبب كتابة كتبهم المقدسة بالآرامية وعدم ترجمتها انزووا قرب الأهوار والمياه الجارية لحاجتهم للتطهير"، مشيرا إلى أنهم "يتحملون هذا الأمر بسبب المفاهيم الخاطئة التي كانت تؤخذ بحق الصابئة حتى تمت ترجمة كتبهم المقدسة، فاستطاع بعض المتشككين فهم أننا موحدون لله".
 
 
ديانة قديمة
 
تعد الطائفة المندائية أو الصابئية من أقدم الأديان في العراق، حيث تمتد بجذورها لأكثر من ألفي عام داخل بلاد الرافدين، وكلمة الصابئة مشتقة من "صبا" بمعنى انغمس أو غطس، فيما تفسر المندائي أو "مندا" بالمعرفة، فيطلق عليهم اسم العارفين بدين الحق أو المتعمدين، وبسبب قدم تاريخهم وتعرضهم لنكبات عديدة على امتداد المراحل الزمنية لا يملك المندائيون تاريخا مدونا للحديث عن ماضيهم، حيث تم إتلاف وحرق مدوناتهم بمرور السنين بسبب الاضطهاد الذي تعرضوا له.
 
ويسلط رئيس مجلس شؤون الطائفة أكرم سلمان الضوء على تاريخ الصابئة وبدايات وجودهم، ويقول إن "النظريات العديدة تختلف حول أصولنا، ومنها روايات توضح قدوم الصابئة من فلسطين نتيجة تعرضهم للاضطهاد، ونزوحهم إلى حران وجنوب العراق، تحديدا قرب الأهوار، فيما تؤكد روايات أخرى على أن أصل خليقتهم بدأ قرب نهري دجلة والفرات، لارتباط جميع طقوسهم الحياتية بالماء".
 
طقوس سرية
 
ولعدم اختلاطهم بالأقوام والطوائف الأخرى حافظ المندائيون على باطنية وسرية طقوسهم، فاختلفت نتيجة لذلك التفسيرات حولهم، لكنهم يؤكدون دائما إيمانهم بوحدانية الله خالق الأرض والسماوات.
 
ويرى أكرم أنهم "لا يعتبرون من الديانات التبشيرية، فلا يسمح لأحد بالدخول لدينهم أو الخروج منه إلى دين آخر"، مشيرا إلى أن حفاظهم على أنفسهم جعل دماءهم نقية وغير مختلطة بأديان أو طوائف أخرى، حيث إن اهتمامهم الكبير بالشؤون الدينية عزز وجودهم وعدم انقراضهم رغم قلة عددهم.
 
ويرى الصابئة أنهم جذر التوحيد الأول، ويعتبرون أن سيدنا آدم هو النبي الأول لهم، وبعده ابنه النبي شيت، إذ إنه يحظى بمكانة كبيرة جدا بين أبناء الطائفة، وذلك لاعتقادهم بأن النفس المتوفاة بأمر الله تقاس بمقياس نبل نفس وروح شيت، فمن حمل روحه الخلاقة دخل الجنة، ومن كانت نفسه أقل خلقا منه فإنه سيبدأ حينها الحساب.
 
ويذكر أكرم أن للنبي سام فضلا كبيرا على الصابئة بتثبيته كافة الشرائع المندائية الحديثة، ليستطيع من بعده النبي يحيى بن زكريا -وهو آخر أنبياء الصابئة- أن يرسل كافة التعاليم التعميدية، مشيرا إلى أن النبي يحيى استخدم التعميد جزءا أساسيا لطهارة النفس وترسيخ المفاهيم المندائية، ومنه اشتقت راية الدرفش والعلامة الخاصة بهم، والتي تعتبر الرمز الأساسي لهم مع اللباس الأبيض كليا.
 
ويتبع المندائيون كتاب "كنزا ربا" أو الكنز الكبير، والذي يحوي صحف آدم الأولى وتعاليمه باللغة الآرامية الشرقية التي تعتبر لغة الصابئة، ويحوي الكتاب جزأين، الأول: خاص بالأمور الدنيوية من وصايا وحكم ومفاهيم، والجزء الثاني خاص بالنفس بعد وفاتها ورحلتها من الجسد الفاني إلى أصلها، وهو عالم النور.
 
 
التشبث بالطقوس
 
وتؤكد المديرة العامة السابقة لأوقاف الصابئة المندائيين نادية مغامس أن ما يميز الصابئة عن الطوائف الأخرى هو تشبثهم المتين بطقوسهم منذ أكثر من ألفي عام حتى اليوم، ورغم التغير الذي يطرأ على الأديان بفعل الكتب السماوية فإنهم تمركزوا حول طقوس واحدة لم ولن تتغير.
 
وترى مغامس -وهي السيدة الأولى في تاريخ العراق ممن يتولى منصبا دينيا- أن الكثير يحملون صورا نمطية خاطئة عن الصابئة ويجب تغييرها، موضحة أن البعض يتهمهم بعبادة الكواكب والنجوم بسبب قبلتهم تجاه القطب الشمالي، أو أنهم يخنقون الحيوانات الميتة ليأكلوها، وغيرها من التفاصيل البعيدة عنهم.
 
وتوضح أن هذه المفاهيم الخاطئة عرضت الكثير من أبناء الطائفة للتعنيف والاضطهاد على مر الزمن، مشيرة إلى أن كتبهم المقدسة ترجمت إلى العربية لأول مرة في التاريخ قبل 25 عاما بهدف نشر حقيقة المندائيين، ووقف التصرفات غير الإنسانية بحقهم، وإثبات توحيدهم لله وحده.
 
