السومرية نيوز/ بغداد
ينتظر كثير من الناس، غرة شهر نيسان / ابريل من كل عام، بفارغ الصبر، للتهيؤ لليوم الذي يتاح فيه الكذب، واتباع تقليد شائع يعرف باسم "كذبة نيسان"، حيث يبتكرون أكاذيب وحيل لخداع من حولهم، في إطار المزح والمرح، إلا أنها في
العراق غالبا ما تأخذ منحى سياسيا.
وفاة رمز سياسي..
استبق ناشطو فيسبوك في العراق، حلول
الاول من نيسان ليبثوا خبرا عاجلا "كاذبا بالطبع" ونسبوه الى هيئة الاذاعة البريطانة يشيع بوفاة احد الرموز السياسية في
العراق وهووزير الخارجية
العراقي الاسبق ابراهيم الجعفري، الذي اسرع بدوره الى تكذيب الخبر عبر مكتبه، مطمئنا معارفه ومحبيه بأن الخبر كاذب.
تحذيرات ..
ناشطون في
مواقع التواصل حذروا قبيل حلول ليلة غرة نيسان، من اخبار عاجلة قد يبثها البعض، مشيرين الى أن بعض الاخبار قد تكون ذات خطورة سياسية او مقلقة على وضع البلد الامني.
ويرى هؤلاء أن "كذبة نيسان" قد تكون كذبة بيضاء تضفي على الأاجواء بعض المرح والدعابة.. وقد تحمل اخبارا مفجعة يعيض خلالها المتلقي لحظات مرعبة لدقائق حتى يكتشف أنه كان ضحية لمطلع الشهر النيساني.
قرارات حكومية "نيسانية"..
ورغم تلك التحذيرات روج آخرون لتعيين امين عام جديد لامانة مجلس الوزراء في العراق، في حين ذهب آخرون الى ترويج قرار حكومي من وحي كذبة نيسان، يقضي بتوزيع عوائد فائض النفط على الشعب العراقي، في حين اختار اخرون لكذبتهم قرار يقضي بتوزيع 50 الف دينار لكل
عراقي.
فكرة طريفة . ألا انها تسبب الاحراج
ويرى أحد الناشطين على
مواقع التواصل، أن كذبة نيسان فكرة طريفة وكسراً للروتين، إلا أن مشاكلها في ذات الوقت كثيرة وقد تتسبب باحراجات عائلية نتيجة ماتتضمنه من مقالب وصدمات، في حين يشكو ناشط آخر من ذات الاحراجات التي تسببها له كذبة هذا الشهر بعد ترويج خبر زواجه وهو لايعلم!!.
استحداث وزارة للنفي..
أحد الاعلاميين البارزين دعا مازحا عبر موقعه على فيسبوك، الى استحدث وزارة جديدة مختصة بـ"النفي" وذلك قبيل دخول يوم
الاول من نيسان، سيما الاخبار السياسية.
كذبة طريفة مفرحة..
ناشطة أخرى بثت خبرا "مفرحا بعض الشيء" للعراقيين وقد نسبته الى هيئة الأرصاد الجوية البريطانية، مفاده بأن الصيف المقبل سيكون "الابرد" في العراق، بحسب التغييرات المناخية في طبقات الجو العليا، وأنحراف الأرض قليلا عن محورها.. حتى نهاية الخبر النيساني الكاذب الذي اختتمته مازحة بأن أعلى درجة حرارة ستسجل في شهر أب هي 38 درجه مئوية فقط.. لتتوالى التعليقات بالضحك.
وجرت العادة أن يقوم الناس اليوم (الاول من نيسان) ببعض الحيل أو النكات الكاذبة على الآخرين بدافع المزاح، وتنص التقاليد في بعض الدول على أن تستمر الكذبة حتى منتصف النهار فقط، بعدها يتم الاعتراف بها.
سبب نشأة "كذبة نيسان"..
ممارسو هذا التقليد في شتى أنحاء العالم يجهلون سبب نشأته مع وجود قصص مختلفة عن منبع "كذبة نيسان"، ويذهب الغالبية إلى ترجيح مفاده أن الأمر بدأ في فرنسا عندما تبنت البلاد التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام 1564، وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في يوم 21 آذار وينتهي في الأول من نيسان بعد أن يتبادل الناس هدايا عيد رأس السنة الجديدة.
وظل الناس يحتفلون بعيد رأس السنة في الأول من نيسان إلى أن أطلق عليهم "ضحايا نيسان" وأصبحت بعد ذلك عادة المزاح مع الأصدقاء وذوي القربى في ذلك اليوم رائجة في فرنسا ومنها انتشرت إلى بقية بلدان العالم.
ويظن
البعض الآخر أن لـ"كذبة نيسان" علاقة بعيد "هولي" المعروف في الهند والذي يحتفل به الهندوس في 31 آذار من كل عام وفيه يقوم بعض البسطاء بأشياء كاذبة لمجرد اللهو والدعاية ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء يوم 1 نيسان.
ويرى آخرون أن أصول الكذبة تعود إلى القرون الوسطى حيث كان شهر نيسان في هذه الفترة وقت الشفاعة للمجانين فيطلق سراحهم في أول الشهر ويصلي العقلاء من أجلهم وفي ذلك الحين نشأ العيد المعروف باسم "عيد جميع المجانين" أسوة بالعيد المشهور باسم "عيد جميع القديسين".
وفيما تتضارب الآراء حول أصول هذا التقليد أصبحت أكاذيب أول شهر نيسان أمرا مباحا يبعث جوا من المرح بين الجميع.