وللتأكيد على ذلك، تقول مغامس إن أركان المندائيين الخمسة تشبه إلى حد كبير أركان الإسلام، وهي التوحيد بالله وحده لا شريك له، والصلاة بـ5 أوقات، والصدقة، والصوم على جزأين: الصوم الكبير طوال أيام السنة عن النميمة والكره وفعل الكبائر والمعاصي، والصوم الصغير لمدة 36 يوما عن تناول اللحوم ومشتقاتها.
 
أما الركن الخامس -تتابع مغامس- فهو التعميد الذي يعتبر ركنا أساسيا وولادة جديدة بالنسبة للإنسان، وهو فرض وواجب على الصابئي، ويرمز إلى الارتباط الروحي بين العالمين المادي والروحي، والتقرب من الله من خلال المياه الجارية لأنها ترمز إلى استمرار الحياة.
 
وتشير إلى أن التهميش الذي لحق بهذه الطائفة العريقة بسبب قلة عدد أفرادها جعل الحكومات المتعاقبة في العراق تهملهم دون أن تمنحهم أي نصيب من الخدمات والحقوق.
 
وأضافت أن "هجرتهم من البلد بدأت منذ الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) لتتصاعد مع الحروب التي تلتها، ولا يمكن إيقاف رحيلهم، وربما يأتي يوم وتنتهي حكايتهم ووجودهم نتيجة الإقصاء والإهمال".
>> تابع قناة السومرية على  تويتر 

الصابئة

مندائيين

+A
-A
facebook
Twitter
Whatsapp
telegram
Messenger
telegram
Alsumaria Tv
أحدث الحلقات
حكاية لونا
Play
الحلقة١٢ | رمضان 2025
11:30 | 2025-03-12
Play
الحلقة١٢ | رمضان 2025
11:30 | 2025-03-12
ناس برمضان
Play
منطقة سبع ابكار بغداد - الحلقة ١١ | الموسم 2
19:00 | 2025-03-11
Play
منطقة سبع ابكار بغداد - الحلقة ١١ | الموسم 2
19:00 | 2025-03-11
من الأخير
Play
مشعان الجبوري - الحلقة ١١ | الموسم 2
18:00 | 2025-03-11
Play
مشعان الجبوري - الحلقة ١١ | الموسم 2
18:00 | 2025-03-11
ليلة رمضانية
Play
سوزان منصور - الحلقة ١١ | رمضان 2025
17:00 | 2025-03-11
Play
سوزان منصور - الحلقة ١١ | رمضان 2025
17:00 | 2025-03-11
قطع وريد
Play
الحلقة ١١ | رمضان 2025
16:00 | 2025-03-11
Play
الحلقة ١١ | رمضان 2025
16:00 | 2025-03-11
بال 90
Play
من شارع الجوادر الكَاع تنكَلب..واني ما انكَلب.. منو اني؟ - الحلقة ١١ | الموسم 3
15:00 | 2025-03-11
Play
من شارع الجوادر الكَاع تنكَلب..واني ما انكَلب.. منو اني؟ - الحلقة ١١ | الموسم 3
15:00 | 2025-03-11
أهل الخطايا
Play
الحلقة ١١ | رمضان 2025
14:15 | 2025-03-11
Play
الحلقة ١١ | رمضان 2025
14:15 | 2025-03-11
نشرة أخبار السومرية
Play
نشرة ١١ آذار ٢٠٢٥ | 2025
13:45 | 2025-03-11
Play
نشرة ١١ آذار ٢٠٢٥ | 2025
13:45 | 2025-03-11
العراق في دقيقة
Play
11-03-2025 | 2025
12:45 | 2025-03-11
Play
11-03-2025 | 2025
12:45 | 2025-03-11
زار رمضان
Play
حالات مؤثرة تكشفها شيماء قاسم في مدينة الصدر - الحلقة ١١ | رمضان 2025
12:45 | 2025-03-11
Play
حالات مؤثرة تكشفها شيماء قاسم في مدينة الصدر - الحلقة ١١ | رمضان 2025
12:45 | 2025-03-11
الأكثر مشاهدة
اخترنا لك
وفاة مسن بعد دهسه من قبل سيارة مسرعة في كركوك
10:56 | 2025-03-12
حركة بهلوانية انتهت بـ المحجر".. شابان على دراجة يلقيان مصرعهما بكربلاء
10:50 | 2025-03-12
خلال أسبوع.. اعتقال 20 مطلوباً بجرائم مختلفة في النجف
10:41 | 2025-03-12
مجموعة من التدريسين يوجهون مناشدة لرئيس الوزراء ووزير التعليم
10:03 | 2025-03-12
وفاة واصابة شخصين جراء سقوط سقف محلهم في الديوانية
09:32 | 2025-03-12
ارتفاع اسعار اللحوم والدجاج في النجف... أين الاجهزة الرقابية؟
09:06 | 2025-03-12
نعم، يجب استقباله كزعيم دولة
نعم، يجب استقباله كزعيم دولة
كلا، ماضيه يثير المخاوف
كلا، ماضيه يثير المخاوف
لا أهتم بالأمر
لا أهتم بالأمر
النتائج تعكس آراء المشاركين وليست قياساً للرأي العام.
النتائج تعكس آراء المشاركين وليست قياساً للرأي العام.

أبراج

على السومرية

إشترك بنشرتنا الاخبارية
انضم الى ملايين المتابعين
إشترك
حمل تطبيق السومرية
المصدر الأول لأخبار العراق
Alsumaria mobile app on Android Alsumaria mobile app on Android
Alsumaria mobile app on IOS Alsumaria mobile app on IOS
Alsumaria mobile app on huawei Alsumaria mobile app on huawei
إشترك بخدمة التلغرام
تحديثات مباشرة ويومية